مشروع "كلمة" لإعادة تصدير الثقافة العربية إلى الأسواق الغربية
تحت شعار إحياء لحركة الترجمة في العالم العربي أطلقت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث مشروع كلمة الهادف لتنشيط حركة الترجمة في الوطن العربي عبر ترجمة مئة كتاب في العام حيث يقوم المشروع باختيار العناوين عن طريق لجنة مختصة والتمويل الكامل للكتاب المترجم بدءاً من طباعته ومراجعته ونشره مع التركيز على جودة الترجمة واحترام حقوق الكتاب وأيضاً المترجمين.
وقد رصدت هيئة أبو ظبي وهي مؤسسة حكومية تابعة لإمارة أبو ظبي ميزانية ضخمة لمشروع كلمة الذي افتتح وأطلق رسمياً بداية الشهرالجاري في مؤتمر صحفي عقد في قصر الإمارات في أبو ظبي بحضور ناشرين ومترجمين وكتاب عرب وأجانب كان بينهم الكاتب جين هيك صاحب الجذور العربية للرأسمالية الأوروبية والذي كان كتابه من بين الكتب الستة الأولى المترجمة التي أصدرها المشروع كبداية واحتفالاً بإطلاقه.
وتلخص المجموعة المترجمة الأولى للمشروع التوجه العام لسياسة هذه المؤسسة في اختيار الكتب وطبيعتها وموضوعها حيث تقف في المقام الأول الكتب العلمية والأدبية تليها الكتب القانونية والعلوم الاجتماعية والتعليم ثم كتب الفلسفة وعلم النفس ثم الفنون والألعاب والرياضة وأخيراً خمسة كتب مصنفة ككتب عامة.
وستحتل اللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية المركز الأول للترجمات والنسبة الباقية ستتوزع بين الدانماركية واليونانية والإغريقية والإيطالية واليابانية واللاتينية والصينية والنرويجية والروسية والتشيكية.
وبالعودة إلى لائحة الكتب المئة التي أعلن عنها في المؤتمر الصحفي نجدها تضم 32 عملاً أدبياً لمؤلفين مهمين مثل نادين غورديمر وهاروكي موراكامي وجورج اليوت وخالد الحسيني ومن بين الكتب العلمية سيكون هناك مثلاً كتاب حول معنى النسبية لـ انشتاين وكتاب التاريخ الأكثر إنجازاً للزمن لستيفن هوكينغ.
وقد اختار لائحة المئة عنوان عدد من الكتاب والمترجمين العرب والأجانب والمعنيين بصناعة الكتاب ولكن وحسب قول المدير العام لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب و أحد مؤسسي المشروع جمعة عبد الله القبيسي سيتم تشكيل لجنة رسمية للمشروع لحمل عاتق مهمة اختيار العناوين التي استغرقت سبعة أشهر حيث كان على مشروع كلمة اختيار العناوين المئة من بين2500 عنوان.
بدأ المشروع بالتعامل مع مترجمين ودور نشر سلفاً حيث أصدر ستة كتب للاحتفال وبدأ بترجمة بعض العناوين الجدية وقد بلغ عدد دور النشر المتعاملة نحو عشرين داراً معظمها لبناني ومصري وهو عدد قليل اذا قيس بالناشرين الأعضاء في اتحاد الناشرين العرب والذي يضم أربعمئة ناشر.
ويقول القبيسي بهذا الشأن..أن أعمال الترجمة لن تحصر بدور نشر معينة فقد يرتفع العدد ليصبح خمسين داراً كما أضاف أن أي دار نشر كانت كبيرة أم صغيرة لديها الفرصة للتعامل مع المشروع شرط تلبية المعايير المطلوبة.
وسيقوم المشروع في المرحلة الأولى بطباعة ما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف نسخة من كل كتاب مترجم بحسبة طبيعة كل كتاب وسيتم توزيع حصة منها للمدارس و المعاهد والمكتبات مجاناً أما سعر الكتاب فسيكون تنافسياً إلى حد كبير.
وبشأن الاقتراح المقدم من قبل الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو لإدارة مشروع كلمة حول رفع عدد العناوين المترجمة من مئة إلى ألف سنوياً يقول شبارو.. أن العالم العربي قادر على ترجمة العدد فدار نشر واحدة قادرة على إصدار مئة عنوان سنوياً ومع تأييده لحرص كلمة على النوعية فإنه يرى أنه يمكن التساهل في هذا المشروع الكبير حول المواضيع المترجمة لإفساح المجال أمام عدد أكبر من المترجمين للعمل.
يذكر أن مشروع كلمة بصدد إنشاء وفتح مكاتب له في القاهرة ولبنان والمغرب بشكل مبدئي.
لينا عبد الله
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد