تداعيات صفقة طالبان مع الباكستان وأثارها السلبية على القاعدة
الجمل: تشير المعلومات الواردة إلى صحيفة آسيا تايمز بواسطة سيد سليم شاه زاد مراسلها في العاصمة الباكستانية إسلام اباد، إلى أن تنظيم القاعدة، قد استطاع حالياً أن يجمع أنفاسه، ويستعيد قوته، عن طريق فتح شرايين وقنوات الدعم المالي، وتعزيز صفوف قيادته.
تقول المعلومات بأن القاعدة تسعى خلال الفترة القادمة إلى الآتي:
- شن المزيد من الهجمات في أوروبا ضد المصالح البريطانية والإسرائيلية والأمريكية وغيرها من البلدان المرتبطة بأمريكا وإسرائيل.
- تأسيس فرع قوى لتنظيم القاعدة داخل العراق، بحيث يعمل كمركز إشراف وإدارة لكل عمليات القاعدة في العراق، ومنطقة الشرق الأوسط.
- الاستفادة من ظروف انشغال أمريكا بالترتيبات لشن حربها المحتملة ضد إيران.. ومن ثم ففي حالة وقوع العدوان الأمريكي المرتقب، فإن على القاعدة أن تستثمر ظروف الفوضى والعنف التي سوف يوفرها هذا العدوان، لا في منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما من كافة أرجاء العالم.
- العمل على حل الخلافات بين القاعدة وحركة طالبان، وهي خلافات نشأت بسبب الصفقة التي أشرفت عليها المخابرات الباكستانية، وفي حالة عدم حل هذا الخلاف فإن القاعدة تعدّ العدّة من أجل نقل كامل أنشطتها إلى منطقة الشرق الأوسط، ولكن حصراً إذا اندلعت الحرب الإيرانية- الأمريكية، وذلك لأن حالة الفوضى وعنف الحرب سوف توفر للقاعدة الغطاء اللازم، للتواجد حصراً في قلب العراق.
الصفقة التي تم عقدها بين حركة طالبان والحكومة الباكستانية، تمت على خلفية الخصومة التي نشأت في الأشهر الماضية بين تنظيم القاعدة، وبعض الزعماء الدينيين الباكستانيين، وعلى وجه الخصوص مولانا فضل الرحمن، رئيس جمعية علماء الإسلام في باكستان، والذي تربطه علاقات وثيقة جداً مع الزعيم الليبي معمر القذافي، وبناء على ذلك تتهم القاعدة مولانا فضل الرحمن بأنه المسؤول عن كشف زعماء تنظيم القاعدة الليبيين الذين اعتقلتهم السلطات الباكستانية بعد مداهمة مخبئهم في شمال غربي باكستان، ومن أبرز هؤلاء الليبيين: أبو الدحداح البراء. ويقال بأن فرع جمعية الخيرية الإسلامية الليبية التابع لجمعية سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي، قد استخدمته المخابرات الليبية والباكستانية كغطاء لاعتقال زعماء القادة الليبيين.
كذلك هناك زعيم ديني باكستاني آخر، ساعد في عقد صفقة طالبان- باكستان، وهو حافظ محمد سعيد، أحد قادة جماعة حزب الدعوة الباكستاني، والذي استولى على 3 ملايين دولار سلمها له تنظيم القاعدة لكي يشرف على عملية نقل أسر أعضاء القاعدة العرب إلى بعض الأماكن الآمنة في فترة الغزو الأمريكي لأفغانستان، وكان أبو زبيدة –أحد قادة القاعدة- قد سلم حافظ محمد سعيد مبلغ الثلاثة ملايين دولار، ولكنه عندما تبين له أنه لم يقم بتأمين الأسر، عاد وطالب حافظ محمد سعيد بالمبلغ، وبعد ذلك مباشرة تمت مداهمة مقره السري، واعتقاله.
الخلافات بين القاعدة وطالبان، أدت إلى خلافات في منطقة القبائل على الحدود الأفغانية- الباكستانية، وبالذات في منطقتي وزيرستان الشمالية، ووزيرستان الجنوبية، وقد أعلن المؤيدون لتنظيم القاعدة في هذه المناطق أحكاماً بالإعدام ضد مولانا فضل الرحمن (رئيس جمعية علماء المسلمين في الباكستان)، وحافظ محمد سعيد (زعيم جماعة حزب الدعوة الباكستاني)، وبعض المسؤولين الباكستانيين الذين أشرفوا على عقد صفقة طالبان- إسلام أباد.
وعموماً نقول: إن انتشار تنظيم القاعدة، وغيره من التنظيمات التي تعتمد أسلوب العنف المسلح، لا يتم وفقاً لإدارة التنظيم، بل توفر له الظروف البيئية والمناخ المناسب، وبناء على ذلك، يمكن القول بأن (الفوضى الخلاقة) التي سبق وأن سعت إليها أمريكا في أفغانستان، هي التي أدت إلى بروز تنظيم القاعدة في ذلك المكان، وسبق ذلك أن حالة الدمار والخراب الاقتصادي الذي أحدثته في مصر اتفاقية كامب ديفيد ومشروعات المعونة الامريكية في مصرن كانت هي الوقود الرئيسي الذي أذكى نار العنف الديني، الذي عصف باستقرار الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، وحالياً فإن محاولات الإدارة لأمريكية وإسرائيل استخدام بلدان المغرب العربي كقاعدة ارتكاز لتحالف مغاربي- إسرائيلي- أمريكي بدأت تداعياتها تظهر بوضوح في عمليات تنظيم القاعدة الأخيرة، بعد إعلان أكبر الجماعات الإسلامية الجزائرية دمج نفسها مع تنظيم القاعدة.
كذلك، فقد أعلنت القاعدة عن نيتها (فتح فرع) من أجل تقديم خدماتها في دارفور إذا دخلت القوات الدولية والأمريكية إليها، وحالياً فإن طاقة العنف التي سوف تتولد في منطقة الشرق الأوسط، إذا اندلعت حرب أمريكية- إيرانية، أو أي حرب عربية- إسرائيلية في لبنان وغيره، فإنها سوف تكوّن مناخاً خصباً لأن ينشط تنظيم القاعدة ويقدم خدمات (بروشوره) الذي يتضمن كل أنواع خدمات العنف للغرب: الخطف، قطع الرؤوس، والتفجيرات الانتحارية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد