11 أيلول في مذكرات جورج تينيت
لا يروي جورج تينيت الذي شغل منصب نائب مدير ثم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مجرد ذكريات خاصة لموظف كبير في أخطر جهاز أمني على وجه الأرض، بل يكشف وقائع ويصدر أحكاماً في خصوص أشخاص ويخرج باستنتاجات ربما يكون أبرزها ما كتب في ختام مذكراته «في قلب العاصفة» قائلاً: «الشعوب في منطقة الشرق الأوسط تحتاج الى أساس يسمح لها بالانتقال الى نظم حكومية أكثر تمثيلاً وفق طريقتها الخاصة. ومجرد المناداة بالديموقراطية من دون وجود مجتمع مدني نشيط، ربما يعيدنا الى وراء ويقوّي المتطرفين».
أحب ابن العائلة اليونانية المهاجرة الى كوينز (نيويورك) الشرق الأوسط حيث «أشعر انني في بيتي»، وهو يعترف صراحة «لو اننا سعينا بجدية الى تجديد المناقشات قبل سنين من الآن، (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) لربما كنا استطعنا التخفيف من الهيجان السائد(...) وإيجاد مناخ أكثر مواتاة لتحقيق السلام وضمان الأمن في المنطقة بعيداً من التطرف الإسلامي الذي نشهده اليوم».
وإذ يكشف تينيت كيف أن «وكالته» «قادت» عملية القضاء على نظام «طالبان» في أفغانستان، يُعلن صراحة عدم مسؤولية الاستخبارات الأميركية عن الحرب على العراق.
وفي مذكرات جورج تينيت التي تبدأ «الحياة» نشرها اليوم، أسرار «انعطافة» العقيد معمر القذافي الحادة والسؤال «الأبدي» عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهل أراد فعلاً دولة فلسطينية؟
ويروي ان الـ «سي آي أي» كانت تعقد اجتماعات سرية مع مسؤولين ليبيين كبار منذ 1999. وكان يقود الوفد الليبي رئيس الاستخبارات لدى العقيد معمر القذافي، موسى كوسا، الحاصل على شهادة ماجستير من جامعة ولاية ميشيغان الأميركية في سنة 1978. وفي أوائل أيلول (سبتمبر) 2003 التقى ممثلان للاستخبارات الأميركية والبريطانية العقيد القذافي بحضور كوسا، وأبلغ الزعيم الليبي محدثيه: نريد تنظيف الملف.
ويخصص جورج تينيت الذي كان آخر مسؤول أميركي كبير يقابل عرفات، فصلاً عن الزعيم الفلسطيني: «كان عرفات بطل الثورة وقائد الشعب، والحقيقة الوحيدة الصلبة التي لا يمكن اجتنابها. وكم من مرة في غرفة المفاوضات تمنينا جميعاً أن يختفي. مع ذلك، ما أن يخرج من الباب حتى يصبح الحديث عنه وحده».
ومما يذكر تينيت انه سلم الى البيت الأبيض في 13 آب (أغسطس) 2002 ورقة أعدتها الـ «سي آي أي» بعنوان «العاصفة الكاملة: التخطيط للعواقب السلبية لغزو العراق» وتوقعت الورقة الآتي:
«ستواجه الولايات المتحدة عواقب سلبية في العراق والمنطقة وخارجها، تشمل:
- الفوضى وتفكك مناطق العراق.
- عدم استقرار يهدد النظام في دول عربية رئيسة.
- تزايد الإرهاب العالمي ضد المصالح الأميركية.
- انقطاعات كبيرة في واردات النفط وتوترات حادة في تحالف الأطلسي».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد