د. شربجي: لقاء الحريري- مبارك: ولدنة السياسة وخرف الرئيس
مصر الدولة العربية المركز صاحبة الدور الجامع للأمة العربية ... تتخلى في زمن مبارك (المريض) أو (العجوز) ... تتخلى عن دورها الجامع هذا لتصبح منبراً لسعد الحريري... الذي خرج أمس من لقائه مع الرئيس مبارك ليعلن ملوحاً لسوريا أن مبارك طمأنه إلى أن مصر لن تسكت على تدخل الآخرين (يعني سوريا) في لبنان وفي الاستحقاق الرئاسي ...
وكرر الحريري أن مبارك أخبره أن التدخل الخارجي (السوري) ممنوع، وأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أي إنها ستتدخل، وعلى أصحاب التدخل الخارجي أن يخافوا وأن يتنبهوا وأن يرتعدوا ....
طبعاً مضحك موقف العنتريات هذا الذي نقله الحريري عن مبارك تجاه سوريا، وهو مضحك لأن (مبارك) أوحى للحريري أن مصر ستستعمل يديها (لن تقف مكتوفة الأيدي) ضد التدخل الخارجي، وطبعاً لن تستعمل مصر يديها ضد أمريكا أو فرنسا أو السعودية بحكم الاعتدال من جهة و التعقل الشيخي لدى مبارك من جهة أخرى . إذن فإن استعمال الأيدي هو ضد سوريا... والمضحك أن استعمال الأيدي المصرية سيكون ضد التدخل، طيب، أن طالما سوريا لا تتدخل، فكيف سيكون استعمال الأيدي، ربما مع أشباح، أو أوهام، نسميها سوريا، ونرضي (سعداً) الحريري، ونقنعه أننا وقفنا معه...
وما دمنا نتحدث عن الأشباح والأوهام، فإن سعد الحريري بعدما خرج من لقاء (العجوز)... أو (الختيار)، أفصح أن جهات عربية ودولية كشفت مخططاً يديره أحد الضباط السوريين لاغتيال الحريري نفسه، واغتيال ممثله و(محاسبه) رئيس الوزراء السنيورة . وبما أن الإعلان تم بعد خروج الحريري من عند مبارك فلابد أن الجهات العربية التي كشفت هذا المخطط هي (مصر مبارك) والدولية حتماً هي (إسرائيل أو أمريكا).
لا فرق... ولكن يبدو أن الأشباح التي تعهد مبارك باستعمال الأيدي ضد تدخلها هي مثل الأشباح التي تصور وتخيل أنها تدير مخططاً لاغتيال السنيورة والحريري، فهل الرئيس قد بلغ من العمر عتياً إلى درجة أن تهويمات وتخيلات بدأت تدور في عظم رأسه ويرويها لزواره ليسليهم ويرضيهم. أما إن رهاب الطفولة مازال يتحكم بهذا الزعيم الحريري ففتح لمضيفه مبارك سيرة الاغتيال التي التقطها الـ(مبارك) وراح يروي فيها ما يروي حتى خرج علينا زعيم الأغلبية باكتشاف هذه الجهة العربية وحلفائها الدوليين؟؟.
إن مصر باتت محور دول" الاعتدال العربي" ورايس أعلنت أن أهم بنود الاستراتيجية الأمريكية حالياً خلق تحالف بين إسرائيل ودول الاعتدال العربي، وهو تحالف يعمل لخدمة المصالح الأمنية الأمريكية.
وكما أوكلت الإدارة الأمريكية حصار حماس لمصر ،يبدو أنها أوكلت إليها بالتعاون مع إسرائيل تحقيق مصالحها الأمنية في لبنان.... ومن يتذكر تصريحات أبو الغيط في بيروت يحس أنه يسمع تصريحات السفير الأمريكي، ومن يستمع إلى ما نقله الحريري عن مبارك يتذكر آراء مبارك في المقاومة وكيف شكل مع السعودية الغطاء السياسي للعدوان الإسرائيلي.
وما دام بوش قد قال إن حكومة السنيورة جزء من الأمن القومي الأمريكي يصبح على (مبارك) أن يستعمل (يديه) للحفاظ على هذا الجزء من المصالح الأمنية الأمريكية... ولكن للعمر حقه وللتبعية متوجباتها...
وإذا كان هناك من يضحك من تصريحات الحريري الطفل فإن تصريحه من منبر مبارك جمع فيه بلاهة الولد وخرف العجوز... ولذلك فإن شر البلية مايضحك ....
وللذكرى : عندما سئل الكاتب "محمد حسنين هيكل" عن مرحلة مبارك أجاب ببيت شعر يختصر حالة مبارك ومصر في عهده:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكنّ أخلاق الرجال تضيق
مصر ستبقى جامعة العرب ،ولا يمكن أن تتحول إلى منبر لولد يجمع في تصريحاته بلاهة الولدنه
وخرف العجوز مع ضيق أخلاق الرجل، المبارك.
د. فؤاد شربجي
المصدر: موقع تلفزيون الدنيا
إضافة تعليق جديد