خارطة الطريق الكردستانية إلى أين

08-08-2009

خارطة الطريق الكردستانية إلى أين

الجمل: رصدت التقارير المزيد من المعلومات التي أكدت أن التطورات الميدانية الجارية في مناطق التماس بين إقليم كردستان العراق ومناطق الوسط العراقي أصبحت تنذر باحتمالات خطر الحرب الأهلية الذي بات وشيكاً وتقول التسريبات بأن علاقات أربيل ببغداد وصلت إلى نقطة ذروة الأزمة.
* المنعطف الحرج الجديد: أبرز المعلومات والمعطيات:
تقع منطقة كركوك والموصل ضمن الحزام الذي يفصل بين إقليم كردستان ومحافظات وسط العراق، هذا وتتميز المنطقتان بالآتي:
• وجود المخزونات النفطية والمعدنية الكبيرة.
• وجود خليط سكاني عربي – كردي – تركماني – آشوري.
سعت الحركات الكردية إلى استغلال فرصة الاحتلال الأمريكي للعراق بما يتيح لها ضم منطقتي كركوك والموصل إلى كردستان وبرغم مساعي سلطات الاحتلال الأمريكي لتلبية رغبة الحركات الكردية فقد برزت المصاعب الآتية:
• رفض السكان العرب والتركمان والآشوريين مشروع الضم إلى كردستان.
• رفض تركيا القاطع لمشروع الضم.
• رفض التحالف السني – الشيعي المسيطر على بغداد لمشروع الضم.
لجأت سلطات الاحتلال إلى حل توفيقي يقوم على مبدأ إجراء استفتاء في كركوك يحدد السكان من خلاله هوية المنطقة ولكن مشروع الاستفتاء واجه تنفيذه العقبات الآتية:
• تزايد عمليات التطهير العرقي في كركوك والموصل.
• تزايد مخاوف سلطات الاحتلال الأمريكي من أن يترتب على الضم تزايد عمليات المقاومة المسلحة في مناطق وسط وجنوب العراق.
• الضغوط التركية الرافضة لمشروع الضم.
إضافة لذلك، لجأت الإدارة الأمريكية إلى استخدام مشروع الضم كورقة تفاوضية لجهة المساومة في تفاهمات الإدارة الأمريكية مع الأطراف العراقية المتناحرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر مساومة التحالف الشيعي – السني المسيطر على بغداد إزاء خيار الموافقة على الاتفاقية الأمنية العراقية – الأمريكية مقابل عدم تنفيذ مشروع ضم كركوك والموصل إلى إقليم كردستان.
سعت الحركات الكردية إلى تشديد موقفها عندما أصدر البرلمان الكردستاني السابق مشروع الدستور الكردستاني الذي يلزم كل الأطراف الكردية بضرورة السعي لضم كركوك والموصل إلى الإقليم وإضافة لذلك سعت حكومة الإقليم إلى توقيع عقود الاستثمارات النفطية مع الشركات الغربية بما يجعل من كركوك والموصل تحت إشراف السلطة التنفيذية الكردستانية وفرض هذا الإشراف على غرار الأمر الواقع.
* خارطة الطريق الكردستانية: إلى أين؟
بدا المسرح العراقي واقعاً تحت ثلاثة عوامل أساسية لجهة مستقبل إقليم كردستان وهذه العوامل هي:
• عامل الانسحاب الأمريكي وتأثيره على معادلة توازن القوى بين الأطراف العراقية الرئيسية الثلاثة: شيعة الجنوب – سنة الوسط – أكراد الشمال.
• عامل النزعة المركزية الكردية والتشدد الإثنو-ثقافي والإثنو-غرافي لأكراد الشمال العراقي لجهة المضي قدماً في مشروع إقليم كردستان.
• عامل صراع السلطة – الثروة ومخاوف أن يتفاقم تأثيره بما يؤدي إلى الحرب الأهلية العراقية على غرار نماذج الحروب الأهلية التي سبق أن اندلعت في أفغانستان بعد خروج القوات السوفيتية، وفي أنجولا بعد خروج القوات البرتغالية، وما شابهها من الحروب الأهلية التي اندلعت بعد خروج القوات الأجنبية.
تقول المعلومات أن منطقة كركوك – الموصل تشهد حالياً ما يمكن وصفه بترتيبات تمهيد المسرح لخوض جولة الصراع المسلح الحاسمة ومن أبرز المؤشرات الدالة على تزايد عمليات التعبئة السلبية الفاعلة في المنطقة نشير إلى الآتي:
• التمركز المكثف لقوات البشمركة الكردية.
• الظهور المتزايد للجماعات المسلحة الشيعية والسنية.
• ظهور الأقليات الإثنو-طائفية المتواتر من المنطقة وعلى وجه الخصوص الآشوريون.
• تزايد التحالفات بين المجموعات الرافضة لمشروع الضم لإقليم كردستان.
• انتشار السلاح بكميات واسعة.
• تزايد الاغتيالات وأعمال العنف السياسي الإثنو-ثقافي والإثنو-غرافي والإثنو-طائفي بما يفيد وجود عمليات حرب سرية متبادلة بين الأطراف المتصارعة في المنطقة.
إضافة لذلك، جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية والرئاسية الكردستانية لتؤكد بقوة على أن أكراد الشمال يرغبون  في توجهات مسعود البرزاني وحلفاءه!
وعلى خلفية تشدد مواقف الأطراف برزت في مجرى الوقائع عملية دبلوماسية وقائية تضمنت الآتي:
• التحركات المكثفة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي سعى من خلالها إلى كسب دعم واشنطن وأنقرة.
• التحركات المكثفة لرموز الإدارة الأمريكية وعلى وجه الخصوص جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي وصاحب نظرية تقسيم العراق وروبرت غيتز وزير الدفاع الأمريكي.
• تصريحات مسعود البرزاني المتشددة إزاء ضم كركوك والموصل.
أما على الصعيد الميداني فتقول المعلومات والتسريبات عن ظهور مليشيا «حراس الهدبة» التابعة للعرب السنة الموجودين في كركوك والموصل التي أعلنت عن مباشرة الاضطلاع بشن العمليات المسلحة لمنع مشروع الضم وبالمقابل نشرت أربيل قوات البشمركة في مناطق كركوك والموصل وقامت بغداد بنشر قوات الأمن العراقية بشكل مكثف للحفاظ على توازن القوى مع البشمركة.
إضافة لذلك، تقول المعلومات أن بعض الأطراف الكردية الموجودة في كركوك والموصل سعت لتشكيل مليشيا منفصلة عن البشمركة مع التأكيد على نوايا شن العمليات العسكرية ضد البشمركة إذا سعت أربيل لتقديم التنازلات والتخلي عن مشروع الضم.
تقول المصادر العليمة بأن عملية إعداد المسرح لجولة المواجهة المحتملة في منطقة كركوك والموصل دخلت مرحلتها العملياتية وتقوم أطراف الصراع المحتمل في هذه اللحظات بنشر المزيد من قواتها للسيطرة على الطرق الرئيسية والممرات الاستراتيجية إضافة إلى المواقع الغنية بالنفط وقد أكد مراسل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن عمليات التعبئة العسكرية الفاعلة في المنطقة لم تقتصر على أرتال الدبابات والمدرعات التابعة للبشمركة وهي تتقدم باتجاه المنطقة وإنما كذلك هو الأمر بالنسبة لقوات الأمن العراقية، وأضاف المراسل قائلاً: "دعونا ننتظر ونرى طالما أن القوات الأمريكية تلعب دور المتفرج الخبيث".

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...