المحتجون يردون "بغضب" على تعليقات نائب الرئيس المصري
رد المحتجون المطالبون بتنحية الرئيس المصري حسني مبارك واسقاط نظامه بغضب على تعليقات نائب الرئيس عمر سليمان، الذي حذر من احتمال وقوع انقلاب اذا رفضت الجماعات المحتجة الحوار مع الحكومة.
وقال الناطق باسم ائتلاف حركة الشباب ان عمر سليمان استخدم لغة تهديد تمهيدا لفرض الاحكام العرفية في البلاد.
كان سليمان قد حذر من أن الحكومة لن تقبل باستمرار الاحتجاجات في ميدان التحرير لفترة طويلة، وطالب، في تصريح حاد اللهجة ينم عن نفاد صبر الحكومة، بإنهاء الأزمة "في أسرع وقت ممكن".
في هذه الاثناء تستمر وحدات من مدرعات الجيش المصري في تطويق محيط مجلسي الشعب والشوري لحمايتهما.
ومنح العاملون بهما إجازة مفتوحة في ظل إعتصام الآلآف بالقرب من مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشوري وبعض الوزارات المتواجدة في نفس الموقع.
وكان آلاف المتظاهرين قد قرروا الاعتصام حول مباني البرلمان المصري بديوانيه في اطار احتجاجاتهم الهادفة الى اسقاط نظام حكم الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال محمد عبد الله، احد المتظاهرين وعمره 25 عاما، انهم جاؤوا لمنع اعضاء البرلمان من الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم "ونحن مقيمون هنا حتى تتحقق مطالبنا او نموت".
في هذه الاثناء وافقت لجنة تعديل الدستور، التي شكلت الثلاثاء بعضوية 11 قانونيا، على تعديل ست مواد من الدستور المصري حسبما أعلن التلفزيون المصري.
وذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية أن "اتفقت اللجنة على أن المواد التي يلزم تعديلها في الدستور الحالي هي المواد 76 و77 و88 و93 و179 و189 وذلك بالإضافة إلى أية مواد أخرى تنتهي اللجنة في اجتماعاتها القادمة إلى لزوم تعديلها."
واستمعت اللجنة في اجتماعها الذي استمر نحو 3 ساعات إلى أفكار وتصورات جميع أعضائها حول التعديلات الدستورية والتشريعية اللازمة، وحددت السبت المقبل موعدا لاجتماعها الثاني، وفقا للوكالة.
وتضم اللجنة 11 شخصية من أقدم نواب رئيس محكمة النقض، وأقدم نائبين لرئيس مجلس الدولة، ونائبين من نواب المحكمة الدستورية و4 من فقهاء الدستور والقانون.
وعلى صعيد الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، استقبل مبارك الأربعاء المبعوث الروسي للشرق الأوسط الكسندر سلطانوف من دون صدور تصريحات عقب اللقاء.
وكان مبارك قد التقى الثلاثاء كذلك بوزير خارجية دولة الإمارات العربية عبد الله بن زايد آل نهيان.
كما تشهد عدة مدن مصرية تظاهرات مؤيدة لمطالب المعتصمين بالقاهرة وأخرى تطالب برفع الحد الادنى للأجور، أو لتصحيح اوضاع عمال مؤقتين.
وتستمر الأوضاع المضطربة بمحافظة الوداي الجديد عقب مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو مئة في صدامات بين المواطنين وافراد من الشرطة.
وتظاهر العشرات بمحافظة بورسعيد شرقي مصر، وحطموا واجهة مبني المحافظة، فيما تصاعدت الإعتصامات العمالية في عدد من المصانع والشركات.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت صعدت فيه الولايات المتحدة من ضغوطها على الرئيس مبارك.
فقد طالب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره المصري عمر سليمان برفع حالة الطوارئ فوراً.
وقال إن ضرب المتظاهرين والصحافيين يجب أن يتوقف، ويجب البدء في عملية فورية باتجاه نقل السلطة.
وقال بايدن في اتصال هاتفي مع سليمان إن مطالب المعارضة يمكن أن تلبى عن طريق "مفاوضات ذات معنى" مع الحكومة المصرية.
كما أكد ضرورة وإشراك معارضين آخرين في المفاوضات وذلك وفق جدول زمني محدد وخارطة طريق تتيح الانتقال نحو الديموقراطية.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن " هذه الخطوات ونهج سياسة واضحة تقضي بعدم الانتقام (من المحتجين) هو ما تدعو إليه المعارضة الواسعة وما تقول الحكومة إنها مستعدة لقبوله".
وأضاف البيان الصادر عن البيت الأبيض أن بايدن اطلع على الخطوات التي اتخذتها الحكومة لكنه حثها على "اتخاذ خطوات فورية لمتابعة الإصلاحات"، مكررا الموقف الأمريكي المتمثل في أن الشعب المصري هو الذي يجب أن يحدد مصير بلده.
ودعا نائب الرئيس الأمريكي إلى إجراء انتقال منظم للسلطة يكون "سريعا وذا معنى وسلميا ومشروعا" ويؤدي إلى "تحقيق تقدم فوري ولا رجعة فيه ويستجيب لتطلعات الشعب المصري".
من جانبه انتقد المتحدث باسم البيت الأبيض تصريحات عمر سليمان التي تحدث فيها عن عدم جاهزية مصر لان تكون دولة ديمقراطية واعتبرها تصريحات غير مفيدة.
واعتبر المتحدث ان هذه التصريحات لا تتماشى مع فكرة وضع جدول زمني للاصلاحات في البلاد.
"مطالب الشعب"
وقد قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس إن من المهم جداً أن تفي الحكومة المصرية بوعودها وتمضي قدماً بالانتقال المنظم للديمقراطية، مضيفا ان الشعب المصري بحاجة لأن يرى خطى ثابتة في تنفيذ الإصلاحات.
من جهتها، أكدت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بأن الاتحاد سيقدم دعماً عملياً لمصر لمساعدتها على نقل السلطة إلى الحكومة الجديدة.
كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القيادة المصرية بالاصغاء لمطالب الشعب.
من جهته حذر نائب الرئيس المصري من أن الحكومة لن تقبل باستمرار الاحتجاجات في ميدان التحرير لفترة طويلة.
وطالب سليمان في تصريح حاد اللهجة ينم عن نفاد صبر الحكومة بإنهاء الأزمة "في أسرع وقت ممكن".
وقال سليمان "لن يزول النظام ولن يتنحى مبارك في الحال" وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عقب اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة.
وأضاف سليمان أن النظام يريد انتهاج الحوار لمناقشة مطالب المحتجين بالإصلاح الديمقراطي، وقال في تهديد مبطن "لا نريد التعامل مع المجتمع المصري بأساليب بوليسية".
ونقلت الصحف المصرية عن سليمان قوله إن "مصر دولة قوية ولم تنهار ولن تنهار"، مؤكدا أن "الحوار والتفاهم هو الطريقة الأولي لتحقيق الاستقرار في مصر والخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد بسلام في إطار برنامج متواصل لحل جميع المشكلات".
وحذر سليمان من أن البديل للحوار هو أن يحدث انقلاب لا يمكن التنبؤ بنتائجه، وقال "لا نريد الوصول الى تلك النقطة، من أجل مصر".
وقال سليمان "ان وجود الحتجين في ميدان التحرير وتطاول بعض الفضائيات على مصر يثبط المواطنين الذي يرغبون بالتوجه للعمل، ولن نقبل بذلك لفترة طويلة".
وحذر من الدعوة التي وجهها المحتجون للعصيان المدني وقال انها بالغة الخطورة وغير مقبولة.
وقال سليمان ان الرئيس حسني مبارك اصدر قرارا جمهوريا يقضى بتشكيل لجنة دستورية مكلفة بوضع تعديلات تمهد للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر سبتمبر / أيلول المقبل.
- الى ذلك نقل جهاز لمراقبة المواقع الالكترونية، ومقره الولايات المتحدة، عن بيان بث عبر الانترنت لما يعرف بتنظيم "دولة العراق الاسلامية"، التابع لتنظيم القاعدة، دعوته المتظاهرين في مصر الى اعلان "الجهاد"، وارغام المؤسسة الحاكمة الى تبني الشريعة الاسلامية.
- وكان صحفيون وشهود عيان قد قالوا إن مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد شهدت ليل الثلاثاء انفلاتا امنيا غير مسبوق بعد انسحاب معظم القيادات الأمنية في المحافظة.
وقال شاهد عيان ان المدينة شهدت عمليات اطلاق نار كثيفة مجهولة المصدر وأسفرت عن مقتل شخص على الأقل.
وقد ناشد أحد الأطباء العاملين في احد مستشفيات المدينة الجيش المصري بالتدخل، وقال إن السكان يعيشون أجواء رعب غير مسبوقة في تاريخ تلك المنطقة الواقعة في جنوبي الصحراء المصرية.
وذكر شاهد عيان أن قوات الجيش المصري انتشرت في أحياء المدينة ونجحت في السيطرة على الموقف.
المصدر: BBC
إقرأ أيضاً:
ما هو حجم جماعة الأخوان المسلمين على خارطة الاحتجاجات المصرية
التعليقات
ركوب النمر
إضافة تعليق جديد