مراسل الجزيرة افي برلين يستقيل: القناة أداة سياسية واستخباراتية بيد قطر
قدم مراسل قناة الجزيرة القطرية في برلين أكثم سليمان استقالته من القناة بعدما تحولت إلى أداة سياسية واستخباراتية بيد قطر وتخلت عن المهنية الإعلامية لصالح الأجندة التي تفرضها الحكومة القطرية عليها في تغطية الأحداث الجارية في المنطقة.
وقال سليمان في حوار مع موقع دويتشه فيليه الألماني إن القناة أصبحت تفتقر إلى المهنية على النقيض تماما من حالها عند انضمامه إليها عام 2002 كما أنها أصبحت تفتقر إلى هيكلية داخلية تحصنها من محاولات المالكين القطريين فرض توجه معين أو جعل المحررين يتدخلون لأغراض سياسية بدلا من معالجتها إعلاميا.
واعتبر سليمان أن التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة تحولت إلى تغطية سياسية تحاول تمرير أجندة قطرية عبر القناة مشيرا إلى أن تغطيتها لما جرى في ليبيا كانت منحازة وغير حيادية وبررت القتل الفظيع الذي جرى وهي تتجاهل اليوم بيئة الفوضى الفعلية التي تسود في ليبيا والتي أدت إلى مقتل من قتل معمر القذافي.
ولفت سليمان إلى أن تغطية الجزيرة لما يجري في سورية تؤجج الأزمة وتشعلها فهي تقصي فريقا كاملا وتشيطنه وتحمله مسؤولية الجرائم التي يقوم بها فريق آخر تقوم في الوقت نفسه بتمجيده وتنزيهه عن الخطأ وجعله قديسا.
وقال سليمان إن التغطية الإعلامية للقناة باتت مرتبطة بعلاقة إمارة قطر مع أي دولة أخرى فعندما تكون جيدة كالحال مع البحرين والأردن تغيب أخبار الاحتجاجات الشعبية وعندما تكون متوترة كما هو الحال مع سورية واليمن تقفز أخبار الدولتين إلى الواجهة بطريقة منحازة وغير موضوعية ومخالفة للواقع.
وأضاف سليمان إن الأوامر التي تأتي إلى المحررين في القناة لتحديد شكل التعامل مع الأزمة في سورية تجرد الإعلاميين من هويتهم الصحفية وتحولهم إلى كلاب حراسة تنتظر صفارة أصحابها لتخبرها بأن تلحق هذه الدولة أو تلك.
وأوضح سليمان أن الدول الخليجية تحاول بتغطيتها المنحازة للأحداث في العالم العربي عبر وسائل إعلامها تحييد الخطر عنها والحفاظ على عروش ملوكها وأمرائها فهي لا تملك حكومات بل لديها حكام يتوارثون السلطة منذ عقود أو قرون.
وانتقد سليمان تجاهل وسائل الإعلام الغربية لوضع حقوق الإنسان السيء في الدول الخليجية وانتهاكها لأبسط مبادئ الإنسانية.
وأكد سليمان أنه لن يلتزم الصمت وسيقوم بفضح وتعرية الجزيرة التي تستخدم المذيعين والإعلاميين أدوات استخبارتية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وتعد استقالة سليمان واحدة من عشرات الاستقالات لمذيعين ومحررين ومراسلين وفنيين من القناة القطرية بسبب تحولها كما قالوا إلى أداة سياسية قطرية ومنبر لدعم الإرهاب والتطرف بعدما تخلت عن جميع مبادئ الحيادية والنزاهة والاستقلالية التي يجب أن تتصف بها أي وسيلة إعلامية.
ودفع هذا السقوط المهني والأخلاقي للقناة إلى انخفاض نسبة مشاهدتها في العالم وفق ما كشفته مؤسسة أميركية متخصصة في قياس نسبة المشاهدين التي أشارت إلى انخفاض عدد مشاهدي الجزيرة من 43 مليونا كمعدل يومي إلى نحو 6 ملايين فقط في الشهور الأخيرة مع العلم أن المسح أجرته المؤسسة الأميركية بناء على طلب القناة.
يذكر أن سليمان سوري الجنسية من مواليد عام 1970 ويحمل درجة ماجستير في الإعلام من جامعة برلين وقد عمل في عدد من الصحف والإذاعات والفضائيات العربية والألمانية قبيل التحاقه بمكتب قناة الجزيرة في برلين في عام 2002 ليصبح مديرا له فيما بعد.
إضافة تعليق جديد