تعيين قائد جديد لقيادة قوات حزب العمال الكردستاني
الجمل: أصدر حزب العمال الكردستاني (PKK)، قراراً بتولي السوري الكردي فهمان حسين، قيادة قوات الدفاع الشعبي، بحيث يكون مسؤولاً عن العمليات العسكرية اليومية. وعلق جيمس براندون، المحلل السياسي الأمريكي، قائلاً: إن تعيين متشدد سوري ليتولى قيادة المجموعة العسكرية سوف يؤدي على ما يبدو إلى خلق المزيد من التوترات داخل الحركة الكردية، وذلك على خلفية أن كبار الزعماء الأكراد ظلوا يرتبطون بعلاقة طيبة مع سوريا، خاصة وأن السوريين ظلوا يقابلون الأكراد والقيادات الكردية التركية والعراقية بحسن المعاملة والاحترام المتبادل.
يشير المحلل جيمس براندون إلى أن صعود نجم المتشدد الكردي فهمان حسين داخل حزب العمال الكردستاني، يعود بشكل أساسي إلى أن حوالي 20% من قوات حزب العمال الكردستاني، الموجودة بمعسكر جبل قنديل وغيره من مناطق شمال العراق، هم بالأساس من السوريين الأكراد.
ويصنف جيمس براندون الأكراد السوريين الموجودين داخل صفوف حزب العمال الكردستاني إلى نوعين:
- الأعضاء القدامى الذين التحقوا بصفوف حزب العمال الكردستاني خلال فترة القتال ضد تركيا.
- الأعضاء الجدد الذين التحقوا بصفوف الحزب في الفترات الأخيرة، ويتميزون بتوجهاتهم المتشددة.
ويشير المحلل جيمس براندون إلى أن السبب الرئيسي للتوتر بين المجموعتين يتمثل في الخلاف حول منطقة شمال سوريا، وذلك على خلفية مطالبة أعضاء الحزب الجدد بضرورة توسيع دائرة النشاط السياسي والعسكري للحزب لتشمل شمال سوريا باعتبارها تمثل جزءاً لا يتجزأ من كردستان، وهو الأمر الذي تعارضه مجموعة الأعضاء القدامى والذين من أبرزهم باهوز، وذلك بسبب اعتقادهم بأن القيام بمثل هذا العمل سوف تكون له تداعيات ومضاعفات إقليمية خطيرة.
يرتبط الصراع حول ملف سوريا داخل حزب العمال الكردستاني بصراعات تدور داخل الحركة الكردية، من أبرزها:
- الخلاف بين أنصار التوجهات الإسلامية، وأنصار التوجه الاثني- القومي الكردي.
- الخلاف بين أنصار التعددية الليبراليين، وأنصار التوجهات الشمولية المركزية.
هذا، ويرى المحلل جيمس براندون، بأن مستقبل مسار حزب العمال الكردستاني، سوف يكون:
- الاستمرار في الانطلاق من الريف وشن حرب العصابات ضد تركيا على نهج نظريات الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونع في الحرب الثورية، وذلك في حالة سيطرة باهوز ورفاقه على مقاليد الحزب.
- شن عمليات حرب المدن والمناطق الحضرية وفقاً لمبادئ حرب العصابات الجديدة التي تقوم على أساس العمل داخل المدن وشن العمليات العسكرية، التي تستند على مبادئ القومية الكردية المعاصرة.
يفند المحلل جيمس براندون، الأسانيد الكردية، حول منطقة شمال سوريا، قائلاً:
• إن منطقة شمال سوريا تضم عدداً كبيراً من المسيحيين الآشوريين، وتاريخياً يعتبرون الأقدم في هذه المنطقة، وبالتالي فهم على أساس الاعتبارات التاريخية يمثلون سكان المنطقة الأساسيين.
• إن القرى الكردية تتوزع في شمال سوريا بين المناطق الجبلية والمناطق السهلية، ولما كان سكان المناطق الجبلية هم الأكثر ارتباطاً بأكراد شمال العراق، وجنوب تركيا، وشمال غرب إيران، فقد انتقلت عدوى التشدد إليهم بعكس سكان المناطق السهلية، الذين يعيشون بشكل عادي ضمن المجتمع العربي السوري.
• يوجد عدد كبير من الأكراد السوريين داخل العاصمة دمشق وغيرها من المدن السورية، وليس بينهم أي تشدد، بل ويعيشون بشكل عادي دون أي تمييز أو خلافات أو غير ذلك.
• ظل الأكراد السوريون يرفضون نزعات التشدد الاثني والطائفي، وأيضاً يرفضون الانخراط في حركات الإسلام السياسي التي استطاعت التغلغل في وسط أكراد العراق، وإيران، وتركيا.
ويخلص المحلل جيمس براندون إلى أن خطر معسكر حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل وغيره يتمثل في أن هذه المعسكرات تقوم باستقطاب المزيد من أكراد سوريا المعتدلين، وتقوم بإعدادهم وتدريبهم على النحو الذي يجعل منهم أكثر تطرفاً، بشكل قد يترتب عليهم قيام الحركات المسلحة الكردية المتشددة باستخدامهم مستقبلاً ضد سوريا، وتعليقاً على ذلك نقول بأن هذا هو ما تريده بالضبط أمريكا وإسرائيل في الوقت الحالي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد