اليمن: فرصة سلام أخيرة بعد العيد؟
بعد 70 يوماً من المفاوضات اليمنية في الكويت، أعلن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد تعليق جلساتها أمس، مرحلاً إياها إلى ما بعد عيد الفطر، على أن تبدأ جولة جديدة قد تكون الأخيرة من عمر المشاورات اليمنية الأربع المقامة منذ بدء الحرب السعودية على اليمن في 26 آذار 2015.
وإثر إعلانه تعليق المُفاوضات رسمياً، قال ولد الشيخ، في بيان، إنه «بعدما تباحثنا مُطوّلاً مع المشاركين في وضع مبادئ المرحلة المُقبلة بحسب أوراق العمل المُقدّمة من قبلهم وتوصيات اللجان الخاصة، ستُخصّص المرحلة المقبلة لدعم استشارات الأطراف مع قياداتها على أن تعود الى الكويت في 15 تموز 2016 مع توصيات عملية لتطبيق الآليات التنفيذية وتوقيع اتفاق يُنهي النزاع في اليمن».
وأوضح الموفد الأممي أنه سيُجري خلال هذه الفترة «سلسلة لقاءات مع قيادات سياسية يمنية وإقليمية بهدف تحفيز الجهود والعمل على حلّ شامل يُبنى على آليات تمّ التباحث فيها وتضمن الأمن والاستقرار في اليمن».
في هذه الأثناء، وقع وفدا الرياض وصنعاء إلى الكويت، أمس، «تفاهمات» تُشير إلى أن «رفع الجلسات يأتي من أجل عودة المفاوضين للتشاور مع قياداتهم، والعودة للجولة الجديدة في الكويت». وقالت مصادر يمنية لوكالة «الأناضول» إن الجولة المقبلة ستكون «بسقف زمني مُحدّد بـ15 يوماً فقط»، خلافاً للجولة التي انتهت امس وتركتها الأمم المتحدة من دون سقف زمني.
كما تضمّنت التفاهمات اتفاقاً على «تمديد وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منتصف ليل العاشر من نيسان الماضي، وتفعيل لجان التهدئة المركزية ونقلها من الكويت إلى مدينة ظهران جنوب السعودية، وتفعيل اللجان المحلية في المحافظات اليمنية المشتعلة».
وبحسب هذه المصادر، فإن المبعوث الأممي والمجتمع الدولي سيعكفان خلال فترة التعليق الممتدة طيلة أسبوعين على استخلاص الرؤية النهائية لـ «خريطة الطريق» الأممية التي قدّمها والتي تقوم على «إجراء الترتيبات الأمنية التي ينصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 2216 وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إعادة تأمين الخدمات الأساسية وإنعاش الاقتصاد اليمني»، وأن الجولة المرتقبة في الكويت، ستكون من أجل التوقيع عليها فقط وإنهاء النزاع.
رغم ذلك، وفي ظل احتدام المعارك على أكثر من جبهة في اليمن، يتصاعد التهويل من جهة فريق حكومة «الرئيس» المنفي عبد ربه منصور هادي بأن النزاع لن يحل الا بشكل عسكري، وأن معركة اقتحام صنعاء «اقتربت».
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر لموقع «المشهد اليمني» المقرب من هادي، أنه بعد فشل الجولة الأولى من مفاوضات الكويت، بدأت الرياض بتعزيز القدرات العسكرية لـ «قوات هادي» والقبائل وتزويدها بأسلحة نوعية متطوّرة وتدريبها عليها، «من أجل حسم المعركة عسكرياً في اليمن ضدّ تحالف الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتحرير شمال اليمن وطرد الحوثيين من صنعاء». وأشار الموقع إلى أن «حزب الإصلاح» المحسوب على «الإخوان المسلمين» سيكون له دور رئيسي في معركة صنعاء التي يقودها نائب «الرئيس» علي محسن الأحمر. وبحسب الموقع، فإن ذلك يُرجّح أن الإمارات لن تُشارك في المعارك المُقبلة، بسبب موقفها المُتحفّظ على مشاركة «الإخوان»، وستقتصر مشاركتها على المحافظة على استقرار الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية لليمن.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد