الضفـة: اسـتشهاد إمـراة وصـبي
استشهد فلسطينيان، هما طفل ومسنة، برصاص الاحتلال في الضفة في اليومين الماضيين، فيما لوحت السلطة الفلسطينية بإمكان استخدام القوة لاستعادة السيطرة على قطاع غزة، وهو ما اعتبرته حركة حماس إصرارا على إغراق الفلسطينيين »في الفتنة الداخلية«.
في غضون ذلك، عبر ٣٣٣٢ فلسطينيا من الطلاب والمرضى والمعتمرين وأصحاب الإقامات الأجنبية والمقيمين في مصر والدول العربية والأجنبية، في الاتجاهين من خلال معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر، يومي السبت والاحد.
ومن بين هؤلاء الناشطة البريطانية لورين بوث شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، التي غادرت رفح امس الاول بعدما علقت اربعة اسابيع في غزة، منذ وصولها مع ٤٥ ناشطا آخرين على متن سفينتين من قبرص في ٢٣ آب الماضي.
واستشهدت الفلسطينية مريم احمد عياد (٦٠ عاماً) أثناء محاولتها منع جنود الاحتلال من اعتقال طلاب يقطنون في مبنى تملكه في أبو ديس في ضواحي القدس المحتلة، ويدرسون في جامعة القدس في البلدة. وحاولت عياد سد الطريق أمام الجنود الذين هموا باعتقال مجموعة من الطلاب، إلا أنهم ضربوها وأوقعوها أرضا، ما ادى الى وفاتها نتيجة تحطم جمجمتها.
وكان الفتى صهيب ياسر احمد صالح (١٤ عاماً)، وهو من قرية عصيرة القبلية في محافظة نابلس في الضفة، قد استشهد امس الاول بعدما أطلق جنود اسرائيليون النار عليه بالقرب من مستوطنة »يتسهار« جنوبي مدينة نابلس، وذلك بذريعة انه اطلق عليهم زجاجة حارقة. وتشهد عصيرة القبلية اعتداءات يومية من قبل مستعمري »يتسهار«. وكان شقيق صالح قد سقط برصاص الاحتلال، في العام .٢٠٠٢
نقلت »هآرتس« عن قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية اللواء دياب العلي قوله ان »غزة لا تزال متمردة، ولن يكون امام السلطة الفلسطينية من خيار سوى استخدام القوة ضدها« مضيفا »لم تجر مشاورات مع الاسرائيليين حول هذه المسألة... نأمل الا نحتاج الى هذا الخيار ـ وهو الخيار الاخير بالنسبة الينا لتوحيد ارضنا ـ لكن يتعين ان نكون مستعدين لننفذه«. وتابع »اذا اردنا ان ننقل قوات (الى غزة)، فسنحتاج اسلحة مختلفة وقدرات متنوعة. يجب ان تكون هناك موافقة اسرائيلية وأردنية ومصرية. ولكن اذا سمحت الظروف بذلك، فيجب ان نوحد الوطن«.
ورأى العلي ان »حماس لا تملك القدرة لأن تشكل تحديا حقيقيا للسلطة في الضفة« مشددا على ان »التصريحات الاسرائيلية حول قدرات حماس مبالغ فيها للغاية«.
غير ان صحيفة »يديعوت أحرونوت« نقلت عن مسؤول أمني فلسطيني ان حماس تعجز عن السيطرة على الضفة، لكنها قد تتطلع الى اضعاف السلطة، قبيل الازمة التي سيثيرها انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس في كانون الثاني المقبل. أضاف ان قادة حماس في غزة ودمشق أمروا عددا من الخلايا بالاستعداد لشن هجمات تستهدف شخصيات رفيعة المستوى في السلطة ومؤسسات تابعة لها.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري تصريحات العلي »دليلاً على أن سلطة رام الله غير معنية بالحوار الوطني وأنها تستخدم التصريحات الإعلامية بشأن السعي للحوار للتغطية على نواياها المبيتة«، مضيفا انها »تعكس كذلك إصرار السلطة في رام الله على إغراق الشعب الفلسطيني في الفتنة الداخلية«.
وصل الى القاهرة امس وفد حركة فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث، للقاء مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان يوم غد الثلاثاء، وذلك »في إطار اللقاءات الثنائية التي تجريها مصر مع الفصائل الفلسطينية لبلورة موقف فلسطيني موحد لطرحه على الاجتماع الشامل للفصائل الذي سيعقد في النصف الثاني من تشرين الاول المقبل في القاهرة«، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.
ومن المقرر ان يلتقي سليمان وفد حماس في الثامن من الشهر المقبل.
من جهته، قال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية »نقول للناس جميعا: لا عودة للوراء، ولن تعود الأمور إلى ما قبل ١٤ حزيران (٢٠٠٧ تاريخ سيطرة حماس على غزة)، فتلك المرحلة أصبحت وراء ظهورنا، ولن يعود إليها شعبنا الفلسطيني... لا عودة إلى الفلتان الأمني والإداري وفوضى العائلات والمعابر« مضيفا »إننا نصنع تاريخا جديدا«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد