لماذا تصر دول الغرب على دعم رئيس فلسطيني خاسر كمحمود عباس؟
الجمل: نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط الأدنى يوم 26 حزيران 2007 على موقعه الالكتروني تحليلا أعده خبير اللوبي الإسرائيلي روبرت ساتلوف، حمل عنوان (في صحوة انقلاب حماس: التمعن في استراتيجية أمريكا الكبرى) إزاء السلطة الفلسطينية الجديدة.
يقول ساتلوف، بأن تتبع سياق أفق الحل الفلسطيني – الإسرائيلي أصبح في الحقيقة بمعنى في اتجاه معاكس لمصالح وتفضيلات الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وبالتالي أصبح من الأفضل استثمار الجهود ضمن أفق التسوية في الإطار العربي- الفلسطيني بدلا عن الإطار الإسرائيلي – الفلسطيني وذلك عن طريق الدخول في إجراء المفاوضات المبكرة من أجل إقامة الكونفدرالية الأردنية- الفلسطينية باعتبارها الأمر الأكثر واقعية في الوقت الحالي.
• السياق السياسي:
الإجماع الدبلوماسي الذي حدث بعد أن قامت حماس هو إجماع ملفت للانتباه فالولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، إسرائيل، مصر، والأردن قررت بالإجماع دعم ومساندة زعيم واجه انحساره على يد حماس في صناديق الاقتراع وبالتالي لم ينجح في الانتخابات إضافة إلى انه بعد خسارته في ميدان الانتخابات خسر أيضا على يد حماس في ساحة القتال... وتم اجتثاث وجوده بالكامل في قطاع غزة هذا وتعليقا على هذه الحقائق يقول روبرت ساتلوف بأن على أمريكا عدم دعم محمود عباس إذا كانت فعلا تؤيد الديمقراطية خاصة وأن الإدارة الأمريكية ظلت تبشر العالم بالحرية والديمقراطية.
• تغييرات متعاكسة، وسياسات مختلفة:
حتى الآن لم تظهر بشكل واضح تأثيرات انقلاب حماس في واشنطن وكل ما حدث يتمثل في أن الإدارة الأمريكية تعاملت وتجاوبت مع العناصر الأساسية الخاصة بسياستها الفاشلة السابعة: الاصلاح الأمني، المساعدات، التدريب.
إن أحد التفسيرات يقول بإن سبب هزيمة حركة فتح هو عدم قدرتها على إقناع الفلسطينيين بمصداقيتها وهو توقيتها بأنها قادرة وتستطيع تحقيق التسوية السياسية مع إسرائيل.
يقول روبرت ساتلوف إن منطق الإدارة الأمريكية القائم على مساندة محمود عباس بالمساعدات ودعمه في إصلاح الحكم، ومحاربة الفساد، وغيرها هو أمر غير مجد ولن يقدم لمحمود عباس المساندة التي تجعله مستمرا في السلطة الفلسطينية وذلك لان كل هذه الأشياء لا يهتم بها الفلسطينيون حاليا وفقط يهتمون بتحقيق النجاح في عملية السلام، ولو تم تحقيق كل شيء وفشلت عملية السلام فإن محمود عباس سوف يكون فاشلا بنظر الفلسطينيين.
• أفق الحل السياسي البديل:
يقول روبرت ساتلوف بأن محمود عباس وعبد الله الثاني ملك الأردن بإمكانهما الآن تحديد المبادئ الأساسية لاتفاقية الكونفدرالية كذلك يمكن لمصر أن تناقش مع محمود عباس اتفاقية مشاركة تهدف لتنظيم وتنسيق علاقات مصر- السلطة الفلسطينية كذلك يقول ساتلوف بأن اتفاقية كونفدرالية الأردن – السلطة الفلسطينية من الممكن انجازها على خلفية المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية.
وعموما الملاحظة البارزة تتمثل في العلاقة الخطية بين إدراك اللوبي الإسرائيلي والأداء السلوكي للإدارة الأمريكية فقد كان اللوبي الإسرائيلي يتحدث في الفترة السابقة عن ضرورة دعم سلطة محمود عباس المعتدلة... وهو ما تقوم به الإدارة الأمريكية (اليوم)... ولكن في هذا اليوم نفسه تغير إدراك اللوبي الإسرائيلي وأصبح خبراءه يتحدثون بلهجة جديدة تصف محمود عباس الذي كان ممتازا بنظرهم حتى نهاية الأسبوع الماضي بانه رئيس خسر الانتخابات وخسر الصراع العسكري... كذلك أصبحوا يصبون اللوم على إدارة بوش ويصفونها بالتناقض بسبب دعمها لبناء الديمقراطيات وقيامها بدعم محمود عباس الفاشل ديمقراطيا.
وكل ذلك تمهيد للخطوة المقبلة التي بدأ اللوبي الإسرائيلي يحشد قدراته من أجلها وهي تحويل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى صراع عربي- فلسطيني عن طريق (الكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية).
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد