الجيش السوري يطرد داعش من حقل شاعر ويؤمن آبار الغاز في ريف حمص ودي ميستورا يؤكد على أولوية مواجهة داعش
طرد الجيش السوري، أمس، عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» من حقل الشاعر وعدد من أبار الغاز في ريف حمص، فيما لا تزال تركيا تحرض على مهاجمة الجيش السوري في حلب، بحجة تخوفها من أزمة لاجئين جديدة إذا تمكنت دمشق من استردادها بالكامل.
وبرز أمس استقبال الملك الأردني عبد الله الثاني لرئيس الاستخبارات السعودية الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز في عمان. وذكرت وكالة الأنباء السعودية ـ «واس» أنهما «بحثا عدداً من المواضيع التي تتعلق بالعلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك»، مشيرة إلى أنهما حضرا تمرينا للقوات الأردنية.
وتأتي الزيارة وسط تصاعد حديث مسؤولين أميركيين عن إمكانية توسيع الدول المشاركة في تدريب مقاتلين سوريين «معتدلين»، لتنضم تركيا والأردن إلى السعودية في فتح مراكز تدريب على اراضيها. كما أنها تأتي بعد أيام من توقف الهجوم الذي كانت تشنه مجموعات مسلحة على معبر نصيب السوري الحدودي مع الأردن.
في هذا الوقت، ذكرت مصادر أن المبعوث الدولي الخاص لعملية السلام في سوريا ستيفان دي ميستورا سيزور دمشق بداية الأسبوع المقبل، وذلك لمدة ثلاثة أيام، حيث سيلتقي مسؤولين سوريين وبعض الشخصيات في المعارضة.
وكان دي ميستورا حذر، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» بثت امس، من أن «داعش» يتقدّم باتجاه حلب، معتبراً أن ذلك فرصة للمجتمع الدولي لإيقافه. وقال «إذا نظرت إلى الخريطة، نلاحظ أن داعش يتحرّك باتجاه حلب بعيداً عن عين العرب، وإذا كان هذا صحيحاً فإنها فرصة لإنقاذ هذه المدينة التي شهدت قتالاً لم يؤدّ إلى أي شيء بين المعارضة السورية والحكومة». وكرر دعوته إلى تجميد القتال في حلب.
وحول خطته لحل الأزمة السورية، قال دي ميستورا «خطتي مبنية على مبدأ بسيط جداً، حيث أنه تمّت تجربة كل شيء من قمة الهرم إلى أسفله من خلال المؤتمرات والاجتماعات وخطط السلام المحتملة.. على أرض الواقع علينا إثبات للسوريين وللعالم بأن هناك أمرا يمكن القيام به، أولاً وقف داعش وثانياً وقف الصراع، ليبدأ السوريون بلمس الاختلاف».
وبحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، في باريس، الحرب على «داعش» والتطورات في سوريا ولبنان والقضية الفلسطينية الإسرائيلية، والملف النووي الإيراني. وكان فابيوس اعتبر، قبل أيام، أن «التخلي عن حلب سيقضي على الآمال في حل سياسي للحرب السورية».
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إنه عازم على التعاون مع الجمهوريين، الذين باتوا يسيطرون على الكونغرس بمجلسيه، من اجل الحصول على تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية ضد «داعش». وأضاف أن تركيز «الولايات المتحدة في سوريا لن يكون لحل الصراع هناك برمته لكن لعزل المناطق التي ينشط فيها الدولة الإسلامية».
واستعاد الجيش السوري والفصائل المؤازرة له السيطرة على حقل الشاعر للغاز في ريف حمص، بعد ستة أيام من اقتحام «داعش» له. وقال مصدر عسكري إن مسلحي التنظيم انسحبوا من الحقل بعد أن قام سلاحا الجو والمدفعية بضرب نقاط تمركز عناصر التنظيم، قبل تدخل القوات البرية، مشيرا إلى أنهم انسحبوا نحو قريتي بلعاس وعقيربات في بادية تدمر شرق الحقل.
واكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «تمكن القوات السورية من استعادة السيطرة على آبار جحار والمهر وشركة حيان للغاز في ريف حمص الشرقي».
وتمثل استعادة الحقل خطوة لتأمين وسط سوريا من جهة، وإعادة الاستقرار لقطاع التيار الكهربائي الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز الذي ينتجه الحقل. وتأتي السيطرة على الحقل بعد تدخل «قوات نخبة»، وتشكيل غرفة عمليات بقيادة العقيد سهيل الحسن، الملقب بـ«النمر». وتمثل عملية حماية الحقل من «اختراق ثالث» تحدياً يجري العمل على تلافيه مستقبلا، وفق ما ذكر المصدر العسكري.
في هذا الوقت، واصل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو توجيه الأنظار نحو حلب، التي يقترب الجيش السوري من إطباق حصار كامل على المسلحين داخلها.
وقال داود أوغلو، بعد اجتماع مع كبار قادة الجيش التركي في أنقرة، «نحن نراقب التطورات في حلب بقلق. ورغم أن المدينة ليست على وشك السقوط فإنها تحت ضغط شديد». واعتبر أن «قوات (الرئيس بشار) الأسد ترتكب مجازر كبيرة، بقصف مناطق في شمال شرق المدينة وغربها تحت سيطرة الجيش السوري الحر بالبراميل المتفجرة»، مضيفا «إذا سقطت حلب سنواجه نحن في تركيا فعلا أزمة لاجئين كبيرة وفي غاية الخطورة والقلق. ولهذا نريد منطقة آمنة».
وذكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيتوجه اليوم إلى الرياض، حيث سيبحث مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل «القضايا الإقليمية والدولية الراهنة».
في هذا الوقت، تتواصل المعارك في مدينة عين العرب (كوباني) السورية بين المقاتلين الأكراد، مدعومين من «البشمركة» الكردية العراقية، وعناصر «داعش»، فيما ذكرت القيادة المركزية الأميركية أن الطائرات الأميركية شنت ثلاث غارات على المنطقة.
وذكر «المرصد»، في بيان، أن «المقاتلين الأكراد أحبطوا محاولة تسلل لعناصر من الدولة الإسلامية في أحياء تقع في شرق المدينة». وأضاف أن «المقاتلين الأكراد نفذوا عملية استهدفوا فيها آليات لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة الواقعة بين قريتي بغدك وقره موغ في ريف عين العرب الشرقي. كما استهدفوا آليتين في الجبهة الجنوبية للمدينة، وقاموا مع قوات البشمركة بقصف تمركزات للتنظيم في المدينة وأطرافها وريفها».
وذكر «المرصد» أن 13 طفلا قتلوا في سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القابون شرق دمشق. يشار إلى وجود هدنة بين القوات السورية والمسلحين في الحي، منذ حوالى خمسة أشهر.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد