بيت لحم تحتفل بأعياد الميلاد وبطريرك اللاتين يدعو للسلام
شارك آلاف المسيحيين الفلسطينيين والسائحين في بيت لحم بقداس منتصف الليلة الذي أقيم في كنيسة القديسة كاترين المجاورة لكنيسة المهد، احتفالا بعيد ميلاد المسيح عليه السلام.
وترأس القداس البطريرك الجديد اللاتيني فؤاد طوال، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من الشخصيات السياسية بينهم وفد رسمي إمارتي برئاسة وزير الخارجية الإمارتي عبد الله بن زايد.
ودعا طوال إلى إحلال السلام العالمي، وحث على وضع حد لـ"سفك الدماء وسوء المعاملة والإذلال".
وكان الاحتفال بدأ في جزئه الأول، بمسيرة بعد ظهر الأربعاء بفترة قصيرة في مقر مدينة القدس القديمة وانتهت في ساحة المذود وسط بيت لحم مع وجود عشرات الصبيان والفتيات الفلسطينيين بالطبول والمزامير وأيضا رجال الدين بملابسهم البيضاء يرحبون بالموكب الذي ضم نحو 30 سيارة عند وصوله بيت لحم.
وقد خلف طوال -وهو أردني الجنسية (68 عاما)- الفلسطيني المتقاعد ميشال صباح (75 عاما).
وقد توافد الآلاف من المسيحيين من مختلف أنحاء العالم وكذلك من الفلسطينيين ومسيحيي عرب إسرائيل إلى بيت لحم لحضور قداس منتصف الليل.
إلا أن مسيحيي قطاع غزة قاطعوا الاحتفال احتجاجا على الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وأعلن راعي كنيسة اللاتين في غزة الأب مانويل مسلم الأربعاء أن المسيحيين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة لن يحتفلوا بأعياد الميلاد (الكريسماس) هذا العام كما أنهم لن يؤدوا قداس ليلة الكريسماس.
وقال الأب مانويل في بيان إن القرار جاء للاحتجاج على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وللاحتجاج على التهديدات الإسرائيلية بغزو القطاع.
ودعا الأب مانويل المسيحيين والمسلمين إلى الاحتشاد في مدرسة "العائلة المقدسة" التي تديرها كنيسته للمشاركة في وقفة صامتة.
ويذكر أن نحو 4000 مسيحي يعيشون في قطاع غزة، أغلبهم ينتمون إلى الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لكن بعضهم يتبع كنيسة اللاتين ويحتفلون بالكريسماس يومي 24 و25 من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقالت مصادر من داخل القطاع إن 900 مسيحي تقدموا لإسرائيل بطلبات للسماح بسفرهم إلى بيت لحم بالضفة الغربية للمشاركة في احتفال منتصف ليل الأربعاء الخميس، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح إلا بسفر 280 منهم فقط.
وقد عززت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية دورياتها في الضفة الغربية استعدادا لاحتفالات أعياد الميلاد.
ووصل نحو 500 من رجال الأمن من رام الله وأريحا لتوفير الأمن للعطلة.
وتشهد احتفالات العام الجاري أكبر حضور للسائحين الأجانب في موسم الأعياد على مدار الأعوام الثمانية الأخيرة من عمر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد أن تراجعت حدته في الضفة الغربية بينما لا تزال نيرانه تتأجج في قطاع غزة.
والحجوزات في فنادق المدينة المقدسة مكتملة تماما وقال السكان إن روح الإجازات عادت بعد سنوات من المواسم الكئيبة.
وفي مؤتمر صحفي في البطريركية اللاتينية في القدس، أدان البطريرك طوال عمليات البناء الإسرائيلية في المستوطنات اليهودية حول القدس، ووصف العقوبات الاقتصادية الصارمة من جانب إسرائيل ضد قطاع غزة ردا على الهجمات الصاروخية بأنها "جائرة".
وأعرب طوال أيضا عن "خوف كبير من نزيف المسيحيين من الأرض المقدسة" حيث كانوا يشكلون جزءا كبيرا من السكان، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار السياسي وغياب السلام هو السبب في ذلك.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد