القبض على نصف مليون في جيوب متسول بمدينة الحسكة

25-03-2008

القبض على نصف مليون في جيوب متسول بمدينة الحسكة

المادة التي بين أيدينا يمكن تصنيفها ضمن المواد الصحفية الطريفة، التي تنشر في باب عجائب وغرائب أو باب صدق أو لا تصدق.

وهي ليست جديدة على صحفنا وعلى قرائنا، كونها كثيراً ما تنشر وكثيراً ما تحصل في مختلف أنحاء العالم. والشيء الذي يجعل من مواد كهذه غريبة وطريفة بذات الوقت، أنها تحمل في طياتها مفارقات عجيبة. ‏

فقد جرت العادة أن يقوم مكتب مكافحة التسول في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالحسكة، بين الحين والآخر بجولة على الأسواق والساحات في مدن المحافظة، من أجل مكافحة ظاهرة التسول، ولاسيما أن الأحداث والوقائع أثبتت أن الغالبية العظمى من هؤلاء المتسولين لا يقومون بذلك نتيجة الحاجة والعوز، وإنما لأنهم يرون أن التسول فرصة ثمينة لجمع أكبر قدر من المال بأقل قدر من الجهد والتكاليف. وهناك من يعتبر التسول مهنته، أو لنقل جزءاً لا يتجزأ من عاداته وتقاليده كبعض الفئات الغجرية. ولهذا لا يجد هؤلاء أية غضاضة في التسول علناً وصراحة، إذ كثيراً ما كنا نستغرب قيام شاب يستطيع خرق الجدار بقبضة يده وقادر على العمل، يمد يده للناس دون خجل أو حياء. وهناك من يلجأ لاستخدام الحيل في الاستجداء، كحمل وصفات طبية للإيحاء للناس أنه مريض، أو وضع بعض المكونات والمواد على أطرافه أو مناطق معينة من جسده للإيحاء أن به عاهة.. وهكذا. و هذا موضوع يطول شرحه، وهناك العديد من الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن الشحاذين وأساليبهم، عبر مختلف المراحل التاريخية حتى يومنا هذا. لكننا أردنا الإشارة إلى ذلك لنذكّر (مجرد تذكير لأن القارئ الكريم يعرف) بعضنا بأن الغالبية العظمى من المتسولين ليسوا مضطرين لذلك، كما أشرنا. 
 وخلال الجولة الأخيرة التي تمت قبل أيام في شوارع وساحات مدينة الحسكة، ألقى مكتب مكافحة التسول القبض على 7 متسولين (رجال ونساء) في أنحاء متفرقة من المدينة، قرب دور العبادة وفي الشوارع والساحات، ويقول محمد حسن بربهان مدير الشؤون الاجتماعية والعمل، أن عناصر المكتب الذين قاموا بالجولة بمؤازرة من شرطة قسم المدينة وبالتعاون مع جمعية البر والخدمات الاجتماعية الخيرية، لم يتوقعوا أنهم على موعد مع مفاجأة من الطراز الثقيل. ذلك أن كل المؤشرات تدل على أنها جولة عادية وبالتالي ستكون نتائجها عادية مثل الجولات السابقة. لكن عندما تم تفتيش المتسولين المقبوض عليهم ذهل الجميع عندما وجدوا مع أحدهم مبلغاً يصل إلى نصف مليون ل.س تقريباً، كان يخبئه في جيوبه وتحت ملابسه. وبعد عد المبلغ تبين أنه يبلغ 412 ألف ل.س بالتمام والكمال. وهذا المتسول يدعى ( ع ع أ ) وهو من محافظة أخرى. وقد جمع هذا المبلغ من التسول. هذا ما عثر بحوزته أثناء القبض عليه، أما ما يخبئه في بيته أو في مكان آخر فلم يصرح به، وربما يكون أضعاف هذا المبلغ، أي أن هذا المتسول من الممكن جداً أن يكون مليونيراً ونحن لا نعلم. ومع ذلك يتسول ويستعطف الناس، ليلقوا إليه بخمس أو عشر ليرات من باب العطف والإحسان. الأمر الذي يدفعنا للتساؤل هل يستحق أمثال هذا الشخص الشفقة والمساعدة؟ بالطبع لا . وهذا ما أكده لنا أحد رجال الدين عندما أوضح أن الآية الكريمة التي تقول ( وأما السائل فلا تنهر ) لا تنطبق على هؤلاء، لأن المقصود بهذه الآية الكريمة هو الإنسان المحتاج فعلاً، والذي لا يستطيع تدبر قوت يومه لأي سبب من الأسباب. ‏

في حين عثر مع بقية المتسولين على مبالغ بسيطة تتراوح بين150و500 ل.س فقط. وهم ( ل ع ر ) و ( ح د ) و ( ف ح ب ) و ( ع ر ) و( ش ص ) و ( ر ع ص ). وقد أحيل الجميع إلى القضاء المختص وذلك بتهمة تعاطي التسول التي ينطبق عليها حكم المواد 7 و 8 و13 و 14 من قانون مكافحة التسول رقم 16 لعام 1975، والمعاقب عليها بنص المادة 598 من قانون العقوبات السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949. ‏

خليل اقطيني

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...