تركيا: الحلفاء يوافقون على نشر الباتريوت والتنفيذ الرسمي بأسرع وقت
أعلنت أنقرة أمس أن حلفاءها في حلف شمال الأطلسي وافقوا على تزويدها بنظام باتريوت المضاد للصواريخ بغية نشره على الحدود مع سورية، مؤكدةً أن «التنفيذ الرسمي سيكون بأسرع وقت ممكن».
ويبدو بذلك أن العثمانيون الجدد نجحوا في جر الناتو خطوة إلى الأزمة في سورية، على الرغم من كل الإعلانات المتكررة التي جاءت على لسان قادة الحلف ومسؤوليه الرافضة للتدخل العسكري في سورية، والمصرة عوضاً من ذلك على أن الحل «سياسي» عبر اتفاق جنيف.
وزعم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي قبل مغادرته أنقرة إلى غزة أن صواريخ باتريوت «إجراء احتياطي، للدفاع بشكل خاص»، مؤكداً أن «المناقشات وصلت إلى مراحلها الأخيرة بدراسة التطورات المحتملة والخطط البديلة». وأضاف: «يمكننا القول إن الأمر لن يستغرق طويلاً».
يأتي ذلك غداة إعلان أمين عام حلف شمال الأطلسي انديرس فوغ راسموسن أن الحلف لم يتلق طلباً رسمياً من تركيا بعد، لكنه سيعتبر أي طلب تقدمه أنقرة لنشر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سورية طلباً «عاجلاً».
وأشار الوزير التركي إلى أن الدول التي «تزود حلف شمال الأطلسي بصواريخ باتريوت معروفة.. توصلنا لاتفاق مع تلك الدول والتنفيذ الرسمي سيكون بأسرع وقت ممكن».
وألمانيا وهولندا هما البلدان الأوروبيان الرئيسيان في الحلف الأطلسي اللذان يملكان صواريخ باتريوت للدفاع الجوي التي نشرت في تركيا العام 1991 في أثناء حرب الخليج ثم في 2003 عند غزو العراق.
ومطلع الأسبوع الجاري، كشفت صحيفة «سودويتشي تسايتونغ» الألمانية أن برلين مستعدة لإرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا في إطار مساعدة للحلف الأطلسي. ويتوقع الجيش الألماني المساهمة بنحو 170 عسكرياً وبطارية أو اثنتين لصواريخ باتريوت في إطار مهمة مماثلة للحلف الأطلسي بحسب الصحيفة.
وسيتعين على سفراء حلف شمال الأطلسي دراسة أي طلب من تركيا. ومن المقرر أن يلتقي هؤلاء السفراء اليوم الأربعاء في اجتماع أسبوعي عادي.
وأول من أمس ناقش وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل نشر الباتريوت على الحدود السورية التركية، حيث أكد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيار أن بلاده ستنظر بعين العطف إلى أي طلب تركي بخصوص نشر صواريخ الباتريوت، في حين أشارت وزيرة الدفاع الهولندية بانين هينس بلاشيرت الأحد أن بلادها وألمانيا ربما ترسلان صواريخ باتريوت إلى تركيا لمساعدتها في الدفاع عن حدودها مع سورية.
وحاول قادة في الحلف التقليل من أهمية نشر الباتريوت على الحدود التركية السورية، وأوضح راسموسن أن نشر أي صواريخ سيكون إجراء دفاعياً للتصدي لقذائف المورتر وليس لفرض أي منطقة لحظر الطيران فوق سورية، على حين شدد دي ميزير على أن تلبية الطلب التركي تأتي في إطار واحد وهو حماية تركيا الشريكة في الناتو، موضحاً أن اعتبار نشر الصواريخ كتحضير لحظر جوي على سورية، أو تدخل في النزاع المسلح هناك «خاطئ بشكل تام»، وأضاف «في هذا الحال لكنا بحاجة إلى أسس قانونية مختلفة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد