نيتشه في نظر هايدغر
هو آخر فيلسوف ميتافيزيقي، وهو الذي دفع التراث الميتافيزيقي الغربي إلى مداه الأقصى نحو استكمال وتحقيق كل ممكناته.
إلا أن نيتشه في نظر هايدغر، رغم كل هذه المسافة الفكرية التي قطعها نحو التخلص من الميتافيزيقا ظل مع ذلك أسير حدودها ومشدودا إليها، وهو ما يجيز لنا الحديث مع هايدغر عن ميتافيزيقا نيتشه، وهي الميتافيزيقا التي بدأت ملامحها تتحدد بالتدريج بدءا من كتاب «الفجر» (1881) الذي حضرت فيه فكرة العود الأبدي وهي الفكرة التي سيعلنها زرادشت حيث سيبشر بالإنسان الأعلى وبأن ماهية الكينونة هي إرادة القوة التي ستعيد قلب كل القيم السائدة إلى الآن.