المؤبد للمتورطين بقتل موظف والشروع بقتل آخرين
أصدرت محكمة الجنايات الأولى بدمشق القرار رقم 506 في الدعوى أساس 362لعام 2009 المتضمن الحكم بالسجن المؤبد للمتورطين بقتل موظف أثناء أداء الواجب والشروع بقتل آخرين وتتلخص وقائع هذه القضية بأن المتهم شريف/ص وشقيقه محمد كانا قد فرا أثناء سوقهما للمحاكمة في بلد مجاور واستوليا على بارودتين ورشاش ومسدسين من عناصر الدورية.
وقد قام المتهم إسلام /ص بايوائهما بعد الفرار إلى أن تمكنا من الدخول إلى سورية بصورة غير مشروعة عبر القطار وبعدها التقى إسلام بالفارين شريف ومحمد في درعا وقام الثلاثة بالسفر سوية إلى حمص حيث استأجروا شقة بالمخيم ثم عاد إسلام إلى الأردن ليحضر إليهما بعد فترة ويزود الفارين بهويته وهوية شقيقه معتز ليتمكنا من الزواج والاقامة في سورية حيث تزوج شريف من رحاب/إ وتزوج محمد من شقيقتها منال، بعد أن أرسلت لهما شقيقتهما نسرين مبلغا من المال من الأردن .
يذكر أنه عندما خف المال بيد الفارين من وجهة العدالة (شريف وشقيقه محمد ) باشرا أولى عمليات السلب وبقوة السلاح والعنف إذ داهما محل الصائغ نسيب الصباغ في حمص ليسلبان بقوة السلاح والعنف كمية كبيرة من الذهب وطلبا من شقيقتهما نسرين التي حضرت إلى البلاد تصريف الذهب المسلوب ثم استأجروا جميعا شقة في طرطوس وسلب الثلاثة ماوزنه 4 كغ من الذهب من محل لميا حنا سابا بنفس الطريقة والأسلوب وبعد هذه العملية حضر شريف وشقيقه محمد إلى محطة محروقات في حمص حيث استوليا بقوة السلاح والعنف على سيارة الكويتي راكان مكرا «لاندكروزر» ،كان ضمنها بطاقته الشخصية وجهازه الخليوي ثم قاما بتغيير لونها ووضعا عليها لوحة مسروقة من سيارة أخرى بطرطوس بعد أن تمكن الاثنان أي المتهمان(شريف ومحمد) من أخذ سيارة بيجو تعود إلى إياد البارودي بحمص بقوة السلاح والعنف أيضا وكان ضمنها أوراق الميكانيك ورخصة السير وجهازه الخليوي ومبلغ من المال. وعند وصولهما إلى دمشق سرقا لوحة سيارة تعود لمحمد نورس شريف ووضعوها على السيارة البيجو المسروقة بدلا من لوحتها الأصلية
في هذه الأثناء كان المتهم الثالث إسلام الذين قام بايوائهما وتسهيل هروبهما بداية يتردد إلى المتهمين شريف ومحمد من الأردن ويحضر لهما الملابس والمال من والدتهما حينا ويأخذ منهما الذهب والمال المسلوب في حين آخر.
إثرها انكشف أمره فغادر سورية هاربا بطريق غير مشروع ثم عاد والتقى بهم بعد فترة في طرطوس وعادوا جميعا إلى دمشق بالسيارة اللاندكروزر واستأجروا منزلا جديدا في جديدة الشيباني بريف دمشق وأخذوا بعدها يترددون إلى حمص لزيارة شقيقتهم نسرين، التي تزوجت هناك والتي طلقت فيما بعد بسبب شك زوجها بأخوتها فعادت نسرين مع أخوتها إلى دمشق وقاموا جميعا بحرق سيارة الكويتي اللاند كرزور المسروقة في جبال بسيمة بريف دمشق .
شاهد محمد شريف (صاحب لوحة السيارة المسروقة ) شاهد لوحة سيارته البيجو المسروقة في حمص معلقة على سيارة أخرى في جبل قاسيون فأعلم رجال شرطة الصالحية الذين تابعوا تلك السيارة حتى جديدة الشيباني إذ توقفت السيارة ودخل شريف ومحمد لشراء بعض الحاجيات من بقالية ولدى مشاهدتهما لرجال الشرطة حصل بينهم تبادل لإطلاق النار ثم لاذا بالفرار ليلتقيا بعدها بالمتهم الثالث إسلام في محلة صحارى بالديماس وأعلموه بالأمر.. وبعدئذ أرسل محمد زوجته رحاب إلى المنزل لاستطلاع الأمر ولدى انكشاف أمرها من قبل الشرطة قامت برمي نفسها من الطابق العلوي بالمنزل...
عاد شريف ومحمد وإسلام بعد ذلك إلى حمص والتقوا بشقيقتهما نسرين التي كانت قد عادت لزوجها وأعلموها بأمر مطاردتهم من قبل رجال الشرطة فعادت برفقتهم بعد أن طلقها زوجها للمرة الثانية إلى دمشق حيث اجتمع محمد بكل من شريف وإسلام ونسرين عند ضريح الجندي المجهول بجبل قاسيون ولدى شعور نسرين بعناصر الأمن تراقبهم أعلمت الثلاثة الذين حاولوا مغادرة المكان غير أن رئيس الدورية اعترض محمد طالبا منه الاستسلام إلا أن نسرين تدخلت محاولة نزع المسدس من يده ما أتاح الفرصة لشريف بالانقضاض على المذكور بعد ما أطلق النار على ساقه حيث هجم عليه وجرده من سلاحه ووضع الرشاش برأسه وأطلق عليه النار فقضى نحبه وجرى بعدها تبادل إطلاق نار بين الدورية والمتهمين حيث أصيب المتهم محمد بخاصرته في حين أصاب المتهم شريف أربعة من عناصر الدورية قبل أن يصاب بطلق ناري في ظهره حيث حاول الفرار وهو مصاب بباص حكومي ولكنه لم يتمكن.
كما لم تنجح محاولة إسلام بالفرار بسيارة مازن المصري ومن ثم بسيارة أحمد رياض الدقي بعد أن أشهر عليهما السلاح فاختبأ بالحرش إلى أن قبض عناصر الأمن عليه.
تمكن المتهمون الثلاثة الآخرون (شريف ونسرين والمصاب محمد) أثناء ذلك من الصعود من على طريق الربوة بميكرو ومن ثم بسيارة تكسي كان يقودها المدعو سعد الدين الحاج علي الذي اصطحبوه إلى منطقة مهجورة وهناك اشهروا عليه السلاح وقيدوه ووضعوه في ( طبون) السيارة التي انتقلوا بها إلى حمص وتركوها بعد أن تعطلت بالشارع وفي حمص حاولت المتهمة نسرين إسعاف شقيقها المصاب محمد فانتقلت به إلى أماكن عدة حيث تمكنت من تصويره شعاعيا ثم أخذته إلى الطبيب موفق الأقرع الذي رفض استخراج الطلقة وقال إنه بحاجة إلى مشفى فأشهر المتهم المصاب السلاح ليجبره على ذلك ولكن الطبيب المذكور تمكن من الاستنجاد بالجوار الذين حضروا فقام محمد على الفور بإطلاق النار وصعد مع شقيقته نسرين في سيارة عابرة بعد أن أشهر محمد على صاحبها السلاح...
غير أن حالته الصحية كمصاب تدهورت كثيراً فاصطحبته شقيقته نسرين إلى مشفى العجوزة بقلعة الحصن حيث لقي حتفه هناك وقد حاولت المتهمة نسرين الهروب إلى لبنان ولكنه تم إلقاء القبض عليها في تلكلخ وأما المتهم شريف فقد ألقي القبض عليه بعد مغادرته شقيقته نسرين وشقيقهما المصاب محمد في حمص...
هذا وبإحالة الجميع إلى القضاء قررت محكمة الجنايات الأولى بدمشق بالاتفاق :
تجريم المتهم شريف /ص تولد 1982 بجناية القتل القصد الواقع على أكثر من موظف أثناء تأديتهم لوظيفتهم ومعاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة بعد دغم عقوبتي تجريمه بجناية السلب بالعنف والشروع القصد الواقع كذلك على أكثر من موظف أثناء تأديتهم لوظيفتهم حيث نفذت العقوبة الأشد وهي الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة.
وأيضا تجريم المتهمة نسرين /ص تولد 1972 بجناية التدخل بالقتل القصد الواقع على أكثر من موظف أثناء تأديتهم للوظيفة ومعاقبتها بوضعها في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة 17 عاماً بعد دغم عقوبتيها عن جناية السلب بالعنف لمرتين والشروع بالسلب بالعنف وتنفيذ اثنين من العقوبات الأشد.
وكذلك تجريم المتهم إسلام /ص بجناية التدخل بالقتل القصد الواقع على أكثر من موظف أثناء تأديتهم للوظيفة ومعاقبته بوضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة اثني عشر عاماً بعد دغم العقوبات بجناية الشروع بالسلب بالعنف لمرة واحدة وجناية الشروع بالسلب بالعنف لمرة واحدة وتنفيذ الأشد منها.
هذا مع حجر المتهمين الثلاثة وتجريدهم مدنيا وطردهم من البلاد عند انتهاء تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم ومنعهم من العودة إليها مطلقا وإحالة الأوراق إلى القضاء المختص بعداكتساب هذا الحكم الدرجة لمحاكمتهم أيضاً بجناية المؤامرة على ارتكاب أعمال إرهابية داخل القطر، حيث توجهوا لسرقة الذهب وتنفيذ أعمال السطو المسلح على محلات الصاغة والكازيات بعد أن انقطع عنهم التمويل يذكر أخيرا أنه تم حجب كافة الأسباب المخففة التقديرية عن المتهمين الثلاثة نظراً لطبيعة جرائمهم وماخلفته من فوضى وذعر وإخلال بالأمن والأمان والسلامة العامة...
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد