وسط إقبال وصف بالـ«جيد جداً»السوريون يختارون نوابهم إلى مجلس الشعب
على الرغم من التهديد والوعيد والعمليات الإرهابية والعبوات الناسفة التي استهدفت كل المدن والبلدات السورية على مدى الأشهر الماضية
إلا أن السوريين خرجوا في الأمس بالملايين للمشاركة في الانتخابات التشريعية الأولى في ظل الدستور الجديد وهي أول انتخابات تعددية تجري منذ أكثر من خمسة عقود.
وحسب المراسلين في عدد من المحافظات فإن الإقبال كان ضعيفاً في ساعات الصباح الأولى إلا أنه تحسن بشكل ملحوظ عند الظهيرة ليصبح جيداً جداً في ساعات بعد الظهر، وسط توقعات أولية بأن نسبة الاقتراع تجاوزت الـ 60٪ من إجمالي الناخبين، دون أن تسجل أي شكوى أو إشكال يذكر كما أكد وزير الداخلية اللواء محمد الشعار.
وأمس، أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال استقباله وفداً من الجالية السورية في السويد أن العصابات الإجرامية التي تستبيح دماء السوريين تمنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية بما في ذلك حقهم في انتخاب من يمثلهم، عبر محاولة منعهم في بعض المناطق من التوجه لصنادق الاقتراع للمشاركة في أول استحقاق انتخابي تشريعي من خلال استهداف مراكز وصناديق الاقتراع. وأضاف المقداد: إن سورية مصممة على محاربة الإرهاب.
مسؤولون في السلطتين التنفيذية والتشريعية، من بينهم رئيس مجلس الشعب الحالي محمود الأبرش، ورئيس مجلس الوزراء عادل سفر، وعدد من الوزراء، أدلوا بأصواتهم، واعتبروا أن الانتخابات خطوة رائدة تكفل الانتقال بسورية لتكون نموذجاً يحتذى به لدول المنطقة، مؤكدين ضرورة أن يمثل المجلس الجديد كل شرائح المجتمع في ظل تعددية سياسية.
وتابعت الانتخابات السورية ما يزيد على 200 وسيلة إعلام، إلى جانب 100 شخصية سياسية وفكرية وحقوقية وإعلامية، من عدة دول عربية وأجنبية. ورأى إعلاميون وصحفيون عرب، أن الانتخابات تعتبر مفصلاً في الأزمة وستساهم نتائجها بتحديد ملامح المرحلة الجديدة التي تستعد سورية لدخولها.
وكان اللافت في الانتخابات تحالفات «اللحظة الأخيرة» بين اللوائح والأحزاب ومستقلين، تحالفات غير معلنة لكنها قد تؤدي إلى تغيير النتائج في بعض المحافظات ولاسيما دمشق وحلب في حين شهدت قوائم البعث تشطيبات في بعض المحافظات كما أكد المراسلون.
وأغلقت صناديق الاقتراع عند العاشرة من ليل أمس، ومن المنتظر أن تعلن النتائج الرسمية خلال الساعات القليلة المقبلة بعد فرز الأصوات.
واستنفرت الجهات الأمنية كامل قواتها لضمان سير العملية الانتخابية دون إشكالات، وخاصة أن هناك مجموعات هددت كل من يشارك في التصويت، في حين روجت بعض الفضائيات لعمليات إرهابية قد تحصل في عدة مدن. وحسب مصادر إعلامية فإن الأجهزة الأمنية تمكنت فعلاً من تفكيك عدة عبوات ناسفة وسيارات مفخخة وفرضت طوقاً أمنياً على المراكز الانتخابية.
وفي دمشق تراوح الإقبال على صناديق الاقتراع بين المقبول والجيد، ومن أهم ما ميز العملية الانتخابية فيها، بحسب مراقبين، هي سمة الشفافية في العملية الانتخابية، في حين بدت أجواء الانتخابات في ريف المحافظة هادئة عموماً باستثناء بعض الأحياء التي شهدت محاولات تعطيل للانتخابات بقوة السلاح.
وشهدت مراكز الاقتراع في محافظة دير الزور إقبالاً متوسطاً في الصباح تحسن بعد ساعات الظهيرة حيث تنافس 55 مرشحاً مستقلاً.
وفي درعا، اختلف المشهد الانتخابي بين منطقة وأخرى، وبلغ عدد المرشحين النهائيين 126، بينما أكد محمد خير أبو زيد أمين عام مجلس المحافظة أن لجان المحافظة ضمنت سرية الانتخابات من خلال الغرف السرية والبصم بالحبر السري.
أما في السويداء فبلغ عدد المرشحين النهائي 82 مرشحاً بعد انسحاب 119 مرشحاً يتنافسون على 6 مقاعد، وبدأت وتيرة العمل الانتخابي بطيئة مع بداية افتتاح مراكز الاقتراع، ثم ارتفعت نسبة الإقبال تدريجياً.
وكانت الأجواء الأكثر توتراً في إدلب في ظل الأجواء الأمنية التي تفاقمت أمس بتفجير سبع عبوات ناسفة وقيام مجموعات مسلحة بمنع المواطنين من الدخول والخروج من مدينة إدلب، لذا اقتصرت عمليات الانتخاب على بعض أحياء مدينة إدلب وحارم وجسر الشغور وبعض قرى المنطقة.
كذلك كان الوضع في حماة متوتراً، وقد قاطع سكان منطقة الحاضر والأحياء المعروفة بسخونتها، والريف الشمالي من المحافظة باستثناء قرية معردس، الانتخابات، على العكس من الأحياء الواقعة إلى الجنوب من العاصي، وغربه وشرقه، وكذلك الأمر في مناطق «سلمية- محردة- الغاب- مصياف».
في اللاذقية كانت المعركة الانتخابية محتدمة بين 364 مرشحاً بعد انسحاب 412 مرشحاً، وكان الإقبال ملحوظاً في ساعات بعد الظهر، وكذلك في طرطوس حيث من المتوقع اختراق قائمة الوحدة الوطنية، التي تحالفت في وقت متأخر مع أحد مرشحي الجبهة للتغيير والتحرير ورجل أعمال معروف.
وتوجه أبناء القنيطرة إلى مراكز الانتخاب وسط إقبال وصف بالجيد، لاختيار مرشحيهم الذين يتنافسون على خمسة مقاعد، بينما اقترع أهالي الحسكة لاختيار ممثليهم الأربعة عشر.
أما في حلب، فقد شهدت مراكز وسط المدينة ازدحاماً من الناخبين في ساعات الدوام الأولى واحتدمت المنافسة بين قائمة «الوحدة الوطنية»، وقوائم أخرى لمستقلين.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد