جدول أعمال زيارة باراك للقاهرة: المعلن وغير المعلن
الجمل: بدأت دبلوماسية وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تظهر مرة أخرى من خلال زيارته التي قام بها مؤخراً إلى القاهرة وتقول المعلومات أن باراك التقى بالمسؤولين المصريين وناقش معهم كافة ملفات العلاقات الإسرائيلية – المصرية إضافة إلى التفاهم حول السيناريوهات الجديدة المتوقعة.
* لماذا دبلوماسية الجنرال باراك مرة أخرى؟
خلال فترة حكومة أولمرت السابقة برزت الكثير من الخلافات بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك وأيضاً بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وقد أدت تلك الخلافات بالحكومة الإسرائيلية إلى استخدام دبلوماسية باراك كبديل مؤقت لتسيير جدول أعمال دبلوماسية خط تل أبيب –القاهرة.
بزيارة باراك الأخيرة للقاهرة برزت بعض النظريات التفسيرية التي حاولت تقديم الفهم والإيضاح لعودة الجنرال باراك الثانية على الخط الدبلوماسي:
• عدم رغبة رئيس الوزراء نتينياهو ووزير خارجيته ليبرمان التورط في لقاءات دبلوماسية مع المسؤولين المصريين طالما أن هذه اللقاءات ستتضمن المزيد من التطرق لملفات من نوع وقف الاستيطان وإقامة حل الدولتين وما شابه ذلك.
• انشغال رئيس الوزراء نتينياهو ووزير خارجيته ليبرمان بإدارة جدول أعمال العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية – الأوروبية التي أصبحت أكثر توتراً بفعل موقف حكومة ائتلاف الليكود – إسرائيل بيتنا الجديدة المتشددة إزاء الاستمرار في سلام الشرق الأوسط.
• رغبة الإسرائيليين في تفادي الحرج الذي يمكن أن يترتب على زيارة وزير الخارجية ليبرمان إلى القاهرة خاصة أن وزير والخارجية المصري أبو الغيط سبق أن أعلن رفضه الصريح لقيام ليبرمان بأي زيارة لمصر، وفي الوقت نفسه تقدم وزير المخابرات المصري عمر سليمان بدعوة إلى الوزير ليبرمان لزيارة القاهرة!
ولكن ما هو مخفي ما لبث أن أصبح شبه معلن في أجندة زيارة الجنرال باراك للقاهرة والتي كانت تتضمن قدراً كبيراً من التركيز على التفاهم في المسائل العسكرية والأمنية وما شابهها من الملفات التي تقع خارج نطاق اختصاص وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
* ماذا دار في لقاءات القاهرة؟
تقول التسريبات والتقارير المتوافرة أن وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال باراك قد قام بزيارته الأخيرة للقاهرة التي تضمنت المفاصل التي يمكن الإشارة إليها ضمن النقاط الآتية:
• التوقيت: تمت الزيارة يوم أمس الأحد الموافق 21 حزيران 2009.
• الأطراف: التقى وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال باراك بكل من:
- الرئيس حسني مبارك.
- وزير الدفاع الفريق طنطاوي.
- وزير المخابرات اللواء عمر سليمان.
• الأجندة: تضمنت لقاءات باراك التفاهم حول الآتي:
- تعزيز التفاهم المصري – الإسرائيلي وفقاً للخطوط التي تم تحديدها في إجماع شرم الشيخ الذي ضم الرئيس مبارك مع نتينياهو.
- تعزيز الدور الذي ستقوم به القاهرة خلال الفترة المقبلة في بناء الروابط الإسرائيلية غير المعلنة مع الأطراف العربية الأخرى التي وافقت على التعامل مع إسرائيل ولكنها أصرت على عدم الإعلان عن ذلك واشترطت أن تتم المعاملات والتفاهم عبر قناة النظام العربي.
- التأكيد على استعداد إسرائيل لتقديم المساعدات العسكرية لحلفائها وشركائها العرب عبر النافذة المصرية.
- التفاهم حول مدى إمكانية مصر في تقليل الفجوة بين حركة حماس وحركة فتح بما يعيد حماس إلى دائرة السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس عباس.
- التفاهم على كيفية التعاون المشترك من أجل مواجهة الخطر الإيراني بما يتضمن أولاً القضاء على البرنامج النووي الإيراني وثانياً الحد من النفوذ الإيراني في البلدان العربية وثالثاً القضاء على التدخل الإيراني لصالح حزب الله وحركة حماس.
وأكدت التسريبات الإسرائيلية بأنه تم الاتفاق بين المصريين والإسرائيليين على اللواء عمر سليمان وزير المخابرات المصري كـ"ساعي بريد" ينقل الرسائل الإسرائيلية إلى عواصم المعتدلين العرب والتفاهم معهم ثم العودة حاملاً الردود إلى الإسرائيليين.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد