الغرب يحاول استصدار قرار لفرض عقوبات ضد سورية وروسيا تعارض بشدة
تحاول البلدان الغربية استصدار قرار من مجلس الامن لفرض عقوبات على سورية، على امل جعل حكومة البلد اكثر تجاوبا مع الضغوطات الخارجية. وهذا ما تتضمنه التعديلات التي قدمها ممثلو بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال والولايات المتحدة الامريكية على مشروع القرار الروسي المقدم الى مجلس الامن الدولي.
وبموجب النصوص التي وقعت بيد ممثلي الصحافة، فان الدول الغربية تقترح فرض منع السفر لـ 19 مسؤول سوري وكذلك تجميد ارصدتهم في الخارج. وايضا تجميد ارصدة المصرف المركزي السوري والمصرف التجاري، وايقاف الرحلات الجوية من والى سورية، وكذلك ايقاف كافة التعاملات التجارية مع سورية على المستوى الحكومي، باستثناء البضائع الاستراتيجية التي سيؤدي اختفائها الى تضرر المواطن السوري.
ويقترح اصحاب التعديلات انه في حالة عدم تنفيذ سورية المبادرة العربية بحذافيرها سيتم "اتخاذ تدابير اشد من بينها فرض العقوبات". كما تتضمن التعديلات "شجبا شديدا لانتهاكات حقوق الانسان وحريته بصورة مستمرة وواسعة واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية". اضافة لذلك استلم الامين العام للامم المتحدة طلبا "لتشكيل لجنة دولية للتحقيق" لتقوم بمهمة التحقيق بانتهاكات "كافة الاطراف" للقانون الدولي الانساني والاعراف الدولية لحقوق الانسان.
ويذكر الدبلوماسيون في هيئة الامم المتحدة انه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى هيئة الامم المتحدة قال بالحرف الواحد، ان روسيا لن تسمح بامرار، من خلال مجلس الامن الدولي، قرار فرض عقوبات ضد سورية، ويجب نسيان ذلك لان "هذا لن يمر مطلقا".
وكانت روسيا قد قدمت في 15 كانون الاول/ديسمبر مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي حول سورية. حيث اظهرت نتائج كافة جولات مناقشته على مستوى الخبراء وجود اختلافات جدية في مواقف الاطراف المشاركة.
الادارة الامريكية تدرس الخيارات الاحتياطية
وبعد ان واجهت الولايات المتحدة موقف روسيا الحازم، قررت الادارة الامريكية بكل هدوء العمل على الخيارات الاحتياطية لتقديم المساعدات للمعارضة السورية. فبموجب المعطيات المنشورة على موقع مجلة Foreign Policy ، حيث تدرس هذه الخيارات في مجلس الامن القومي الامريكي. ومن ضمن هذه الخيارات "خلق ممر انساني او منطقة امنية للمدنيين على امتداد الحدود مع تركيا وتقديم المساعدات اللازمة للمتمردين واجراء اتصالات نشيطة مع المعارضة السورية في الداخل والخارج". وتضيف المجلة "ان اغلب العاملين في الادارة يدركون ان الوضع الراهن غير مقبول وان العقوبات الاقتصادية لن تؤدي الى اسقاط النظام السوري في المستقبل المنظور".
وتستمر المجلة فتقول ان واشنطن تنتظر انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب في سورية ومن ثم استخدام تقريرها للبدء "في مجلس الامن الدولي بمبادرة دبلوماسية جديدة، تهدف الى ادانة الرئيس الاسد وتقديم مساعدات مباشرة الى المعارضة".
ومن الواضح ان هذه المبادرة من الممكن ان تولد ميتة بسبب موقف موسكو. واذا ما حصل هذا فان الولايات المتحدة وحلفائها ستبدأ بالتفكير "بتبرير تدخلها غير العسكري في الشؤون السورية المستند الى تقرير بعثة الجامعة العربية وغيره من معطيات المصادر المستقلة عن انتهاك نظام الاسد لحقوق الانسان".
موسكو تدعو دمشق الى عدم تخفيض مستوى التعاون وتطلب من المراقبين النزاهة
من جهة أخرى دعت موسكو دمشق الى عدم تخفيض مستوى التعاون مع بعثة الجامعة العربية وطلبت من المراقبين النزاهة. حسبما جاء في بيان للخارجية الروسية الجمعة. ووقال البيان "ان موسكو ترحب ببداية عمل بعثة المراقبين العرب في سورية، هذه البعثة التي تقوم بزيارات ميدانية لمختلف مناطق سورية. لقد دعت روسيا منذ البداية الى ذلك خلال اتصالاتها ببلدان المنطقة، منطلقة من ضرورة الحصول على معطيات نزيهة عما يجري في سورية".
واضاف البيان "انه استنادا الى تصريحات محمد الدابي رئيس البعثة العربية التي زارت قبل كل شئ مدينة حمص، التي تذكر في نشرات وسائل الاعلام اكثر من غيرها باعتبارها مركزا لحركة المعارضة، فان الاوضاع هناك تدعو الى التفاؤل ولم تسجل أي صدامات. ان جميع اعضاء البعثة يؤكدون على تعاون السلطات المحلية معهم".
كما جاء في البيان "من الواضح ان عمل بعثة المراقبين مازال في بدايته وعليها ان تقوم بالكثير وخاصة من خلال اتصالاتها بالسكان المدنيين. وارتباطا بهذا ندعو القيادة السورية الى عدم تخفيض مستوى التعاون مع بعثة الجامعة العربية وخلق ظروف ملائمة لانجاز مهمتها استنادا الى الاتفاقية الموقعة في القاهرة بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الاول".
وفي نفس الوقت فان "روسيا تعول على مهنية ونزاهة اعضاء بعثة المراقبين العرب. وان مهمتهم تهدف الى منع العنف وفتح الطريق لتحقيق مبادرة الجامعة العربية الرامية الى تسوية الازمة سلميا من خلال حوار وطني من دون أي تدخل خارجي. اننا نعتقد انه من المهم ضمان الدعم اللازم لبعثة الجامعة العربية على المستويين الدولي والاقليمي لتنفيذ المهام المناطة بها".
"الجيش السوري الحر" يزعم وقف هجماته ضد الجيش السوري
وفي السياق نقلت وكالة "رويترز" عن ما يسمى "الجيش السوري الحر" زعمه وقف جميع الهجمات ضد قوات الأمن والجيش السوري منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سورية. وقال رياض الاسعد "قائد الجيش السوري الحر" الذي يضم معارضة مسلحة انه أصدر أمرا لضباطه بوقف كافة الهجمات على قوات الأمن الحكومية خلال فترة تواجد المراقبين في سورية. وتابع قائلا في اتصال هاتفي مع "رويترز" "أصدرت أمرا بوقف كافة العمليات من اليوم الذي دخلت فيه اللجنة سورية، يوم الجمعة الماضي. كل العمليات ضد النظام ستتوقف باستثناء حالات الدفاع عن النفس".
مراقبي الجامعة العربية يزور إدلب وحماة ودوما وحرستا وبابا عمرو وباب السباع
بدوره، زار فريق من بعثة مراقبي جامعة الدول العربية دوما وحرستا في ريف دمشق وجال فيهما. كما زار فريقان من بعثة المراقبين بابا عمرو وباب السباع في مدينة حمص. والتقى فريق من بعثة المراقبين عددا من المواطنين في الحي الغربي من مدينة إدلب. كما جال وفد من بعثة المراقبين في ساحة العاصي بحماة. وكان وفد مراقبي الجامعة العربية زار أمس حي بابا عمرو بحمص ومدينة حرستا بريف دمشق ودرعا وحماة وإدلب والتقى عدداً من المواطنين. وكان الوفد زار أمس الأول عدداً من أحياء حمص شملت بابا عمرو والإنشاءات والأرمن والزاهرة وحي المهاجرين وقام بجولة في هذه الأحياء والتقى معظم وجهائها ورؤساء لجانها. كما زار الوفد الثلاثاء عدداً من أحياء المدينة والتقى الأهالي فيها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد