ما هي خسائر إسرائيل أمام حزب الله في حالتي السلم والحرب
الجمل: ما زالت أحداث 9 أيار وتولي العماد ميشال سليمان منصب الرئاسة اللبنانية تلقي بتداعياتها على الساحة الإسرائيلية وحتى الآن ما تزال التحليلات والتقارير الإسرائيلية تتحدث عن التحول اللبناني باعتباره أدى إلى نتيجتين هما:
• سيطرة ونفوذ حزب الله على الساحة اللبنانية.
• صعود رئيس لبناني حليف لسوريا إلى قصر بعبدا.
* تقرير صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية:
نشرت الصحيفة الصادرة اليوم تقريراً أعده الصحفي الإسرائيلي هيرب كاينون حمل عنوان «إسرائيل مهتمة حول شرعية حزب الله» أشار إلى النقاط الآتية:
• تسعى إسرائيل بجهد من أجل منع الأوروبيين من التعامل مع حزب الله.
• تم عقد عدد من اللقاءات والاجتماعات في وزارة الخارجية الإسرائيلية تطرقت إلى موضوع علاقات حزب الله الدبلوماسية مع أوروبا.
• عزم الإسرائيليون على وضع إستراتيجية وقائية تهدف إلى منع الدبلوماسيين والمسؤولين الأوروبيين من إجراء أي اتصالات أو لقاءات أو محادثات مع حزب الله.
• المشكلة التي تواجه الإسرائيليين هي كيفية التغلب على الاتصالات الدبلوماسية الأوروبية مع الوزراء اللبنانيين التابعين لحزب الله ويرى الإسرائيليون بأن مشكلتهم ستكون أكبر هذه المرة لسببين:
* سيزداد عدد الوزراء التابعين لحزب الله.
* أصبح بمقدور حزب الله استخدام الفيتو داخل الحكومة اللبنانية.
* الضغط على البريطانيين بعدم الاستثمار في البنيات التحتية وتجديد قطاع النقل اللبناني طالما أن حزب الله سيتولى حقيبة وزارة النقل.
*التفاهم مع الأمريكيين للضغط على الأوروبيين بما يؤدي إلى إدراج اسم حزب الله ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية.
* أبرز ردود الأفعال على سياسة "العزل" الإسرائيلية:
أشارت التقارير إلى أن العديد من المسؤولين الأوروبيين وتحديداً في بريطانيا وفرنسا وهولندا وفي وزارة الخارجية الأمريكية حاولوا التأكيد للإسرائيليين بأن تطبيق سياسة العزل ضد حزب الله وحركة حماس لا تجدي في التوصل إلى النتائج الإيجابية وبهذا الخصوص فقد تحدث الرئيس الفرنسي ساركوزي لوزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني قائلاً بأن باريس لم تغير سياستها المعارضة للمحادثات مع حركة حماس وأشارت التسريبات الواردة في التقرير الإسرائيلي بأن بعض المسؤولين في الخارجية الأمريكية قد أكدوا على اعتقادهم بأن سياسة عزل حماس قد فشلت وقد آن الأوان لاستبدالها بسياسة جديدة.
* هل تغيرت قواعد اللعبة اللبنانية بعد اتفاق الدوحة؟
التطورات الجارية في الساحة اللبنانية أدت إلى قلب الكثير من الأوراق الموجودة على طاولة محور تل أبيب – واشنطن:
• اللعبة قبل أحداث 9 أيار واتفاق الدوحة تقوم على دعم أمريكا لحكومة السنيورة وقوى 14 آذار من أجل إضعاف حزب الله والإسهام في محاصرة سوريا.
• اللعبة بعد أحداث 9 أيار واتفاق الدوحة أصبحت تتطلب من محور تل أبيب – واشنطن وضع المزيد من القواعد الجديدة.
تشير التحليلات والتكهنات إلى أن الافتراضات المتعلقة باللعبة اللبنانية أصبحت تؤدي إلى نتائج متعاكسة:
• الاستمرار في دعم قوى 14 آذار لن يجدي نفعاً لأنه ليس بمقدورها تمرير القرارات المطلوبة، وليس بمقدورها القيام بدور ميداني فاعل يقضي على قوة حزب الله العسكرية.
• قطع الدعم عن قوى 14 آذار سيترتب عليه فقدان أمريكا لمصداقيتها أمام حلفائها اللبنانيين إضافةً إلى أنه لا يوجد أي بديل مناسب آخر يستطيع محور واشنطن – تل أبيب الاعتماد عليه في الساحة اللبنانية.
إضافةً لذلك فقد ارتبكت مفردات الحساب الاستراتيجي المتعلق بالفرص والمخاطر التي ستواجه أمن إسرائيل في الساحة اللبنانية:
• فرصة القيام بعمل عسكري ضد حزب الله ستؤدي إلى:
* مخاطرة مواجهة صواريخ حزب الله.
* مخاطرة مواجهة هزيمة جديدة.
* مخاطرة مواجهة الانتقادات الدولية.
* مخاطرة انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي.
* مخاطرة انسحاب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان وعدم قدومها مرة أخرى.
* مخاطرة القضاء نهائياً على شعبية قوى 14 آذار.
* مخاطرة ارتفاع شعبية حزب الله اللبناني.
• مخاطرة عدم القيام بعمل عسكري ضد حزب الله ستتيح للحزب الفرص التالية:
* التفرغ لتعزيز موقفه السياسي في الساحة اللبنانية.
* التفرغ لبناء وتعزيز قواعده بما يفرض المزيد من التهديدات والمخاطر على أمن إسرائيل.
* التفرغ لدعم وتعزيز حركات المقاومة الفلسطينية وبالذات حركة حماس والجهاد الإسلامي.
* كسب المزيد من المؤيدين.
* بناء المزيد من التحالفات في الساحة اللبنانية والإقليمية والدولية.
* الإبقاء على بنياته التحتية سالمة وجاهزة للاستخدام.
* تدريب المزيد من العناصر الفاعلة والقادرة على العمل العسكري.
* تعزيز المشاركة الفاعلة في الساحة اللبنانية.
هذا، ويتخوف الإسرائيليون والأمريكيون كثيراً من احتمالات حدوث تفاهم وتقارب سوري – لبناني حقيقي بما يؤدي إلى الإطاحة بكل الإنجازات السابقة التي حققتها إسرائيل في الساحة اللبنانية ومن أبرزها مشروع المحكمة الدولية ومشروع نزع سلاح المقاومة إضافةً لمشروعات الارتباط الإسرائيلي مع بعض الزعماء والقوى السياسية اللبنانية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد