داعش والقاعدة: الى الذئاب المنفردة درّ

17-06-2018

داعش والقاعدة: الى الذئاب المنفردة درّ

في نشاط اعلامي جديد، عمدت وسائل اعلامية تابعة لتنظيم “داعش” إلى نشر تعليمات جديدة تحثّ فيها عناصر التنظيم على شنّ هجمات فردية في الدول الغربية ضمن ما بات يعرف باستراتيجية “الذئاب المنفردة”.

فقد أصدر التنظيم العدد الجديد (السادس عشر) من مجلة “الأنفال” التابعة له، والتي تركزت موضوعاتها حول الذئاب المنفردة وأوضاعها وتكتيكاتها في اطار الاستراتيجية المطلوب تنفيذها.

فبعد الهجمات المسلحة والدهس اقترحت المجلة اللجوء إلى استعمال السموم كطريقة جديدة يجب على اتباع التنظيم اعتمادها لإيقاع الضحايا. وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت في وقت سابق أحد عناصر، ويُدعى “حسين رشيد” على خلفية اتهامه بتوجيه العناصر لقتل الأمير جورج ابن الأمير ويليام دوق «كامبريدج» عن طريق تسميمه.

التعليمات التي وردت في مجلة “الانفال” لم تقتصر على ارشادات القتل بل شملت ايضا اساليب جديدة لجمع التبرعات، حيث يعاني التنظيم من ضائقة مالية كبيرة بعد خسارته لمواقعه في العراق وسوريا والتي كان جزء منها يؤمن له التمويل من خلال تجارات متعددة أهمها النفط والغاز. فأشارت مجلة “الأنفال” إلى ضرورة تحسين الأوضاع المالية للعناصر “المجاهدة” التي تعمل منفردة، فحضت على استعمال الوسائل الالكترونية أو ما يعرف بـ(dark web) ومنها العملات الافتراضية مثل “البيتكوين” و”المونرو”.

حملة التحريض والاستنهاض هذه لم تقتصر على مجلة “الأنفال”، فعلى نفس المنوال سارت “مؤسسة الذخائر للإنتاج الإعلامي” التابعة “لداعش” والتي نشرت منشوراً تطلب فيه من الذئاب المنفردة ذبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إشارة إلى توجيه ذئابها لتنفيذ عمليات طعن جديدة في الولايات المتحدة ودول الغرب، وكتبت المؤسسة على المنشور “والله سوف نأتيكم بالذبح”.

هذا من جهة تنظيم “داعش”، أما تنظيم القاعدة فحاله ليس بأفضل من الاول حيث حث التنظيم على استراتيجية الذئاب المنفردة ايضا من أجل الاطاحة بالمزيد من الغربيين، حيث نشرت ما تسمى مؤسسة “الكفاح” (الذراع الإعلامية الفرنسية للقاعدة) على تيليجرام، صورة تدعو فيها الذئاب المنفردة للتنظيم ، إلى مهاجمة الأمريكيين والاميركيين.

من الواضح ان تنظيمي “داعش” و”القاعدة” يعيشان أزمة كبيرة بعد تدهور نشاطهما في اعقاب الهزائم المتلاحقة التي لحقت بهما في سوريا والعراق، وبعد انفصال الجولاني عن تنظيم “القاعدة” ما دفعه إلى تشكيل تنظيم جديد في سوريا تحت اسم “حراس الدين” وهو يعني العودة إلى المربع الأول في عمليات الاستقطاب في سوريا، وهي ساحة ليس بالسهل على التنظيم تجميع حشد بشري بسبب تعقيدات الساحة السورية من جهة، وبسبب تشعب الفصائل المسلحة فيها وانحسارها في اماكن محددة مليئة بمجموعات متحاربة مرتبطة بمشغلين اقليميين متعددين ايضاً.

وفيما يبدو أن الساحتين السورية والعراقية تراجعتا في قوة استقطابهما للعناصر “التكفيرية” بسبب الاخفاقات المتتالية، والصراعات المتعددة التي وقعت بين اصحاب “العقيدة الواحدة”، فيبدو أن الانتقال إلى ساحات جديدة، لا سيما الغربية، قد تكون من الخيارات الجذابة في الاستقطاب، لا سيما أنها تعتمد على استراتيجية الذئاب المنفردة وهي استراتيجية لا تحتاج إلى تشكيلات تنظيمية معقدة، كما أنها لا تحتاج إلى تمويلات كبيرة.

إن الانتقال إلى هذا النوع من العمل ( الذئاب المنفردة) هو أمر طبيعي لتنظيمات خسرت الجغرافيا ولم يبق لها الا تاريخ معمد بدماء الابرياء.


العهد

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...