السعودية ستدخل طرفاً في الحرب الطائفية العراقية
حذر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، من إن حكومة الرياض قد تدعم سنة العراق في حال انسحاب القوات الأمريكية من هناك، وفق مصدر أمريكي الأربعاء.
وكشف مصدر أمريكي رفيع، أن عبد الله تلا على تشيني، أثناء لقائهما في الرياض قبل أسبوعين، ما سماه بـ "مرسوم الشغب" وأنه كان حاداً للغاية.
وأوضح العاهل السعودي لتشيني أن بلاده قد تضطر لأن تخطو وتقدم الدعم إلى السنة العرب، في حال تفتت العراق، وتعرض أمن الأقلية السنية إلى الخطر، نقلاً عن المصدر.
وبحسب المصدر، قال الملك عبدالله أن الرياض "ستتدخل بعنف" لصالح جانب واحد، عند غياب الوجود الأمريكي عن العراق.
وبين المصدر أن العاهل السعودي كان يعني " بالدعم او التدخل" القبائل والعشائر السنية، وليس اتباع القاعدة منهم.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أشار إلى أنباء هذا التحذير السعودي.
ونقلت الصحيفة أن السعودية حذرت الإدارة الأمريكية من أنها قد تلجأ إلى تقديم الدعم المالي إلى سنة العراق عند اندلاع أي مواجهات مع الشيعة، في حال انسحاب القوات الأمريكية من هناك، بحسب الأسوشتيد برس.
وجاء في التقرير، الذي استند إلى مصادر أمريكية ودبلوماسية عربية، إن الرياض وعدت واشنطن عدم التدخل لمساعدة المسلحين السنة، إلا أنها لن تلتزم بالوعد في حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
ونفت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مراراً أي خطط للانسحاب الفوري من العراق.
وأعربت الرياض عن تخوفها من شن الأغلبية الشيعية الحاكمة مذابح ضد الأقلية السنية فور مغادرة القوات الأمريكية للعراق.
وفاقم المخاوف السعودية تزايد المطالب في واشنطن بتحديد إطار زمني لإعادة القوات الأمريكية إلى بلادها.
وكشفت الصحيفة أن الحكومة السعودية لوحت بالتحذير إبان زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إلى الرياض، قبل أسبوعين، حيث أعربت، أيضاً، عن عدم رضاها بشأن المباحثات المقترحة بين أمريكا وإيران.
وأوصى تقرير "مجموعة دراسة العراق" الذي قدم إلى الرئيس الأمريكي الأربعاء الماضي، واشنطن فتح حوار مباشر مع سوريا وإيران للضغط على الشيعة، لإبعاد ما يدعوه بعض المحللين، بالحرب الأهلية في العراق، من التوسع إلى نزاع إقليمي.
كما أوصى التقرير الإدارة الأمريكية بانتهاج إستراتيجية جديدة في العراق.
وتأتي انباء التحذير السعودي لأمريكا، بعد اقل من اربع وعشرين ساعة من كشف مصادر دبلوماسية الثلاثاء أن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، الأمير تركي الفيصل ، استقال من منصبه، وغادر الأراضي الأمريكية.
وتأتي استقالة الفيصل، التي بررها بالتقاعد، عقب إعلانه في برنامج "Late Edition" على CNN منذ أكثر من أسبوع، تسريح أحد مستشاريه، نواف عبيد، لكتابته مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحث السعوديين، على المبادرة بتقديم المساعدة إلى الأقلية السنية في العراق عقب مغادرة الأمريكيين.
ونظرا لكون الحديث ينصب على العراق في العديد من دول العالم، فقد أكد البيت الأبيض الثلاثاء، أن الرئيس جورج بوش سيؤجل خطط الإعلان عن إستراتيجية جديدة للعراق إلى بداية عام 2007، بدلا من نهاية العام الجاري، كما أعلن سابقا، وفق ما أكده المتحدث طوني سنو.
وقال سنو إن بوش سيعقد عدة اجتماعات مع "عدد من اللاعبين الأساسيين" في أعقاب تقرير "مجموعة دراسة العراق" الذي يطالب بخطط جديدة لإحراز تقدم في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في العراق.
وعلى الصعيد الأمني، أدت انفجارات في العراق الأربعاء، إلى مصرع 22 شخصا على الأقل وجرح 46 آخرين.
فقد قتل عشرة أشخاص وجرح ما لا يقل عن 26 آخرين في انفجار سيارة مفخخة شرق بغداد. بموازاة ذلك، أدى انفجار سيارة ثانية في شمال العراق إلى مصرع سبعة جنود عراقيين وجرح 10 آخرين.
وتسبب انفجار سيارة ثالثة في بغداد بمصرع خمسة أشخاص وإصابة عشرة آخرين.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد