ما هي مهمة سفير السعودية الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية
أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس الاول مرسوماً ملكياً بقبول استقالة الامير تركي الفيصل من منصبه وتعيين عادل بن أحمد الجبير سفيراً لدى الولايات المتحدة الامريكية برتبة وزير.
وشهدت سيرة الجبير، البالغ من العمر 45 عاماً والذي لا يتحدر من العائلة المالكة، صعوداً سريعاً، بعد أحداث 11 أيلول 2001 عندما أُوكلت إليه مهمة الرد على الانتقادات الحادة التي ربط فيها الأميركيون «الإرهاب» بالسعودية، وقد جعلت هذه المهمة منه شخصية معروفة في أوساط الإدارة الأمريكية والإعلام. وتكمن اهمية تعيين الجبير في توقيت الخطوة، حيث تختبر الادارة الاميركية سياسة جديدة في المنطقة خاصة في ما يتعلق بالعراق والعلاقة مع دول الخليج وما تسميه واشنطن دول محور الاعتدال، ما سيضع العلاقات السعودية الاميركية احيانا تحت الاختبار اليومي. وكان سلفه تركي الفيصل قد غادر بشكل مفاجئ مركزه في واشنطن في 11 كانون الأول الماضي، بعد 15 شهرا فقط من تعيينه سفيراً للسعودية لدى الولايات المتحدة، مؤكداً أن أسباباً «شخصية» دعته للاستقالة، التي جاءت بعد يومين من طرده لمستشاره نواف عبيد الذي كتب مقالا في صحيفة «واشنطن بوست» قال فيه إن السعودية ستقدم الدعم لبعض الاطراف العراقية على خلفيات مذهبية. وبينما يصفه العديد من الإعلاميين الأميركيين بـ«ملك المراوغة»، كانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية وصفت عادل الجبير بـ«عاشق مناديل الجيب»، لافتةً إلى أنه غالباً ما «يضحك» مع أصدقائه الأمريكيين من السعوديين الذين «يحبون ارتداء الملاءات البيضاء». من جهتها، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن «عادل ظل منذ مطلع التسعينيات على اتصال وتنسيق مع الجماعات اليهودية» بما فيها منظمة «أيباك»، فيما وصفه رئيس اتحاد مكافحة التشهير، اليهودي الأميركي إبراهام فوكسمان بأنه «يفهم أميركا ويخبرك دوماً بما تريد أن تسمع». ولد عادل الجبير في العام 1962 في قرية حرمه شمالي الرياض في بيت فقير لا ماء فيه ولا كهرباء، إلا أن والده أحمد بن جبير واصل تعليمه حتى أصبح ملحقاً ثقافياً للسعودية في ألمانيا، حيث تعلم عادل وأخوته الستة هناك. بعد ألمانيا، توجه أحمد الجبير إلى الولايات المتحدة ليعمل ملحقاً ثقافياً، إلى أن تقاعد بعد 20 عاماً.
في هذه الأثناء، درس عادل الجبير الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة نورث تكساس. ثم حصل، في العام 1984 على ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في العاصمة واشنطن. وهو يتقن اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية. وفي العام 1986 استطاع كسب ثقة السفير السعودي الأمير بندر بن سلطان، الذي عينه مساعداً خاصا له لشؤون الكونغرس، مانحاً إياه صلاحيات واسعة، حتى كاد الجبير يصبح الرجل الفعلي للسفارة في واشنطن. وفي العام 2000 أي بعد عام من تعيينه مديراً لمكتب الإعلام السعودي في واشنطن، استدعي الجبير إلى الرياض ليصبح مستشاراً خاصاً لولي العهد عبد الله، آنذاك، لشؤون السياسة الخارجية... وكان لا بد من الانتظار حتى العام 2005 عندما أصبح عبد الله ملكاً، ليصبح الجبير مستشاراً في الديوان الملكي برتبة وزير. ونقلت وكالة «يونايتد برس انترناشيونال» عن مصادر مطلعة قولها ان العائلة فوجئت من تسارع ظهوره وذيوع صيته ومن ثم عودته الى البلاد ليتبوأ هذه المكانة العالية حيث يعتقد بعضهم ان تربيته امريكية ويحمل فكرا امريكيا. وتقول المصادر المطلعة ان الكثيرين من أسرة الجبير، يعتقدون أن ابنهم عادل حصل على شهرته بمساعدة أجنبية ولهدف مُعين، ولا سيما أنه بعدما عاد إلى الرياض ليلتحق بديوان الملك عبد الله. تسلّم أخوه نائل مكانه في واشنطن، ولكن هذا الأخير ما لبــث أن أقيل عندما عُيّن الأمير تركي الفيــصل سفيراً للسعودية في الولايــات المتحدة، وعين مكانه جمال الخاشقجي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد