الجيش يحرر عدرا العمالية ويتقدم نحو عدرا البلد وعصابات دوما تقتل مخطوفين بالغاز السام
أعلنت مصادر عسكرية سورية، أمس، إحكام سيطرتها على مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، بعد ما يزيد عن عام ونصف العام على احتلال كتائب «جيش الإسلام» لها، واختطافها للآلاف من سكانها، لا يزال مصير معظمهم مجهولا.
واستباقا للهزيمة التي منيت بها كتائبه، أعلن نشطاء مقربون من «جيش الإسلام» قراره بالانسحاب المفاجئ من المدينة، بحجة «أن أهدافه من العملية برمتها قد تحققت».
وأعلن مصدر عسكري، عبر وسائل الإعلام الرسمية، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تحكم سيطرتها على مدينة عدرا العمالية، بعد عملية نوعية، وتقضي على أعداد من الإرهابيين، وتقوم بتمشيط المدينة وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في مداخل الأبنية والحدائق والساحات».
ولاحقا أورد ناشطون أن الجيش تقدم في المدينة، وبدأ عملية تمشيط واسعة لتفكيك العبوات، كما لسبر الأنفاق التي تم اكتشافها.
بدورها، أعلنت قيادة «جيش الإسلام»، عبر تصريح لإحدى الشبكات الإعلامية، أنها قررت «الانسحاب» إلى عدرا البلد المجاورة «بغرض تحويلها إلى خط دفاع أول، متفادية بذلك حرب استنزاف كانت ستقع في الغوطة». ووفقا لتقييم المصدر السابق فإن الانسحاب جاء لإفشال محاولة الجيش السوري، محاصرة خصمه عبر عملية يحضر لها في عدرا البلد بطريقة تذكر بما جرى في المليحة. واعتبر أن «معركة عدرا العمالية انتهت، بعد الحصول على نتائجها المرجوة، وانتهت أهميتها الإستراتيجية»، وذلك من دون تسمية هذه النتائج التي يجري الحديث عنها، علما أن أبرزها ربما تمثلت باختطاف آلاف المدنيين، من بيوتهم، واستخدامهم في أعمال سخرة، كحفر الأنفاق، ورهائن لمبادلتهم مع معتقلي سجون الدولة.
وجرت قبل أيام عملية تبادل، تداول تفاصيلها ناشطون، وإن لم يبرزها الإعلام الرسمي، تمثلت في الإفراج عن عقيد في الجيش مقابل ثمانية معتقلين، بينهم ثلاث نساء. واستمرت عملية التفاوض «شهرين»، وجرت مع لواء «فرسان السنة» كما ذكر أحد المواقع الإخبارية.
من جهتها، اعتبرت مصادر أخرى أن انسحاب «جيش الإسلام» المفاجئ من المدينة العمالية، يعود الى خلافات تطورت بينه وبين «لواء ثوار الغوطة»، الذي هدد بقطع طرق الإمداد عن الأول، وليس نتيجة حسابات عسكرية.
أيا يكن، نفذ قائد «جيش الإسلام» زهران علوش انسحابا تكتيكيا آخر، يمكن تسجيله في مفكرته التي تعددت انسحاباتها المفاجئة في معارك عديدة، مثل دير عطية والنبك وقارة والقصير والضمير والمليحة. وأورد مصدر، مقرب من «جيش الإسلام»، سببا إضافيا للانسحاب، يتمثل «بتوفير فرصة العودة» للمهجرين من عدرا البلد باتجاه مدينتهم، وهو ما أثار تهكما سريعا من قبل المؤيدين والمعارضين على حد سواء.
من جهته، تمدد الجيش السوري باتجاه عدرا البلد التي تبعد مئات الأمتار عن عدرا العمالية، وذلك بعد ادعاءات المعارضة بدء عملية تحصينها. وذكر خبر رسمي أن المعارك الدائرة في محيطها ومداخلها اشتدت وتيرتها، وأن الجيش يسيطر الآن على كامل طريق عدرا القديم، وعلى كتيبة الكيمياء ومركز الدفاع المدني ومعلمي الانشاءات والسك، وتقدم الى مسافة تقارب كيلومترين داخل مناطق مثل سوق الغنم. واحكم الجيش، عبر تلال مجاورة ايضا، عملية السيطرة النارية على البلدة.
ويشارك في الهجوم، الذي بدأ منذ اسبوع تقريبا، لجان الدفاع الوطني ومقاتلين من «جيش التحرير الفلسطيني»، الذي يملك ثكنة تدريب عسكرية قريبة.
وصد هؤلاء هجوما ارتداديا، امس الاول، قرب مستشفى الشرطة في حرستا، تم التمهيد له بقذائف الهاون وتلته اشتباكات استمرت ما يزيد عن الساعة، انتهت بانسحاب المهاجمين. كما جرت اشتباكات في حي القابون في دمشق وضعت في سياق مشابه.
وسبق عملية الانسحاب هجوم استمر لمدة اسبوع بوسائل عسكرية مختلفة، تصدرها الطيران الحربي. ووفقا لمعلومات فإن قرار التقدم نحو عدرا جرى نتيجة معطيات متعددة، بينها أنباء الخلافات التي ضربت تحالف الكتائب الناشطة في الغوطة الشرقية، لا سيما في منطقتي دوما وعدرا، وأيضا، لكي يحرم المقاتلون المحاصرون في جوبر من إمكانية الانسحاب نحو عمق دوما ومن ثم عدرا، ما يترك أثرا سلبيا على طريق دمشق الدولي، وهو المنفذ الوحيد المتاح بين مدينتي حمص ودمشق، وباقي مناطق وسط سوريا حاليا.
وسيترك أي تقدم في عدرا البلد أثره أيضا على معركتي عين ترما وجوبر. كما سيساهم إلى حد كبير في محاصرة دوما التي تضم قيادات فصائل عدة، أبرزها «جيش الإسلام»، وإن كانت تضم أيضا القسم الأعظم من المختطفين، المدنيين والعسكريين. وقتل من هؤلاء منذ يومين سبعة على الأقل في قصة مربكة الحبكة حول هجوم بالغازات السامة، على أحد مقار التنظيم. وتبين أن القتلى هم من المخطوفين، لا من مقاتلي «جيش الإسلام».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد