العراقيون ينقلون حربهم إلى جرمانا

23-06-2006

العراقيون ينقلون حربهم إلى جرمانا

نتج عن مشاجرة مابين عراقي وسوري من أهالي جرمانا ، الضاحية الواقعة الى الجنوب من العاصمة السورية دمشق، منتصف ليل الخميس (أمس)، حالة من الفوضى الاهلية نتج عنها قتيل من أهالي الضاحية (بشير السمان) واحراق قرابة مائتي سيارة عراقية حسب شهود عيان، وأضاف الشهود أن المشاجرة كانت لدوافع شخصية بحتة غير أن الاهالي هاجموا على أثرها بيوت العراقيين ومتاجرهم وممتلكاتهم وأعملوا التخريب فيها ليأتي تدخل قوات حفظ النظام متأخرا، فيما استمر أهالي الضاحية بالتظاهر مطالبين باجلاء المهاجرين العراقيين منها.


يذكر أن ضاحية جرمانا، تتكون من أغلبية (درزية) تقدر بـ (50 ألف) مواطن بالاضافة الى كتلة مسيحية تتعايش مع الاهالي، غير أنه مابعد حرب الخليج الثالثة والاجتياح الامريكي للعراق، توافدت مجموعات من العراقيين الهاربين من الحرب ومعظمهم من الاشوريين والصابئة ليسكنوا الضاحية ويقيموا أعمالا فيها، تتوزع مابين أندية الانترنيت والاعمال التجارية الصغيرة بالاضافة الى مهاجرين يعيشون اعتمادا على مدخراتهم المالية التي حملوها معهم، ماأدى الى حركة سوق واسعة في هذه الضاحية استفاد منها أصحاب العقارات والبيوت المخصصة للاجرة، فيما تراكمت احتقانات مابين السكان الاصليين والعراقيين المهاجرين كناتج عن تباينات في الثقافة والمزاج العام، أدت الى احالة كل الارتكابات الاخلاقية الى العراقيين بما فيها الجريمة والدعارة والتعديات اليومية، وهذا ماينفيه مهاجر عراقي يقول للبوابة أن المهاجرين العراقيين جاؤوا الى سوريا هربا من العنف والدماء وأنهم حريصين على أن يكونوا ضيوفا شرفاء بين مواطنين يتقبلون اقامتهم بينهم، فيما يعتقد أحد المواطنين أن التواجد العراقي الكثيف في هذه المنطقة فكك نسيجها التاريخي وأضاع تقاليدها المتراكمة، معتبرا أن أصحاب المكاتب العقارية قد استثمروا الحالة العقارية ليفتحوا الابواب أمام الدعارة وبيوتها مع العلم أن معظم تجار العقارات وأصحاب المكاتب العقارية من السكان الاصليين


يقدر عدد اللاجئين العراقيين المقيمين في جرمانا بقرابة (50) ألف من أصل مايقارب (450) ألف لاجئ عراقي كانوا قد لجأو الى سوريا مابعد الحرب، حسب تقديرات (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين) يستوطن معظمهم في دمشق وضواحيها حيث تستقر مجموعات معظمها من الشيعة العراقيين في منطقة السيدة زينب، فيما تستقر مجموعات أخرى في حي برزة، وتتوزع أعمالهم بين التجارة والاعمال الخدمية، أما مثقفوهم فيشاركون في الحياة الثقافية السورية ومنهم رموز ثقافية دخلت في النسيج الثقافي السوري.

مواطنون من ضاحية جرمانا يحملون مسؤولية أحداث جرمانا لمخفر شرطة الضاحية، فواحد منهم ويعمل في الهندسة المعمارية، ربط مابين ظاهرة الدعارة المنتشرة في هذه الضاحية وبين مخفر شرطتها معتبرا أن الشرطة تقوم بتسهيل الدعارة ورعايتها والاثراء منها بالشراكة مع مجموعة من تجار العقارات، فيما يذهب عدد من الشهود الى ربط الدعارة بالتواجد العراقي الكثيف في هذه المنطقة وهو ماأثر على النسيج السكاني والنظام الاخلاقي للبلدة بحيث يعتقد أحد الشهود أن هذه الاحداث وقعت نتيجة احتقانات أهلية متراكمة اتجهت الى العراقيين بوصفهم الغرباء المميزين فيها.

مايلفت أن أحداث جرمانا جاءت في اليوم الثاني لمناسبة اليوم العالمي للاجئ.

 

تصوير : مطاع القاق

المصدر: البوابة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...