نصر الله: نريد رئيساً لا يخضع للسفارات
اكد السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ان اسرائيل كيان عنصري مسؤول عن المؤامرات والفتن التي يراد من خلالها تفتيت المنطقة اكثر فاكثر بالتعاون مع ادارة الرئيس جورج بوش وحذر من مخاطر الاجتماع الدولي الذي دعا اليه الرئيس الاميركي على الامة جميعا لان هذا الاجتماع الهدف منه التطبيع مع اسرائيل وليس ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
جاء ذلك في الخطاب الذي القاه نصر الله امس في المهرجان الذي اقامه حزب الله بمناسبة يوم القدس العالمي وقال في مستهله: ان يوم القدس مناسبة لتذكير الامة بارضها المقدسة وبالمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ولتذكيرها بعذابات وبمعاناة الشعب الفلسطيني وبتضحياته التي للاسف صارت خبرا ثانويا في الاهتمامات العربية ولتذكير الامة ايضا بأن يوم القدس هو التزام ثابت وموقف مبدئي وليس سلوكا موسميا وانما هو نهج ثابت لدعم الشعب الفلسطيني ولنصرة قضية القدس.
واضاف: الحقيقة تقول: ان فلسطين هي ارض للشعب الفلسطيني وليست لسواه وان اسرائيل هي كيان غاصب وان الصهاينة شذاذ آفاق جاؤوا الى فلسطين من كل انحاء العالم بتواطؤ ودعم من بريطانيا وبلدان اخرى في العالم واقاموا كيانهم على الاحتلال واجتثاث شعب هو صاحب الحق والارض.
واستغرب نصر الله محاولات الكثيرين الآن التنصل من مسؤولياتهم والتنكر للحقيقة وهم يبحثون في نهج التسويات والتنازلات وحذر من المخاطر التي تتعرض لها القدس ومن الحفريات التي تستهدف المسجد الاقصى في ظل انعدام استراتيجية عربية موحدة للمواجهة وحماية المقدسات ودعم الشعب الفلسطيني وقال: لو تلقى الشعب الفلسطيني الدعم المطلوب منذ انتفاضة الاقصى لهز الكيان الصهيوني وحرر القسم الاكبر من ارضه المحتلة ولكن للاسف هناك آلاف المليارات من الدولارات العربية مودعة في البنوك الاميركية لا يقدم منها شيء لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
وحذر نصر الله من مخاطر ان تحصل اسرائيل على التطبيع مقابل لاشيء للفلسطينيين خصوصا في ظل حكومة اولمرت العاجزة حتى عن اطلاق اسرى فلسطينيين جرى الاتفاق على اطلاقهم وقال: أناشد الدول العربية ألاّ تعطي لاجتماع بوش اي تغطية لان الهدف من هذا الاجتماع هو التطبيع في الوقت الذي يجب على الدول
العربية ان تطالب بتقديم حكومة اولمرت الى محكمة الجزاء الدولية لما فعلته ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني من جرائم لا أن تكافئ هذه الحكومة وتطبع معها.
واشار نصر الله الى ان العرب يتحدثون عن السلام فيما اسرائيل تقرع طبول الحرب. وما الغارة الاسرائيلية الاخيرة على سورية والحشود المدرعة في الجولان الا لغاية العدوان. وقال: لا نستبعد نية اسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لاشعال الحرب فمشروع الرئيس بوش هو الحرب على المنطقة مؤكدا ان الغارة على سورية تستهدف ممانعة سورية وتمسكها بارضها المحتلة وللتأثير عليها قبل مؤتمر بوش لان سورية هي آخر دولة ممانعة في المنطقة.
وحول العراق حذر الامين العام لحزب الله من خطورة ما يجري وخاصة بعد قرار مجلس الشيوخ الاميركي بتقسيمه مؤكدا ان هذا القرار لم يتخذ بمعزل عن ادارة بوش وانما جاء في اطار التحضير ليصبح فعليا في المستقبل كما بدأت قضية فلسطين مع وعد بلفور وقال: ان الاميركيين يواصلون تدمير العراق بالتعاون مع الصهاينة والموساد ويعملون على تكريس الاقتتال الطائفي وقال: اناشد العراقيين جميعا بأن يتنبهوا للفتنة والتغلب عليها والحفاظ على وحدة العراق وتعزيز مقاومتهم ضد المحتل فهذه المقاومة هي السبيل الوحيد لانقاذ العراق والمنطقة.
وفي الموضوع اللبناني قال الامين العام لحزب الله: حتى نرى كيف نواجه الواقع الذي نقبل عليها شهدنا آخر عملية اغتيال وقد جرت العادة انه عندما تحصل اي عملية يسارع البعض لاتهام سورية وتحميل المسؤولية لحلفاء سورية وعندما تطالبهم بالدليل يقولون هذا تحليل سياسي وليس لدينا دليل ومن ثم يخرج بعض الفلاسفة ان دليلهم على مسؤولية سورية ان الفريق الآخر هو الذي يقتل وأنه ليس من المعقول ان تقوم قوى 14 آذار بقتل قادتها ومادامت المسألة قراءة سياسية لا اريد ان اتحدث عن فرضية بل عن قناعة ورؤية وهذه عقيدتي ورؤيتي للموضوع الامني واعرضها على قادة 14 آذار وعلى عوائل الشهداء الذين قتلوا ظلما وعدوانا مادامت المسألة تحليلا سياسيا انا اقول: ان الاسرائيليين هم الذين يقتلون قادة 14 آذار وبما ان الصهاينة هدفهم الفتنة فمن الطبيعي ان يقتلوهم.
والسوابق عن افعال اليهود وقتلهم لابنائهم من اجل اجبارهم على الهجرة كثيرة.. اليهود تعرضوا للقتل من قبل الصهاينة واسرائيل لها مشروع سياسي في المنطقة. اذا كانت الدماء التي يجب ان تسفك من اجل المشروع السياسي هي من 14 آذار فليكن، ليس هناك من فارق بالدم بالنسبة لاسرائيل فمشروعها هو الاساس وقد يكون الامر بعلم الاميركيين وقد لا يكون. ولنأخذ نموذج عملية اغتيال النائب جبران تويني والوزير بيار جميل والنائب انطوان غانم. النائب جبران تويني قتل قبل اقرار المحكمة الدولية والوزير بيار الجميل قتل قبل اقرار نظام المحكمة الدولية والنائب غانم اغتيل عندما كان مجلس الامن مجتمعا للاستماع الى التقرير التنفيذي لقيام المحكمة الدولية فما هي المصادفة، وسورية اكبر دولة متضررة من قيام المحكمة الدولية لكن من الذي يفعل ذلك؟ اسرائيل واميركا في لبنان حتى يفرضوا على سورية تسوية على مستوى المنطقة. لاحظوا 3 عمليات الاغتيال كل المراقبين والمحللين العسكريين اجمعوا ان هذا العمل دقيق ومحترف ولديه قدرة عملياتية عالية وفي تلك المناطق من الذي له مصلحة في ذلك اكيدة وقوية؟ انها اسرائيل لان مشروعها في الفتنة، واسرائيل تنظر الى المقاومة من باب القلق الاستراتيجي لانها تمنع اسرائيل من تحقيق احلامها في لبنان وهي تستهدف ارهاق المقاومة واضعافها وهي المستفيد الاول من أي تقاتل داخلي. واضاف: انا هنا في هذه الايام اناشد القضاء اللبناني ان يحكم ضميره وان يتذكر ان له موقفا كبيرا بين يدي الله عندما يبقي اشخاصا في السجن.
هناك فريق سياسي جاهز ليحمل مسؤولية الدم والمتهم جاهز لديه واسرائيل توغل في القتل. لقد قلتم ان إقرار المحكمة سيوقف القتل فلم يتوقف، لو شكلتم مئة محكمة دولية سيستمر في القتل.
أقول بصراحة وأتهم بالقرائن، اقول ان اسرائيل هي التي ترتكب اعمال القتل والاغتيال في لبنان ويجب على اللبنانيين ان يرتبوا حساباتهم على هذا الاساس وان لا يأخذوا بالظن وان لا يأخذوا لبنان الى حيث تريد اسرائيل ان تأخذ لبنان.
ودعا السيد نصر الله الى انتخاب رئيس للجمهورية عبر الانتخاب الشعبي المباشر مؤكدا انه يجب ان يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانيا محضا وان يكون الرئيس توافقيا وليس بصيغة النصف زائد واحد غير الدستورية وغير القانونية.
وقال: نريد رئيسا وطنيا لا يخضع للسفراء والسفارات ويقدم المصلحة الوطنية اللبنانية فوق كل شيء وان يكون صادقا ويتحمل المسؤولية وهذا الشخص موجود ويمكن ان نتوافق عليه وهذا الشخص الرئيس هو الضمانة لوحدة لبنان واستقراره وهو الذي يبني مع حكومة الوحدة الوطنية الدولة المهمة القوية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد