حزب العدالة التركي على طريق أخيه المصري واستخباراته تنجح في امتحان الغباء السياسي
مختارات «الجمل» من الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:
حزب إخوانجية العدالة والتنمية المسلمين
إجابة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على سؤال سأله إياه أحد الصحفيين هي دليل على إفلاسه. كيف؟...
إن التذبذب والديماغوجية لدى حزب العدالة والتنمية فاضا عن حدهما... من جهة سترون الشاحنات المحملة بالسلاح وقافلات الإرهابيين المتجهة إلى سوريا, ومن جهة أخرى هناك التصريح الذي أطلقه أردوغان من بلاد الشرق الأقصى.
دعونا نتذكر ما قاله الرأس الكبير في الحكومة: «تركيا لا تهدف لأن تصبح قوة إقليمية أو عالمية. تركيا تقوم بما يتوجب عليها بمقتضى دورها في المنطقة ولتأخذ دوراً إقليمياً ودولياً. أما الحالة الأولى توصف بأنها حماسية, فالحماس خطيرٌ دائماً, أما نحن فلا نملك أي حماس من هذا القبيل»
عندما يدلي أردوغان بهذه التصريحات كانت شاحنات وقافلات الأسلحة مستمرة بالتدفق اتجاه الأراضي السورية. بمعنى آخر, هل كان أردوغان يكذب بهدف طمأنة الدول الإقليمية الكبرى؟
موقف متذبذب من ناحية وحالة إفلاس من ناحية أخرى. أفكار متداخلة, تصريحات متداخلة, أعمال متداخلة.
الفتوة ووجوبها (الفتوة: جيش مرحلة الفروسية)... نحن نشهد في الأوساط فتوةً متجهةً نحو الداخل والخارج. ويجب أن ننظر إلى القضية من هذا المنحى، ونفهم ما هي الأخونة.
أردوغان وكادره بات يحمل اسم "آكينجيلار" (نسبة إلى تيار ديني تركي سابق متشدد) وهو بدوره يعني "الإخوان". لقد استطاع أردوغان التربع على عرش النظام من خلال الاتفاقيات التي أبرمها ولكن الآن بات مكشوفاً مثل اليود.
حالة إخوان تركيا في الشرق الأوسط مزرية، بعدما بالغوا في استعراض قوتهم وضربوا السلم الأهلي. كما أنها باتت سوداوية. وإن وفشل سياستهم الخارجية بات واضحاً لهم هم أيضاً. أين نظرية (تصفير المشاكل) وأين (العزلة القيّمة) الناتجة عن التخبط؟
تخيلوا أنه حتى العلاقات الأميركية الإيرانية شهدت انفراجاً، ولكن من لدينا هنا يحاولون، بسبب تعاستهم، جر تركيا نحو الأسفل باستمرار. طبعاً القضية تكمن في الابتعاد كل البعد عن المصلحة القومية التركية والنظر إلى تطورات الأحداث من النافذة الإخوانية. نستطيع القول عن حكومة حزب العدالة والتنمية بلا تردد وبشكل واضح وصريح أنه حزب "الإخوان المسلمين التركي".
منذ سنوات طويلة تستخدم تركيا سياسة ملائمة وقوة متوازنة في المنطقة متبعةً مبدأ أتاتورك "السلام في الوطن والسلام في العالم" كاسبةً ثقة الجميع لتتحول إلى دولة تلعب دور الوسيط عندما تحصل إشكالات دولية, إلى حوالي قبل أربع سنوات من الآن عندما وضع الثنائي أردوغان وداود أوغلو بصماتهما في السياسة الخارجية التركية. لا شك أن للعلمانية دوراً هاماً وتأثيراً إيجابياً في السياسة التركية هذه. حيث أن تركيا العلمانية لم تكن تبني سياستها في الشرق الأوسط بمقتضى مجموعة إثنية أو مذهب أو دين أو طائفة أو معتقد ...إلخ، بل كانت تملك علاقات واسعة. وهذا الشيء يكسب تركيا استقلالية الحركية والمرونة في العلاقات. كانت تركيا شريكاً موثوقاً لدرجة أنها كانت ممراً للعلاقات الدبلوماسية بين جارتيها المتحاربتين (إيران والعراق). كما لعبت في فترة ما دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل, ولكن الآن هي متصارعة مع كليهما. أعتقد أنه لا توجد حكومة "ماهرة" إلى هذه الدرجة على سطح الأرض.
الآن كيف هي الحالة؟.. عندما أصبح حزب العدالة والتنمية المنزلق نحو الأخونة يميز بين مذهب وآخر ويدعم طرفاً على حساب طرف في الصدامات الداخلية، وعندما يترك المعايير الدبلوماسية والعرف السياسي جانباً مستخدماً اللهجة العدائية القاسية فإنه سوف ينعزل أكثر فأكثر.
اللعبة بدأت من جديد في مكان ما, بدأت تخلط الأوراق مجدداً. إذاً علام تدل تصريحات أردوغان وهو في طوكيو؟ هل يستغني حزب العدالة والتنمية عن سياسته التخريبية؟ أم أنه اضطر أن يسير بوتيرة محددة بناءً على تغير الشروط ونتيجةً للتوقعات التي تطرحها الإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وخصوصاً أنه يعيش أياماً عصيبة؟ من يعلم ربما بدأ مجدداً يدرك ماذا يعني مصطلح "عصا البيسبول".
ماذا يفعل داود أوغلو الذي يتلقى التوبيخات المتكررة من كيري؟ إنه يربط موضوع شاحنات وقافلات الأسلحة المتجهة إلى سوريا بمعلمه (إشارة إلى اتهام جماعة كولين بالوقوف خلف قضية شحنة الأسلحة). إنه يخطو خطوة إلى الخلف بموضوع التحفة التي صنعها من خلال سياسته السورية. لقد حوّل تركيا إلى أضحوكة، فبات يتلقى التهديد تلو التهديد من المالكي بسبب تجاهله إياه، وبسبب دعمه للهاشمي على حسابه نتيجة الرؤية الإخوانية لدى حزب العدالة والتنمية.
حقاً ماذا يفعل الثنائي أردوغان داود أوغلو؟
النتيجة ستصيب حزب العدالة والتنمية المتأخوِن. تركيا ستخسر. فاتورة الأضرار الناجمة في ارتفاع مستمر. الزمن يمر بسرعة... يجب على حزب العدالة والتنمية المتأخون أن يبتعد عن الحكم بأقصى سرعة ممكنة.
(مظفر أيهان قارا – موقع: أوضا تي في)
أدلة فاضحة للجواسيس... فاضحة للجواسيس أم للشرطة؟!!
أعطيت مهلة شهرين لجمع الأدلة في قضية التجسس في ازمير. ليتم استئناف القضية مجدداً.
وجدت أقراص الـCD التي تعتبر دليل القضية في كيس أسود فوق الثلاجة. أي أن الجواسيس لم يفكروا في مكان أفضل ليخفوا الأقراص... جميعها كانت في مكان واحد ضمن أكياس سوداء.
على ما يبدوا أن رجال الشرطة التي وجدت الأقراص تاهوا لبرهة من الزمن فلم يستخدموا القفازات, بالرغم من رجاء المتهمين في المحكمة لم تقم المحكمة بفحص البصمات على أقراص الـCD ولم يجري فحص الحمض النووي. إنها صدفة, أن كاميرات الشرطة سجلت كل شيء ولكنها تعطلت في الدقائق التي عثر فيها على الأقراص.
إن الأشخاص الذين حضرو تفتيش الشرطة كشهود عيان مثل الجيران ومختار الحي لم يسمح لهم بدخول المطابخ التي عثر فيها على الأقراص. هذه أيضاً صدفة أخرى, لقد عثر على الأقراص دون وجود شهود.
تم توقيف رجل الأعمال قيد التحقيق ولكن لم يعثر على أي دليل يدينه في بيته في سبانجا بعدما قامت شرطة سكاريا بالتفتيش. ثم قالت شرطة ازمير: دعونا نحقق نحن أيضاً في القضية, ثم وجدوا الأقراص في منزله وكأنهم وضعوها بيدهم. صدفة أن شرطة سكاريا لم تجد أي دليل لتأتي شرطة ازمير وتعثر على جميع الأدلة.
ألقي القبض على رجل الأعمال في شهر أيار. ولكن الأقراص عثر فيها على وثائق من تاريخ شهر أيلول. جميل... بعد توقيفه بأربعة شهور حضّر المتهم وثائق وهو في المعتقل ووضعها في بيته في سبانجا.
تم تفتيش منزل والد طالبة الجامعة التي اتهمت بتسريب معلومات عن وثائق الضباط, ووجدت أقراص CD. وأوقف قيد التحقيق وأجبر على التوقيع... المسكين أعمى بكل ما تعنيه الكلمة.
موضوع الوثائق المذكورة, فيها 19 ضابطاً استخدموا مصطلح "ملهى ليلي" بشكل خاطئ ليكتبوها على الشكل "ملهىللي". هل صدفةً أن 19 ضابطاً مختلفاً وقعوا في نفس الخطأ الإملائي؟ أم أن أحدهم استخدم خاصية "النسخ واللصق"؟
إجمالاً هناك 8 آلاف وثيقة رقمية. 5 آلاف منها تم تسجيلها في نفس التاريخ ونفس الساعة في 31 آذار 2012 الساعة 10:20. هل اجتمع مئات الجواسيس في نفس اليوم ونفس الساعة على نفس الحاسوب؟
هناك الآلاف من الأمثلة, سأعطي القليل منها. تم تسريب معلومات في 2009 عن سفينة حربية, هذه السفينة دمّرت عام 2001. هناك صورة لغواصة تعود لعام 1988, أنزلت هذه الغواصة تحت الماء عام 2004. يقال أن هناك صور لثلاث غرف نوم مختلفة التقطت من ثلاثة منازل مختلفة. والحقيقة أن هذه الصور كلها تم سحبها من الموقع الإلكتروني لنادي شرطة كولجوك.
تم تفتيش منزل فتاة يزعم أنها سربت معلومات عن ضباط. وجد ملف في حاسوبها باسم "السيد جاسوس". دعوكم من أفلام الجواسيس, حبكة كهذه لا يمكن أن نصادفها في الأفلام الكوميدية حتى. لا يمكن أن نجد في هذه الأفلام وثائق تعود لجواسيس يحفظوها باسم "جاسوس".
والأكثر من ذلك أنه حفظ ملف "السيد جاسوس" مع أسماء ونسب والأرقام الوطنية للجواسيس. هل سمعتم سابقاً بشبكات تجسس تحفظ ملفات مع جميع المعلومات التي تفضح أعضائها؟... إذا لم تسمعوا بذلك سابقاً اسمعوها الآن.
على سبيل المثال هناك ضابط اعترض في الليلة التي تم توقيفه فيها, قائلاً: «هناك الكثير من العمداء والعقداء ممن يحملون اسمي, فما أدراكم أنني أنا من تبحثون عنه؟». فأشاروا إلى الرقم الوطني المسجل في الوثيقة. لأنهم عندما قاموا بتسجيل معلومات الجواسيس في الملف لم يبق إلا أن يحصلوا على سند إقامة للجاسوس مصدق من المختار ليرفقوها مع الملف.
ضابط آخر قال للنائب العام: «ما هذه السخافة؟ ماذا تفعلون بي هنا؟». فرد النائب العام قائلا: «وأنا أيضاً برأيي أنه لا يجوز أن تكون هنا ولكن الشرطة أعطت أسماءكم».
هناك من أوقف في 8 أيار, حيث ورد اسمه في وثيقة بتاريخ 18 أيار. أي أنه ارتكب جرم قبل تاريخ الدليل.
يدعى أن الضباط ارتكبوا الفحش وباعوا الوثائق مقابل النقود وهربوا الوثائق إلى خارج البلاد عن طريق صندوق بريد السفارات... هل يوجد للضباط الموقوفين صورة واحدة ملتقطة مع النساء؟ لا يوجد. هل تم تسجيل مكالمة واحدة لهم؟ كلا. أو مراسلة أو لقاء عبر الانترنت؟ كلا. هل قالت إحدى النساء الموقوفات أنا أعرف الضابط الفلاني؟ لم تقل. هل تم الحصول على وثيقة واحدة في منازل هؤلاء الضباط أو في حواسيبهم الشخصية أو لدى أقربائهم وأصدقائهم؟ كلا. هل تم ضبط حوالات مالية لهم؟ كلا. قالوا: «إن كنا قد بعناها مقابل النقود, بالله عليكم تحروا حول ممتلكاتنا المنقولة والغير منقولة». هل تم التحري حول الموضوع؟ كلا. هل يوجد شهود؟ لا يوجد. إلى أي دول تم بيع الوثائق هل مذكور ذلك؟ هذا أيضاً غير مذكور.
إذاً ماذا يوجد؟ هناك العلبة السوداء التي جهزها الجواسيس في الوسط الرقمي. على شكل أرشيف. وتم الاهتمام بتفاصيل الخصوصية بدرجة عالية. ووضعت شيفرة محكمة بطريقة احترافية مستخدمين أكثر أنواع التكنولوجيا تطوراً بشكل يستحيل اختراقها أو فكها. ولكن هناك نقطة صغيرة... لم يتم العثور عليها بعد! لست أنا من أقول ذلك بل نص الادعاء يقول. يقول النص: «تم أرشفة وثائق العلبة السوداء التي لم يعثر عليها بعد بطريقة مشفرة مستحيلة الفك».
اعذروا جهلي ولكن هل يعقل أن يعتبر الشيء الذي لا يعثر عليه دليلاً؟
خصوصاً أن الاستخبارات القومية التركية لم تدرك ذلك. كما أن الاستخبارات العسكرية لم تدرك ذلك. ولم تدرك أي جهة استخباراتية لأي دولة من دول الناتو ذلك. القصة أنه جهة مجهولة من الولايات المتحدة ترسل بريداً الكترونياً, وعليه يتم إلقاء القبض على مئات الجواسيس ضمن القوات المسلحة.
في النتيجة؛ قال المستشار الأول لرئيس الوزراء «لقد جرت مؤامرة على الجيش». وقال رئيس الوزراء «هناك الكثير من الأبرياء ممن ينامون في السجون». طالب المتهمون بالتجسس بإخلاء سبيلهم بناءً على هذه الأدلة وعلى اعترافات الحكومة نفسها.
(يلماز أوزديل – صحيفة: حرييت)
الجمل
إضافة تعليق جديد