نجـاد سيترشـح لولايـة ثانيـة: اعتـذار أميركـا شـرط للعلاقـات
قابل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، امس، إعلان الادارة الاميركية الجديدة »تغيير« سياستها حيال طهران، بـ»انفتاح ممكن«، اشترط لتحقيقه انكفاء أميركياً وتغييراً في جوهر تعامل واشنطن مع بلاده والعالم، في وقت أعلن مساعد للرئيس الايراني ان نجاد ينوي الترشح في انتخابات الرئاسة الايرانية في حزيران المقبل.
وفي أول تأكيد رسمي حول سعي نجاد لتولي الرئاسة لأربع سنوات اخرى، قال علي أكبر جوانفكر وهو مساعد مقرب من الرئيس »من الطبيعي أن يصبح (نجاد) مرشحا في الانتخابات المقبلة وسيطرح نفسه للتصويت الشعبي. وهو يفعل هذا بالتأكيد لإكمال واجباته«. وأوضح »من البديهي أنه لا يمكن تنفيذ كل المشاريع والسياسات التي أطلقها خلال ولاية واحدة مدتها أربع سنوات«.
وهي المرة الاولى التي يعلن فيها مسؤول مقرب من نجاد نية الأخير الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في ١٢ حزيران، وحده رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي أعلن حتى اليوم الترشح إليها. وانتخب نجاد (٥٢ عاما) في العام ٢٠٠٥ رئيسا للمرة الاولى، وهو لم يعلن حتى الساعة، بنفسه، ما اذا كان ينوي الترشح لولاية ثانية.
في هذا الوقت، أكد نجاد أن إيران سترحب بعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما تغيير السياسة الأميركية، بشرط أن يشمل ذلك سحب القوات الاميركية في الخارج واعتذارا عن »الجرائم« التي ارتكبت في الماضي ضد طهران. وقال في كرمنشاه »نرحب بالتغيير لكن بشرط أن يكون جوهرياً وفي الاتجاه الصحيح«، موضحاً »يجب أن يعتذروا للأمة الإيرانية ويحاولوا إصلاح تاريخهم الأسود والجرائم التي ارتكبوها في حق الأمة الإيرانية«.
وتابع »دائما ما تمد أميركا قبضة مطبقة إلى إيران.. إذا أرخت أميركا قبضتها فإن إيران ستمد يد التعاون إلى أميركا«. وعدد نجاد مجموعة من »الجرائم« مثل محاولة عرقلة برنامج إيران النووي، وغيرها من الإجراءات التي اتخذها العديد من الإدارات الأميركية. كما قال إن على الولايات المتحدة أن تغير موقفها من اسرائيل »قاتلة الأطفال والنساء«، وأن تتخلى عن »الغرور والنزعة التسلطية والغطرسة«. ووجه كلمات قاسية الى سلف أوباما، جورج بوش، قائلا انه »ذهب الى مزبلة التاريخ بملف مخز شديد السواد.. غادر وبمشيئة الله سيذهب الى الجحيم«.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن التغيير في واشنطن يمكن أن يمنح الخصمين فرصة »لا تحدث إلا مرة في جيل بأكمله« لإنهاء ثلاثة عقود من العداء. ولكن الدبلوماسيين قالوا انه رغم أن بعض الأصوات الأكثر عملية في ايران أرادت علاقات أفضل مع الغرب، فإن الأصوات الأكثر تشدداً يمكن أن تعرقل أي مفاتحة وسط مخاوف من أن واشنطن ما زالت ترغب في تقويض النظام.
الى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني أن نطاق الثورة الإسلامية ليس محصوراً في الحدود الجغرافية لإيران. وقال ان »الشعب الايراني أصبح حاملا لراية العدالة والعبودية لله، وفضح الفاسدين والقتلة، مثلما رأينا في أحداث غزة وكم ذهب ضحيتها من الأبرياء«، معتبرا أن »موجة عظيمة من صحوة البشرية برزت وأخذت تضغط على القوى الاستكبارية في عقر دورها«.
على الصعيد النووي، أكد جوانفكر انه ليست هناك نية في ايران لوقف النشاط النووي. وأوضح »ليس هناك عمليات غير سلمية لنوقفها.. كل نشاطاتنا سلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال عن القرارات الدولية التي تطالب طهران بوقف تخصيب اليورانيوم »لقد تخطينا هذه المرحلة، ورفضنا القرارات التي صدرت تحت الضغط الأميركي«. كما اعتبر انه »من غير المنطقي الحديث عن إرخاء القبضات بينما إيران محاطة بقوات أميركية في أفغانستان والعراق«.
من جهته، حذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني دولة الامارات من انها اذا لم تعدل سلوكها مع المسافرين الايرانيين إليها فسيكون لمجلس الشورى »تعامل آخر معها«. وقال إن على حكومة الإمارات »ان تعلم أن مطالبة مجلس الشورى الاسلامي بتعديل سلوكها، مطالبة جدية«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد