دول الخليج العربي تحت نير الابتزازات الأمريكية الجديدة
الجمل: يقول الخبراء والمحللون بأن خبرة الدول الخليجية سوف تكون أكبر فقد تورطت في الوقوف إلى جانب الإدارة الأمريكية وفتحت أراضيها لاستقبال حشود القوات الأمريكية بهدف احتواء الخطر النووي الإيراني، والآن، أبطل تقرير المخابرات الأمريكية مفعول هذا الخطر النووي الإيراني المفترض، وأصبح الخيار العسكري المدرج على طاولة الرئيس بوش بعيد الاحتمال. والسؤال: ماذا سوف تفعل الدول الخليجية إزاء حشود القوات الأمريكية التي أصبح من غير المحتمل خروجها من المنطقة؟ وكيف ستتصرف هذه الدول إزاء مليارات الدولارات التي دفعتها لإدارة بوش مقابل الأسلحة المتطورة التي لم تحصل عليها ولن تحصل عليها طالما أن إيران لن يتم ضربها عسكرياً وأن إسرائيل تعترض بشدة على تزويد هذه الدول بمثل هذه الأسلحة؟ إضافة إلى أتن الإدارة الأمريكية لن تقوم برد هذه المبالغ لأصحابها.
* جولة بوش الأخيرة في الخليج:
زار الرئيس بوش خلال مطلع شهر كانون الثاني الحالي منطقة الخليج وتحديداً الكويت والبحرين وأبو ظبي ودبي والعربية السعودية. وقضى حوالي تسعة أيام بين شيوخ وملوك هذه المنطقة.
يقول سايمون هندرسون، خبير شؤون الخليج والنفط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بأن الرئيس بوش لم يتطرق مع زعماء الخليج هذه المرة إلى الملف المرتفع الشدة المتعلق بموضوع المواجهة المسلحة ضد إيران، وإنما تطرق إلى الملف المنخفض الشدة المتعلق بتأمين الخليج وتوفير الضمانات الأمنية اللازمة لحمايته بواسطة حليفته المخلصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول التسريبات أيضاً بأن الرئيس بوش قد تفاهم مع شيوخ وملوك الخليج حول ضرورة القيام بشراء المزيد من الأسلحة والعتاد العسكري الأمريكي المتطور، بهدف تأمين الخليج في مواجهة المخاطر والتهديدات المحتملة!!
وأشارت المعلومات إلى أن دولة قطر وسلطنة عمان قد وافقت بكل ترحيب بالسماح للولايات المتحدة ليس باستخدام أراضيها لنشر القوات والقواعد الأمريكية وحسب وإنما استخدام هذه القوات والقواعد في العمليات العسكرية، وليس العمليات العسكرية الأمريكية الجارية في أفغانستان والعراق وإنما العمليات العسكرية المحتملة الحدوث مستقبلاً.
* دول الخليج واحتمالات الضغوط الأمريكية – الإسرائيلية الجديدة:
الوجود الأمريكي المكثف في دول الخليج وضع هذه الدول ضمن دائرة الاحتلال العسكري الأمريكي غير المعلن، والآن ما على زعمائها سوى الاستجابة للمطالب الأمريكية المتجددة والتي لن تتوقف طالما أن إسرائيل هي الطرف الحقيقي الذي يقف وراءها:
• الأسبوع القادم سيبدأ الخليجيون بتنفيذ صفقة شراء أسلحة أمريكية متطورة بتقديم الدفعة الأولى البالغ قدرها 20 مليار دولار، علماً بأن الصفقات السابقة التي كانت في حدود 60 مليار دولار لم تقم إدارة بوش بتنفيذها حتى الآن برغم الدفع مقدماً.
• تزايدت مخاوف زعماء الخليج من احتمالات قيام إدارة بوش بمطالبتهم بإجراء الإصلاحات السياسية وتطبيق الديمقراطية وتشير التكهنات إلى أن إدارة بوش سوف تغير أسلوبها في ابتزاز الأموال الخليجية وبدلاً من استخدام "فزاعة" الخطر النووي الإيراني فإنها سوف تلجأ إلى استخدام "فزاعة" تطبيق الديمقراطية، وطالما أن القوات الأمريكية موجودة وتسير على الخليج فإن الخيارات المتاحة أمام زعماء الخليج هي: إما الموافقة على المطالب الأمريكية أو الموافقة على المطالب الأمريكية، والفرق بين الاثنين هو أن الأولى تعني الامتثال لتوجهات إدارة بوش والثانية تعني التخلي عن عروشهم وتركها نهباً لصناديق الاقتراع.
الابتزاز الأمريكي لدول الخليج لن يتوقف بعد الآن، وسوف يتصاعد، وما لم يتعرض أو يتطرق له المحللون السياسيون هو أن بوش قد ركز في زيارته الأخيرة على مطالبة الخليجيين بإعطاء أمريكا المزيد من "المزايا التفضيلية" في عمليات بيع وشراء النفط بين دول الخليج وأمريكا، وبالتحديد تقول المعلومات بأن إدارة بوش تريد شراء النفط الخليجي وفقاً للمزايا التفضيلية التالية:
• أن يكون السعر أقل من السعر العالمي الذي يتم بيع النفط به لبقية دول العالم.
• أن تقوم أمريكا بتسديد قيمة النفط على النحو الآتي:
* تقديم سلع أمريكية للخليج وفق السعر الذي تحدده أمريكا.
* تمويل القوات الأمريكية الموجودة في الخليج طالما أنها تقوم بحماية أمن الخليج.
* استلام شهادات إيداع بما تبقى من المبلغ –إن تبقى شيء- بواسطة وزارة الخزانة الأمريكية أو البنك المركزي الأمريكي (أي سندات إيداع مؤجلة طويلة الأمد).
عموماً، حتى الآن لم تظهر أي تسريبات جديدة حول بنود الطريقة الجديدة التي سيتم بها بيع النفط الخليجي للولايات المتحدة. ولكن، لو حدث –لا قدر الله- وتم تنفيذ عمليات بيع النفط العربي الخليجي بهذه الطريقة فإن الزعماء الخليجيين سوف يستحقون الحصول على شهادة الـ"إيزو" العالمية في "أكل الهواء" وفق أبرز المواصفات ومعايير الجدارة العالمية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد