تشيني يحرض عباس ضد سورية وإيران
اتهم نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، أمس، إيران وسوريا بدعم ما وصفه بمحاولات حركة حماس لإحباط عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أنّ أية مصالحة بين حركتي فتح وحماس مشروطة بتخلي الأخيرة عن السلطة في قطاع غزة.
وقال تشيني، في ختام محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في القدس المحتلة إنّ «حماس تحاول إحباط جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين»، متحدثاً عن وجود «أدلة على أن إيران وسوريا تدعمان هذه المحاولات لنسف عملية السلام». وجدد «التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل والمساعدة للمضي قدماً بعملية السلام»، لافتاً إلى أنّ وزيرة الخارجية كوندليسا رايس ستعود إلى المنطقة خلال الأسبوع المقبل.
وفي السياق، قال مسؤول أميركي بارز إن طهران ودمشق «تسيران يداً بيد»، مشيراً إلى وجود أسلحة متطورة أكثر فأكثر تستخدم من لبنان وغزة ضد إسرائيل. وجدد أن «سوريا بالأخص تعمل بشكل واضح لمنع اللبنانيين من حكم أنفسهم».
وحول علاقات فتح وحماس، قال تشيني «النتيجة التي توصلت إليها من خلال الحديث مع القيادة الفلسطينية هي أنها وضعت شروطاً مسبقة لا بد من تنفيذها قبل أن توافق على المصالحة، بما في ذلك إلغاء كامل لسيطرة حماس على غزة». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تدعم الوساطة اليمنية للمصالحة الفلسطينية، قال تشيني إنّ بلاده «كانت واضحة تماماً بشأن موقفها من رفض دعم العمل مع حماس حتى يحدث تغير جوهري في دور الحركة الحالي».
وكان تشيني أكد، خلال اليوم الأول من زيارته إلى القدس المحتلة السبت الماضي، والتي استهلها بحضور قداس الفصح في كنيسة دير العازارية، أنّ واشنطن لن تضغط «مطلقاً» على إسرائيل لاتخاذ «خطوات تهدد أمنها».
من جهة ثانية، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الحوار الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة سيستأنف خلال الشهر المقبل، حيث سيتوجه وفد إسرائيلي، برئاسة وزير المواصلات شاؤول موفاز، إلى واشنطن لبحث الملف الإيراني. وقد اكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال لقائه تشيني إن «إسرائيل مقتنعة بضرورة فرض عقوبات (على طهران) لكن لا تتوجب إزالة أي خيار عن الطاولة»، معتبراً أن «تعاظم قوة إيران يشكل خطراً على استقرار المنطقة والعالم بأسره».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ اللقاء الذي جمع تشيني بباراك، في منزل الأخير في تل أبيب، ضمّ رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي، ورئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين ونائب وزير الدفاع ماتان فيلنائي وكبار مستشاري تشيني والسفير الأميركي ريتشارد جونز. وشملت لقاءات تشيني الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس حزب الليكود المعارض بنيامين نتانياهو.
وقال بيريز لتشيني إن «إسرائيل لن توافق أبدا على إعادة هضبة الجولان وأن تحصل في المقابل على سيطرة إيرانية ـ سورية في لبنان»، لافتاً إلى أنّ «سوريا تدور في فلك إيران، ولا يمكن البدء بمفاوضات سلام فيما سوريا تساعد حزب الله وتمرر أسلحة إلى لبنان». أمّا نتانياهو فأشار إلى أنّ محادثاته مع تشيني تناولت سبل «إزالة الخطر الإيراني قبل أن تتسلح إيران بقنبلة نووية»، والحاجة إلى «منع إيران من بناء قواعد أمامية لها في المنطقة، من غزة إلى لبنان، وخصوصاً في القدس».
وكان تشيني حذر، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس في رام الله، أمس الأول، من استمرار الهجمات على إسرائيل، معتبراً أنها تضر بالتطلعات لقيام الدولة الفلسطينية التي «كان ينبغي أن ترى النور منذ مدة طويلة». وأضاف تشيني الذي التقى رئيس الحكومة في الضفة الغربية سلام فياض «ثمة حقيقة أليمة لكن لا يمكن تفاديها وينبغي تكرارها وهي أن الإرهاب والصواريخ لا تقتل مدنيين أبرياء فحسب بل تقضي كذلك على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة»، مشيراً إلى أنّ إقامة الدولة الفلسطينية تتطلب «جهوداً وتنازلات مؤلمة من الطرفين».
من جهته، رأى عباس أنّ السلام المطلوب هو الذي يعالج «كل قضايا الحل النهائي من دون استثناء، خاصة قضية القدس واللاجئين»، مشدداً على أنّ «الأمن والسلام لا يتحققان من خلال التوسع الاستيطاني وإقامة الحواجز، والتصعيد العسكري ضد قطاع غزة، والاجتياحات المتواصلة لمدن وقرى الضفة الغربية، والاعتقالات التي نجم عنها وجود أكثر من 11 ألف أسير».
وفي أنقرة، محطته الأخيرة في جولته الإقليمية، التقى تشيني الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ورئيس الأركان يشار بويوك أنيت. ولا يتضمن برنامج زيارة نائب الرئيس الأميركي، الذي سيتوجه إلى اسطنبول في جولة سياحية قبل مغادرته اليوم، أي مؤتمر صحافي. وتتركز مباحثاته على زيادة عديد القوات التركية في أفغانستان والملف النووي الإيراني والتعاون التركي الأميركي في مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني.
ومع وصول تشيني لإجراء محادثات مع غول، تظاهر عشرات الأتراك، المنتمين إلى حزب الحرية والتضامن أمام بوابة المجمع الرئاسي، مرددين هتافات مناهضة لواشنطن والحكومة التركية. وأحرقوا دمية تمثل تشيني. ونظمت منظمات غير حكومية مختلفة احتجاجاً منفصلاً في ساحة تبعد خمسة كيلومترات عن المجمع الرئاسي. وحمل المتظاهرون لافتة كتب عليها «تشيني أخرج من تركيا، الولايات المتحدة أخرجي من العراق».
إلى ذلك، رفضت أنقرة طلبا أميركيا باتخاذ إجراءات أمنية خاصة خلال زيارة تشيني. ونقلت وسائل الإعلام التركية عن مصادر أمنية أن الجانب الأميركي طلب نشر قناصة على أسطح المباني في اسطنبول وأنقرة والمناطق التي سيسلكها موكبه.
وكان تشيني أنهى زيارة إلى الرياض، الجمعة الماضي، بحث خلالها مع الملك السعودي عبد الله ووزير النفط علي النعيمي مشكلة ارتفاع الأسعار. وفي هذا الإطار أعلن مسؤول أميركي أنّ تشيني امتنع عن ممارسة ضغوط على السعودية لترفع إنتاجها من النفط الخام.
من جهته قال تشيني إن السعودية أوفت بوعدها بزيادة طاقة إنتاج النفط خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأميركية ناقشت هذا الأمر مع الملك السعودي ووزير النفط قبل ثلاث سنوات في تكساس. وأضاف «قالوا إنهم سيضيفون مليوني برميل يوميا إلى الإنتاج خلال السنوات الأربع أو الخمس التالية حتى نهاية (الـــعام 2009) وقد أوفوا بعهدهم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد