معارض سوري في مقابلة مع «هآرتس»: نخطط لوضع أيدينا على مخازن السلاح
عرى تقرير صحفي مدى عمالة مجلس اسطنبول لإسرائيل، والتي وصلت حد الكشف عن أسرار عسكرية خاصة بالجيش العربي السوري للعدو الإسرائيلي، في حين أجرى أحد قادة ما يسمى «المعارضة» لقاء مع صحيفة إسرائيلية أوضح فيها خطط عصاباتها بخصوص مخازن الأسلحة في البلاد إذا سقط النظام.
ومن الطبيعي في ظل أوضاع كهذه أن تصدر بيانات الإدانة الإسرائيلية لمجزرة الحولة، بل التحريض على القيام بعمل ضد سورية أيضاً.
ونقل تقرير صحفي عن مصادر إسرائيلية متطابقة تأكيدها أن الجهات المعنية في إسرائيل تسلمت مؤخراً ملفاً من نحو ثلاثة آلاف صفحة أعده «المكتب العسكري» في مجلس اسطنبول يتضمن أسراراً عسكرية إستراتيجية تخص القوى الجوية وترسانة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، فضلاً عن خرائط تشير بوضوح إلى أماكن تخزين هذه الأسلحة. إلا أن تلك المصادر رفضت تأكيد أو نفي ما إذا كانت تلقت هذا الملف من «المجلس» مباشرة أو عن طريق طرف ثالث.
وقال مصدر يعمل في «مركز هرتزليا للأبحاث الأمنية» للموقع: إن «الملف الذي نقل إلى إسرائيل يغطي أربعة جوانب أساسية»، وهي أولاً: الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وأماكن تخزين رؤوسها الحربية سواء منها المحمول على طائرات قاذفة أو في قواعد صاروخية، ثانياً: القواعد الصاروخية التقليدية وتلك التي تحمل رؤوساً غير تقليدية، وخرائط تظهر بوضوح أماكن وجودها، بما في ذلك معلومات تفصيلية عن الطواقم العسكرية المسؤولة عن تشغيلها وحمايتها، ثالثاً: مراكز الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع والمخابرات الملحقة بها في العاصمة وأماكن أخرى.
ورابعاً: الأسلحة التقليدية التي حصلت عليها سورية خلال السنوات الأخيرة، ولاسيما بعد العام 2006، سواء في مجال المدرعات أو مجال الصواريخ المضادة للدروع أو الطائرات بمختلف أشكالها، ويتضمن هذا الجانب أيضاً معطيات عن التغييرات التي أدخلت على تركيب الوحدات العسكرية في ضوء حرب تموز 2006 مع لبنان.
وكشف المصدر، بحسب التقرير، أن الملف تضمن «تعهداً من المجلس بحماية الأسلحة الإستراتيجية وعدم وقوعها في أيدي حزب اللـه إذا ما سقط النظام بشكل مفاجئ»، و«خطة» وضعها مجلس اسطنبول لهذا الغرض تحسباً لتطورات مفاجئة. كما تضمن الملف «قائمة بأسماء جميع العلماء والباحثين في مراكز البحوث العلمية التابعة لوزارة الدفاع، وعناوين سكنهم، من أجل منعهم من المغادرة أو التعامل مع حزب اللـه في حال سقوط النظام»، وهو ما يعني ضمناً إمكانية تصفيتهم كما حصل في العراق بعد سقوط النظام، حيث أقدمت أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على اغتيال نحو 250 عالماً عراقياً كانوا يعملون في مشاريع مشابهة.
وأكد مصدر عربي مقرب من الوزير الليكودي أيوب قرة، المكلف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التواصل مع مجلس اسطنبول عبر عضوي قيادة «المجلس»، جبر الشوفي وجورج صبرا، أن العمل على هذا الملف استغرق نحو ستة أشهر، وبدأ «المجلس» العمل عليه منذ اجتماع قيادته، وعلى رأسها برهان غليون وبسمة قضماني، مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في جنيف في 6 كانون الأول الماضي، بطلب من الأخيرة، بحسب التقرير.
وتقاطع التقرير الصحفي مع ما نسبته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى من وصفته بـ«قيادي في المعارضة السورية» عن وضع خطة للسيطرة على السلاح الكيماوي في سورية بعد سقوط النظام، بحسب وكالة «يو بي آي».
وقال المعارض مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنه في الفترة الأولى بعد سقوط النظام أي «في اليوم الأول وحتى في الساعات الأولى وعلى رأس سلم الأولويات ستكون السيطرة السريعة على مخزون السلاح الكيماوي لكي لا يسقط بأيدي منظمات إرهابية». وحول العلاقة مع العدو الإسرائيلي، أوضح أنه «ليس لدي مشكلة، شخصياً، بالتحدث مع إسرائيليين لكن دولتينا ما زالتا من الناحية الرسمية في حالة حرب»، وأقر أن اشتراط عدم الكشف عن اسمه كي يدرأ المحاولات «لاستخدام مقابلة مع صحيفة إسرائيلية من أجل إلحاق أضرار بالمعارضة».
وبالتالي ليس من المستغرب، أن يعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس عن مواقف متناسقة مع ما كان ذكره رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو. وقال بيريز للصحفيين خلال لقائه الرئيس الألماني يواكيم غاوك: «لا يمكن أن يبقى أحد غير مبال بذلك»، وأضاف «حان الوقت لمساعدة السوريين على تحقيق السلام والحصول على حريتهم»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وأصدر نتنياهو أول من أمس بياناً يعرب فيه عن شعوره «بالاشمئزاز» مما حدث في سورية.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد