(بيت الشيطان) أو مؤسسات اللوبي اليهودي التي استعمرت السياسة الأمريكية
الجمل: بعد أن انخفضت حدة معركة اللوبي الإسرائيلي ضد الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بسبب كتابه الذي حمل عنوان (فلسطين: سلام لا فصل عنصري)، تجددت نيران المعركة السابقة بين اللوبي الإسرائيلي والبروفيسورين الأمريكيين جون مارشايمر وستيفن والت.
يقول الكاتب الأمريكي ديميتري كيه سايمس بأنه بعد قراءته لكتاب اللوبي الإسرائيلي وسياسة الولايات المتحدة الخارجية، سيطر عليه الانطباع حول مدى شجاعة وجرأة البروفيسوران جون مارشايمر، وستيفن والت. وأكد بأنه يتفق معهما حول أطروحتهما الرئيسية القائلة بوجود تحالف قوي موالي لإسرائيل، يتميز بتأثيره الرئيسي ونفوذه القوي على توجهات سياسة الولايات المتحدة الخارجية إزاء الشرق الأوسط، بما في ذلك القرارات الاستراتيجية الأمريكية الرئيسية المتعلقة بالشرق الأوسط، مثل: غزو واحتلال العراق، ومحاصرة الفلسطينيين، والتوجهات السياسية الأمريكية الحالية إزاء سورية، إيران، لبنان، وبلدان الخليج.
• طبيعة اللوبي الإسرائيلي:
يتكون قوام اللوبي الإسرائيلي من أكثر من 500 منظمة وجمعية يهودية أمريكية، ينضوي تحت لوائها أكثر من مليون ونصف المليون يهودي أمريكي، إضافة إلى أنها تتمتع بالدعم والتأييد المطلق من جانب حوالي 5 ملايين يهودي يمثلون يهود أمريكا.
ولكن ما هو أكثر خطورة يتمثل في الدعم والتأييد الذي تجده إسرائيل ومنظمات اللوبي الإسرائيلي من جانب 70 مليون أمريكي ينضوون تحت لواء ما يعرف بـ(المسيحية الصهيونية) وتتوزعهم العديد من الجمعيات الكنسية التي تعتمد منظور المسيحية الصهيونية، والاعتقاد بفكرة عودة المسيح اليهودي، وإقامة مملكة الرب (هرمجدون) في إسرائيل.
• هياكل اللوبي الإسرائيلي:
يتكون اللوبي الإسرائيلي من منظمات وجمعيات وهيئات عالية التخصص، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
- مجموعة لوبي هرمجدون: وتتمثل في الجمعيات الدينية التي تضم في عضويتها رجال الدين اليهود معاً بجانب جماعات شهود يهوه، وقساوسة المسيحية- الصهيونية.
- مجموعة الجمعيات والمنظمات الشعبية: وتتمثل في الجمعيات والاتحاد (المنظمات اليهودية التي تعمل على مستوى الولايات) بحيث لكل ولاية أمريكية الجمعيات والمنظمات اليهودية الخاصة بها
- مجموعة المؤسسات والمنظمات (النخبوية) وتتمثل في المنظمات والمؤسسات التي تقوم بالأنشطة الداعمة لإسرائيل على مستوى التأثير على مؤسسات الدولة وعملية صنع واتخاذ القرار، ومن أبرزها:
* لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية (الايباك): وهي متخصصة في التأثير على الكونغرس الأمريكي
* المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي (جينسا): وهو متخصص في العلاقات العسكرية- الأمنية الإسرائيلية- الأمريكية.
* معهد المسعى الأمريكي: وهو متخصص في شؤون حرب العراق.
* معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتطورة: وهو مختص في شؤون تطوير ودعم إسرائيل، ورسم الخطط الخاصة بمستقبل إسرائيل، وإيجاد الحلول لمشاكلها الطويلة الأجل.
* معهد هدسون: وهو مختص بالشؤون الإسرائيلية، والدور الإسرائيلي في المنطقة.
* معهد إعلام الشرق الأوسط: وهو مختص في ترويج المواد الإعلامية والصحفية الخاصة بالشرق الأوسط.
* معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: وهو مختص بعملية سلام الشرق الأوسط، والشؤون والتطورات السياسية التي تتعلق ببلدان الشرق الأوسط.
* مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: وهي مختصة بدعم الاحتجاجات المدنية، وجماعات المجتمع المدني من أجل زعزعة استقرار الحكومات المعادية لإسرائيل وأمريكا في منطقة الشرقين الأوسط والأدنى، وذلك على النحو الذي يؤدي تفعيل ظاهرة (الثورات الملونة) عن طريق استخدام (الاحتجاجات المدنية) وتوظيفها على غرار نموذج ما أطلقت عليه اليهودية الأمريكية باولا دوبريانيسكي تسمية (ثورة الأرز) في لبنان.
* بيت الحرية: وهي المؤسسة الأكثر خطورة من بين مؤسسات اللوبي الإسرائيلي، وذلك لأنها تعمل كوسيط بين الحكومة الأمريكية، ومؤسسات ومنظمات اللوبي الإسرائيلي، ويقوم (بيت الحرية) باستلام أموال الحكومة الأمريكية المخصصة لدعم المنظمات غير الحكومية، والتي تبلغ حوالي مليار دولار سنوياً، ثم يقوم (بيت الحرية) بتوزيع هذه الأموال والمخصصات وتقديمها كدعم لمراكز الدراسات والبحوث والمؤسسات غير الحكومية الأمريكية، وقد درج بيت الحرية على أن يخصص معظم هذه الأموال لمنظمات ومراكز دراسات اللوبي الإسرائيلي، وحالياً يطلق الأمريكيون على بيت الحرية تسمية (بيت الشيطان).
* معهد القرن الأمريكي الجديد: وهو مركز الدراسات الذي يمثل رأس الرمح لجماعة المحافظين الجدد، وقد وضع هذا المركز البرنامج التفصيلي لمشروع الهيمنة الأمريكية على العالم، ويعمل في هذا المركز كل زعماء جماعة المحافظين الجدد الذين تولوا مناصب هامة في المرافق الحساسة في وزارات الدفاع والخارجية والخزانة الأمريكية إضافة إلى البيت الأبيض الأمريكي.
المعركة الجديدة حول دور اللوبي الإسرائيلي، اندلعت اشتباكاتها في الدوريات الأمريكية، التي تصدرها بعض مراكز الدراسات التابعة للديمقراطيين والجناح المحافظ القديم في الحزب الجمهوري الأمريكي.
وعلى ما يبدو فإن عدوى هذه المعركة سوف تنتقل بقدر أكبر إلى الصحف الأمريكية والرأي العام الأمريكي، خاصة وأن اللوبي الإسرائيلي، لم يهتم بالرد عن طريق المقاولات والدراسات كما جرت العادة، وإنما لجأ إلى تهديد دور النشر والجهات المسؤولة عن إصدار الدوريات باللجوء للمحاكم ومقاضاتهم تحت طائلة القانون الأمريكي الذي تنص بنوده على منع وتحريم معاداة السامية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد