معارضة الرياض تنفخ في القربة الأوروبية بعدما تقطعت أنفاسها في نفخ القربة الأمريكية
يجتمع وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني غداً الإثنين في لقاءين منفصلين مع كل من مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا ورئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب، وذلك وسط جهود أوروبية مكثفة من أجل التأثير على التفاهمات الأميركية – الروسية.
وعقب تعليق «العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، مشاركتها في محادثات جنيف السورية التي ترعاها الأمم المتحدة في نيسان الماضي، قرر دي ميستورا إجراء مشاورات تقنية مع الأطراف السورية في المدينة السويسرية، لكن الهيئة رفضت المشاركة فيها.
وأوحت إشارة وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان نقلته وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، إلى جدولة لقاءين منفصلين للوزير جينتيلوني مع دي ميستورا وحجاب بوجود وساطة أو مساع إيطالية من أجل تنظيم اجتماع بين الرجلين.
وعلى ما يبدو أن الوساطة الإيطالية قد تكللت بالنجاح. وذكرت مصادر إعلامية معارضة أن حجاب وقادة الائتلاف المعارض سيلتقون المبعوث الأممي في العاصمة الإيطالية روما. وسعت المجموعات المعارضة إلى تنويع خياراتها بعد تزايد المؤشرات على توافق أميركي روسي على حل سياسي قد لا يناسبها. ودعا مسؤولو «الهيئة العليا للمفاوضات» الدول الأوروبية إلى تزخيم دورها في حل الأزمة السورية، عوضاً عن الاستئثار الروسي الأميركي. وفي غضون ذلك، سعى الائتلاف المعارض إلى التقارب مع هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة، وذلك بحضور مسؤولين من الاتحاد الأوروبي.
وسبق أن رجحت مصادر دبلوماسية أوروبية مواكبة لجهود دي ميستورا أن تُستأنف محادثات جنيف بعد منتصف شهر تموز الجاري بأيام، وقالت إن هناك نيات جدّية لدى الدول الكبرى لدفع الأطراف السورية المعنية للقبول بالعودة إلى جولة جديدة من المفاوضات.
وتداولت وسائل إعلام عربية منذ يومين أنباء عن أن «المجموعة الدولية لدعم سورية» ستعقد اجتماعاً جديداً لها نهاية الشهر الجاري. وربما جاءت إشارة العودة إلى جنيف من هذا الاجتماع.
ولم يحسم دي ميستورا موعد الجلسة المقبلة من المفاوضات بشكل نهائي، وقال في تصريح سابق: إنه مستعد لتوجيه الدعوات لكنّه ينتظر توافق القوى الكبرى حول آليات الانتقال السياسي في سورية. لكن المصادر الأوروبية، قالت حسب «آكي»: إن المسؤول الأممي «لديه معلومات أكثر من ذلك لكنّه لا يقدّمها للعلن حرصاً على عدم تعطيلها من أي جهة لا تعجبها هذه التوجهات». وأضافت: «وصلت له (دي ميستورا) تأكيدات روسية وأميركية بأن انعقاد جولة المفاوضات أمر ضروري قبل مطلع آب المقبل، وفي الغالب سيجد الطريقة التي يُخرج بها هذا الأمر والدعوات».
وبالترافق مع ذلك، تحدثت تقارير عن «اتصالات مكثفة» جارية بين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تحت مظلة «مجموعة أصدقاء سورية» لضبط «تحرك» إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأشهر الأخيرة من ولايتها باتجاه المقاربة الروسية حول سورية.
وأوضحت صحيفة «الحياة» اللندنية أن مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألماناً عقدوا مؤخراً، اجتماعات مكثفة، لبحث التنسيق الثلاثي تمهيداً لاحتمال استضافة مؤتمر وزاري لـ«مجموعة أصدقاء سورية» قبل الاجتماع الوزاري لمجموعة دعم سورية. وحسب الصحيفة فإن الدول الأوروبية الثلاث تحاول «ضبط إيقاع» الموقف الأميركي بموقف موحد تتم مباركته من «أصدقاء سورية»، كما يهدف التحرك الثلاثي إلى الحد قدر الإمكان من إمكانية انزلاق واشنطن أكثر نحو مقاربة موسكو للحل السوري قبل نهاية ولاية إدارة أوباما. وذكرت الصحيفة أن باريس ولندن وبرلين ودولاً إقليمية «قلقة» «من حصرية اتصالات مبعوثي (الرئيسين الأميركي باراك) أوباما (والروسي فلاديمير) بوتين، كون هذه الدول غير راضية على إسقاط التفاهمات الأميركية الروسية من فوق على اجتماعات المجموعة الدولية لدعم سورية».
وجوهر التحرك الأوروبي هو تحصيل موافقة أميركية خلال اجتماع «مجموعة أصدقاء سورية»، على تضمين البيان الصادر عن الاجتماع المقبل لـ»مجموعة الدعم الدولية» إشارة إلى «الانتقال السياسي»، وفي هذا السياق يمكن فهم المساعي المكثفة التي تبذلها الدبلوماسيات الأوروبية على خط المعارضة.
وذكرت «الحياة» أن «الدول الأوروبية الثلاث (تضع) على الطاولة الأميركية ورقة مبادئ لـ«الانتقال السياسي السوري» على أمل أن يضعها وزير الخارجية جون كيري على مائدة نظيره الروسي سيرغي لافروف، بحيث تصدر في البيان الختامي لـ«المجموعة الدولية» وألا يقتصر البيان على «الأرجل الثلاث» الهدنة والمساعدات ومفاوضات جنيف ليصبح البيان «رباعي الأرجل» بإضافة محور «مبادئ الانتقال السياسي».
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد