قوات عباس تقمع بوحشية تظاهرات الضفة ضد أنابوليس
قمعت الشرطة الفلسطينية، الموالية للرئيس محمود عباس، بالرصاص والهراوات تظاهرات نظمت في مناطق عديدة من الضفة الغربية، أمس، احتجاجا على مؤتمر انابوليس، أدت إلى سقوط قتيل وإصابة العشرات، في حين شهد قطاع غزة مسيرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف هتفوا ضد التخلي عن حق العودة.
في هذا الوقت، استشهد علي الصوصي (55 عاما) بنيران الاحتلال قرب معبر صوفا جنوب غزة. وأعلنت حركة حماس أن القوات الإسرائيلية قتلت مقاومين قرب مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.
ففي مدينة رام الله في الضفة الغربية، حاصرت أعداد كثيفة من أفراد الأمن الفلسطيني احد المساجد وسط المدينة، ومنعت المصلين من أنصار حزب التحرير الإسلامي من التظاهر احتجاجا على مؤتمر انابوليس.
وبعدما خرج المصلون من الجامع، قمعتهم الأجهزة الأمنية بالهراوات والعصي، وإطلاق الرصاص فوق رؤوسهم في محاولة لتفرقتهم.
وفي محاولة منها للتغطية على القمع الدموي، منعت الشرطة وسائل الإعلام من الاقتراب من موقع الحدث، واحتجزت عددا من الصحافيين. وأصيب مراسل قناة «الجزيرة» وائل الشيوخي بيده نتيجة تعرضه للضرب بهراوة، فيما كانت سيارات تابعة للأجهزة الأمنية تنقل حوالى 150 معتقلا إلى مراكزها.
وفي مدينة نابلس شمالي الضفة، منعت الأجهزة الأمنية مسيرة لحزب التحرير، شارك فيها حوالى ألف متظاهر.
وقمعت الشرطة بطريقة دموية، استخدمت فيها الرصاص والهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع، حوالى 3 آلاف متظاهر في الخليل. وقتل هشام البرادعي (36 عاما) برصاصة استقرت في صدره. وقال شهود إن قوات الأمن هي التي أطلقت النار على المتظاهر، إلا أن متحدثا باسم الشرطة نفى مسؤوليتها عن قتله. وأصيب 35 شخصا على الأقل في هذه المواجهات.
ولم يعرف العدد الإجمالي للمعتقلين، ولكن مراسلي «فرانس برس» في رام الله ونابلس والخليل أحصوا عشرات المعتقلين والعديد من الجرحى.
وكانت الأجهزة الأمنية منعت أيضا تظاهرة في رام الله دعت إليها مؤسسات مناصرة للأسرى في السجون الإسرائيلية وضد جدار الفصل. وهذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها أجهزة الأمن الفلسطينية مسيرات تنظمها مؤسسات فلسطينية متخصصة في قضايا الأسرى أو الاستيطان. وقال مشاركون في التظاهرة إن مشاركتهم جاءت بهدف تذكير القيادة الفلسطينية في انابوليس بعدم التخلي عن الحقوق الفلسطينية ومنها حق العودة وإزالة الاستيطان.
وهتف عدد قليل من المتظاهرين الذين واصلوا السير برغم تهديـدات الأجهزة الأمنية «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، و»يا رئيس اوعا تبيع، حق العودة للجميع». وصادرت الأجهزة الأمنية اللافتات التي كان المتظاهرون ينوون رفعها خلال المسيرة، من دون النــظر إلى ما كـتب عليها، ومنها «نعم للوحدة الوطنية لا للانقسام».
وتظاهر في غزة عشرات آلاف الفلـسطينيين من أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضا لانابوليس. وقدر صحافيون أعداد المحتجين بمئة ألف شخص، فيما قدرتهم حماس بحوالى 250 ألف فلسطيني.
وانطلقت المسيرة الحاشدة من وسط غزة حتى ساحة المجلس التشريعي الفلسطيني بدعوة من «المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت الوطنية»، ورفعت خلالها لافتات «فلسطين لن تقبل التهويد ولن تباع بإذن الله» و»مقاومتنا حق وليست إرهابا». وردد المتظاهرون «لبيك يا فلسطين...لبيك يا اقصى»، و«عباس خائن»، و«لن نعترف بإسرائيل»، و«على القدس رايحين شهداء بالملايين»، و«خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود».
وقال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، في كلمة متلفزة، «أي تنازلات يقدمها الوفد الفلسطيني المشارك في انابوليس تمس الحقوق والثوابت لا تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء، ولا يترتب بناء عليها تجاه الأجيال المقبلة أي تعهدات تقطع الطريق أمام استكمال مشروع التحرر»، معتبرا أن «المشاركة العربية خطوة من خطوات التراجع الخطير عن موقف الممانعة التاريخية الذي سجلته دبلوماسية هذه الدول».
وقال القيادي في حماس محمود الزهار «ليذهبوا إلى ألف مؤتمر ومؤتمر، نقول هنا باسم هذا الشعب الأبي نحن لا نفوض أحدا أن يوقع باسمنا على وثيقة أو اتفاق يمس ثوابتنا الوطنية، ومن يفعل ذلك سيحكم التاريخ عليه بالنذالة والخذل والخيانة إلى يوم الدين».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد