اليمن: استراحة للمفاوضات على وقع احتدام الجبهات
في الوقت الذي دفعت فيه قوات «التحالف» السعودي بتعزيزاتها في محافظة لحج جنوب اليمن لمواجهة تقدم «أنصار الله»، هزت سلسلة تفجيرات انتحارية مدينة المكلا في محافظة حضرموت، المعقل السابق لتنظيم «القاعدة»، مستهدفة قوات «الرئيس» المنفي عبد ربه منصور هادي، ما ادى إلى مقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً.
سياسياً، اعلن مفاوضون في الكويت لوكالة «أسوشيتد برس» أن طرفا النزاع يعتزمان الإعلان عن تعليق مفاوضات السلام على أن تستأنف منتصف تموز، فيما اعتبر مصدر في وفد الرياض أن هذا الاستئناف هو «لحفظ ماء الوجه بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق».
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الكويت ولقائه وفدي صنعاء والرياض بحضور مبعوثه اسماعيل ولد الشيخ أحمد، فيما رجحت مصادر أن تستمر المفاوضات شهرين إضافيين.
ميدانياً، أعلن مسؤول أمني أن ما لا يقل عن 19 شخصاً قتلوا في سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت الجنود اليمنيين في مدينة المكلا التي طرد منها «القاعدة» في نيسان الماضي.
واستهدفت ثلاثة تفجيرات متزامنة نقاط تفتيش في المدينة الساحلية عند الغروب بينما كانوا يتناولون افطارهم، وتبع ذلك تفجير رابع امام مدخل معسكر للجنود.
وأوضح المصدر أنه «قتل 17 جندياً وامرأة وطفل كانا يمران في المكان»، مؤكداً ان انتحاريين نفذوا التفجيرات.
ولم تتبنَّ أي جهة التفجيرات التي سبقها في أيار هجوم انتحاري وتفجير تبناهما تنظيم «داعش» وخلفا 47 قتيلا من الشرطة في المكلا.
وكانت قوات هادي مدعومةً من «التحالف» السعودي، وخصوصاً القوات الإماراتية، قد طردت «القاعدة» من المكلا في نيسان الماضي. واعترفت واشنطن انها أرسلت عدداً صغيراً من القوات الخاصة يرجح أنها ساعدت في العملية ضد التنظيم المتطرف.
إلى ذلك، دفعت قوات «التحالف» السعودي وقوات هادي في محافظة لحج جنوب اليمن بتعزيزات عسكرية كبيرة كبيرة نحو جبهة القبيطة على الحدود مع محافظة تعز.
وقال فهمان الغبس، قيادي في قوات هادي في المحافظة، إن «قوات التحالف العربي في اليمن دفعت في وقت متأخر من مساء الأحد، تعزيزات عسكرية قوامها 400 جندي وعددا من الدبابات وعربات بي أم بي والمدفعية، باتجاه مديرية القبيطة»، مضيفاً أن « هذا الدفع يأتي في إطار التحضير لشن هجوم واسع النطاق في المنطقة، واستعادة بعض المواقع العسكرية التي سيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قبل أيام قليلة.
وكان الحوثيون قد سيطروا منتصف الأسبوع الماضي على جبل جالس الاستراتيجي، الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشمال من قاعدة العند العسكرية.
وكانت قاعدة «العند» العسكرية أكبر قاعدة جوية عسكرية في اليمن سيطرت عليها قوات هادي منذ آب 2015، بعدما كانت تحت سيطرة الحوثيين منذ 25 آذار 2015، أي قبل يوم من شن السعودية حربها على اليمن.
(أ ف ب، «الأناضول»)
إضافة تعليق جديد