عصابة (مارا سالفاتوشا) باعتبارها أكبر منظمة إجرامية في العالم
الجمل: نشر مركز أخبار القوة والمصلحة اليوم 31 كانون الثاني 2007م، تحليلاً أعده صامويل لوقان، وآشلي مورس، حمل عنوان (منظمة مارا سالفاتروشا ورد فعل الولايات المتحدة).
يتناول التحليل إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف.بي.آي: FBI) الأمريكي، منظمة سالفاتروشا باعتبارها عصابة الشوارع الأكثر خطورة في كل الولايات المتحدة الأمريكية.
يصف تقرير مكتب التحقيقات المنظمة بالخصائص الآتية:
- القدرة الفائقة على تجنيد وتدريب وإعداد العناصر الإجرامية الأكثر شراً والتي تنخرط دون تردد في ارتكاب واقتراف أفظع الجرائم.
- استخدام الأساليب الأكثر تطوراً في العالم، وبالذات وسائط تكنولوجيا المعلومات المتطورة.
- السرية المطلقة التي تستخدمها المنظمة في تغطية عملياتها وأنشطتها.
- سرعة الانتشار الجغرافي، بما انعكس في قدرة عناصر المنظمة على التحرك والمناورة داخل وبين الولايات المتحدة الأمريكية بسهولة وسرعة فائقة.
- تطور نظام عمل شبكات المنظمة، على النحو الذي استطاعت به المنظمة بناء تنظيم شبكي شديد التعقيد عالي الكفاءة والفعالية بشكل تفوق على تنظيم شبكات وكالات وأجهزة المخابرات والأمن الأمريكية.
- اختراق وتغلغل عناصر المنظمة لكافة أجهزة الدولة الأمريكية الرسمية وأيضاً للكيانات الخاصة التي تتمثل في الشركات الأمريكية العملاقة.
- قدرة المنظمة على تنفيذ العمليات الإجرامية الخارجية العابرة للحدود، في البلدان الأخرى، تماماً مثلها مثل البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
- قيام المنظمة باختراق المنظمات الإجرامية الأخرى، وبالذات العصابات الأمريكية العالمية مثل المافيا والياكوزا، وذلك على النحو الذي جعل عناصر هذه المنظمة يتسللون إلى قيادة العصابات الأخرى، ويوجهون أعمالها خلسة لصالح أعمال المنظمة.
وصف تقرير مكتب التحقيقات، منظمة مارا سالفاتروشا باعتبارها لم تعد تمثل خطراً إجرامياً كبقية العصابات، بل وتمثل خطراً يهدد الأمن القومي الأمريكي، وذلك على أساس اعتبارات الهياكل المؤسسة التي تعمل وتدير ضمنها أنشطتها الإجرامية، وقد حدد التقرير الآتي:
* التكامل الأفقي في هياكل عمل المنظمة: ويتمثل هذا التكامل الأفقي في قيام المنظمة مثلها مثل الإدارة الأمريكية، بالدخول في اتفاقيات وشراكات مع المنظمات الإجرامية الكبرى في الدول الأخرى (أي مثلما تفعل إدارة بوش في شراكاتها مع الحكومات الأخرى) بما يؤدي إلى تنفيذ الجرائم بالوكالة، بحيث يتم تنفيذ العمليات الإجرامية المشتركة بدرجة عالية من الكفاءة والتنسيق داخل وخارج الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن مكتب العلاقات الخارجية في المنظمة يتصرف مثل وزارة الخارجية الأمريكية، ومكتب العمليات الإجرامية يتصرف مثل البنتاغون، أما مكتب المعلومات والتحريات فيتصرف مثل أي وكالة مخابرات أمريكية.
كذلك تقوم المنظمة بتوفير الدعم والتدريب لعناصر المنظمات الإجرامية الأخرى المتحالفة معها على النحو الذي يعزز قدرة وفاعلية وتطوير استخدام الأساليب الإجرامية الأكثر تطوراً.
* التكامل الرئيسي: ويتمثل في لجوء هذه المنظمة إلى رفع نوعية عناصرها، على أساس التدريب المهني الإجرامي المتطور، وأيضاً تجنيد كبار المسؤولين، على النحو الذي يجعلها تسيطر على المرافق الرئيسية الفائقة الحساسية، كذلك فقد تبين استخدام المنظمة للأسلحة المتطورة الشديد التعقيد.
كذلك يشير التقرير إلى واقع عمليات اندماج رأسي قامت بها المنظمة مع منظمات إجرامية أخرى على المستوى القيادي، بحيث تم دمج قيادة هذه العصابات ضمن الأجهزة القيادية المسؤولة عن التخطيط والتدريب والتنفيذ والتمويل الخاص بمنظمة مارا سالفاتروشا.
وعموماً يمكن القول: إن ولادة العصابات الإجرامية في دولة مثل أمريكا ليست أمراً مستبعداً، وذلك لأن منظمة نسق القيم الذرائعية التي أرست على أساسها الفلسفة البراغماتية العملية تؤكد على ارتباط الحقيقة بالمنفعة، وذلك على أساس اعتبارات أن كل ما هو نافع ويجلب الفائدة يندرج ضمن دائرة الحقيقة، حتى لو كان ذلك إجرامياً، وهو ما تفعله الإدارة الأمريكية نفسها.. وفي كل يوم يشاهد العالم الرئيس بوش يتحدّث عن الخير والشر، وعن ما تقوم به أمريكا في العراق، وما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية ولبنان باعتباره يمثل الخير.. والحقيقة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد