حصر أضرار موجة الصقيع في دير الزور والرقة ودرعا وطرطوس
- أدت موجة الصقيع التي اجتاحت محافظة دير الزور منذ كانون الاول وحتى الآن الى اضرار كبيرة في المحاصيل والخضراوات والاشجار.
وذكر المهندس حسن بعاج معاون مدير الزراعة بدير الزور ان المديرية شكلت عدة لجان فنية قدرت الاضرار على المحاصيل الحقلية بـ 70 بالمئة من المساحات المزروعة بالقمح المروي والبالغة مساحتها 58362 هكتارا من اجمالي المساحة البالغة 83375 هكتارا وكذلك 30 بالمئة من المساحات المزروعة قمحا بعليا والبالغة 25013 ومن المحتمل اعادة زراعتها بعد انحسار موجة الصقيع.
اما بالنسبة للشعيرالمروي فكانت الاضرار اقل من اضرار القمح المروي فيما توقف نمو شعير البعل وعدم انباته بسبب انحباس الامطار وكان التأثير ضعيفا على الاشجار المثمرة وشديدا على اشجار الحمضيات وخاصة على الليمون.
يذكر ان موجة الصقيع الحالية وعدم هطول الامطار أثرت سلبا على البادية من حيث عدم ظهور النباتات الرعوية الطبيعية وتوقف نمو الشجيرات الرعوية والذي انعكس سلبا على الثروة الحيوانية.
- وفي درعا كانت الآثار جد مأساوية.. خسائر بالملايين تقابلها جيوب فارغة أتعبتها وأفرغتها أسعار المستلزمات الزراعية من بذور ووسائل ري حديث ومعدات ضخ للمياه إلى مسائل متعلقة .
وهي كثيرة ليفاجأ مزارعو سورية بحجم وهول المصيبة التي حلت بهم جراء انخفاض درجات الحرارة ليلاً وهي سابقة لتصل إلى 16 درجة تحت الصفر ما ترك أضراراً بالغة جداً على المحاصيل الزراعية الشتوية وتضرر مساحات شاسعة وصلت إلى نسبة 100% في المزروعات الورقية وتأثر الأشجار المثمرة.
كل ما فعلته وزارة الزراعة وأجهزتها هو الإعلان عن نسب التضرر وللأسف بعيدة عن الواقعية وجادة الصواب فكل مديرية أعلنت أن نسبة الضرر كذا وكذا فيما الواقع يشير إلى تلف كامل والوقائع لدى الفلاحين والمزارعين الذين لم ينالوا شرف لقاء أجهزة وزارة الزراعة القابعين في وحداتهم الإرشادية وما كان منهم سوى تسطير أرقام خلبية عن مدى الضرر وإرسالها إلى مديرية الزراعة وهذه بدورها إلى الإدارة المركزية في وقت أكد فيه العديد من المزارعين في المنطقة الغربية في محافظة درعا مثلاً أنهم لم يروا أياً من الموظفين في الجهاز الزراعي وبقوا يتحسرون على ما حل بهم وحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق فكل ما ادخروه من مال اشتروا فيه البذور وقاموا بزراعتها لتأتي مصيبة الصقيع وتحول مزروعاتهم إلى رماد.
المزارعون ندبوا حظوظهم وزادت مخاوفهم أكثر جراء انحباس الأمطار فلم يعد بإمكانهم شراء بذور جديدة لزراعة الأراضي التي استأجروها أمام الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء..
يقولون: ماذا نعمل... لا عمل ولادخل.. مصدر رزقنا الوحيد هو الزراعة وما حل بنا جراء الصقيع شيء مؤلم.. نأمل أن تساعدنا الجهات المختصة بتأمين قسم بسيط من البذور وبقية المستلزمات الزراعية بأسعار زهيدة... المزروعات ماتت والقساطل تم تخريبها والمضخات تعطلت والمازوت مفقود حتى للتدفئة ولا ندري ماذا سيحل بنا.. من أين سنأكل وكيف نعيش..؟!.
زراعة درعا تحدثت مؤخراً عن الأضرار التي خلفتها موجة الصقيع جراء التدني الكبير لدرجات الحرارة لأكثر من 7درجات تحت الصفر مقدرة نسبة الضرر بـ35% من الأشجار و 75% نسبة الضرر على المزروعات الورقية.
ومهما حصرت الجهات الزراعية النسب المتضررة إلا أن الآثار كانت كبيرة وقاسية جداًَ على الفلاح ما يعني خسائر بالملايين أمام زيادة ستكون حتمية في أسعار المنتجات الزراعية في الأسواق.
وأكدت وزارة الزراعة أن الإنتاج المخطط من الخضر الشتوية لهذا الموسم هو بحدود 3.3 ملايين طن منتجات مكشوفة ومحمية وبعد الصقيع والضرر الذي أتلف المزروعات في المئات من البيوت المحمية إضافة لمساحات واسعة مزروعة بالمحاصيل الشتوية فهذا يعني عدم إنتاج هذا المخطط والوصول إليه.
وبعيداً عن الصقيع الذي خلف ما خلف فإن انحباس الأمطار يبقى ضاغطاً على خطط ونسب تنفيذ الخطط الزراعية المرسومة وحجم المخاوف يكبر يوماً إثر يوم مع استمرار انحباس الأمطار الأمر الذي يبدد كل الآمال بموسم زراعي ومطري جيد من شأنه أن يعيد البسمة للملايين من المواطنين.. فهل يعقل أن تباع (جرزة كزبرة) بـ 30 ليرة سورية..؟!
- كما تأثرت المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية في محافظة الرقة وبشكل كبير بموجة الصقيع وانخفاض درجات الحرارة التي بدأت منذ نحو شهر.
وذكر المهندس علي الفياض رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة الرقة أنه وفقاً للتقارير الواردة من المصالح والدوائر فإن الأضرار تتفاوت حسب المحصول وإن كان الأكثر تأثراً هي المساحات المتأخرة.
ففي زراعة القمح المنفذة على مساحة 108 آلاف هكتار سجل أولياً تضرر مساحة 9150 هكتاراً وهي المنفذة بشكل متأخر وبنسبة تتفاوت بين 20 ـ 50% وذلك بعدم الإنبات مع توقف النمو الخضري لباقي المساحات المزروعة.
وفي زراعة الشوندر السكري للعروة الخريفية والمنفذة على مساحة 4325 هكتاراً فقد سجل الآن تضرر مساحة 225 هكتاراً منها وبنسبة 75 ـ 100% حيث رصد عدم انباتها ومساحة 1025 هكتاراً وبنسة تتفاوت بين 20 ـ 40% وهو الضرر الذي أصاب المجموع الخضري لها.
أما الخضر الشتوية فقد تضررت جميعها وكانت الأرقام الأعلى هي في البقوليات التي شمل الضرر مساحة 650 هكتاراً من المساحة الإجمالية البالغة 670 هكتاراً وبنسبة تتفاوت بين 20 ـ 40% للمحصول مع ملاحظة أن المساحات المتأخرة لم يشملها الضرر هنا وهي بمساحة 20 هكتاراً.
وأشار المهندس عبد الرحمن بهلول مدير زراعة الرقة أن المديرية ستقوم وفور انتهاء موجة الصقيع وانفخاض درجات الحرارة بحصر الأضرار بشكل دقيق من خلال لجان ستشكل لهذه الغاية.
يذكر أن موجة الصقيع ووفقاً لمحطة رصد الرقة العائدة للبحوث الزراعية بدأت اعتباراً من 19 كانون الأول الماضي وبدرجة صغرى مسجلة هي ـ 4 واستمرت بالانخفاض لتصل أدناها بتاريخ 12 كانون الثاني الحالي بدرجة صغرى مسجلة هي ـ 7.6.
- وفي طرطوس أكدت الإحصائيات النهائية لمديرية زراعة طرطوس إن عدد البيوت البلاستيكية الزراعية التي تضررت بموجة الصقيع بلغ 14410 بيوت .
وبلغت قيمة الأضرار في هذه الزراعات لوحدها 422.671 مليون ليرة سورية حيث سبب الصقيع موت النبات بالكامل في قسم من هذه البيوت وتلف قسم منه مع الثمار والأزهار في القسم الآخر حيث تراوحت الأضرار في هذه البيوت بين نسبة 10 و 100% وكان أكثر الضرر في البيوت المزروعة بندورة وفليفلة. كما فتك الصقيع بالمحاصيل الحقلية وأشجار الحمضيات، حيث قضى على 138 دونماً كانت مزروعة كوسا بلغت قيمة الأضرار فيها 2.625 مليون ليرة سورية وفي أشجار الحمضيات سبب أضراراً في المجموع الخضري للأشجار وفي الثمار أيضاً تراوحت نسبتها بين 5 و 50% لمساحة 174 هكتاراً مزروعة بالحمضيات وبلغ عدد المزارعين المتضررين في الحمضيات لوحدها 759 مزارعاً وبلغت قيمة الأضرار في هذه الأشجار 1.89 مليون ليرة سورية.
وبذلك يبلغ مجموع أضرار موجة الصقيع في المحافظة ولكل المزروعات 426.385 مليون ليرة سورية وكان الملفت في هذه الأضرار وخاصة في الزراعات المحمية تلف المحصول بالكامل عند بعض المزارعين وبنسب عند البعض الآخر وطالب المزارعون بتخصيصهم بمادة المازوت من أجل استعمالها في تدفئة البيوت الزراعية حيث أكثر خسائرهم كانت بسبب نقص هذه المادة لأن المحافظة تعاني من اختناقات شديدة في توزيع مادة المازوت ناجمة عن التهريب ونقص مخصصات المحافظة.
المصدر: تشرين
التعليقات
حفظ
حفظ
إضافة تعليق جديد