إعادة التوجيه: إشعال الحرب السنية ـ الشيعية (الجزء 3 من 3)
الجمل- سيمور هيرش- ترجمة: د. مالك سلمان:
الشيخ
في ليلة دافئة صافية في أوائل كانون الأول/ديسمبر، وفي حي تعرض للقصف على بعد عدة أميال جنوب مركز مدينة بيروت، أخذت فكرة خاطفة عن الطريقة التي يمكن أن تعمل بها استراتيجية الإدارة الجديدة في لبنان. كان الشيخ حسن نصر الله، قائد حزب الله الذي كان مختبئاً آنذاك، قد وافق على إجراء مقابلة معي. كانت الترتيبات الأمنية من أجل اللقاء سرية ومعقدة. تم اقتيادي في المقعد الخلفي لسيارة "مفيَمة" إلى كراج مدمر تحت الأرض في مكان ما في بيروت، وتم تفتيشي بواسطة جهاز يحمل باليد، ومن ثم تم نقلي في سيارة أخرى إلى كراج مدمر آخر تحت الأرض، حيث نقلت إلى سيارة أخرى أيضاً. في الصيف الماضي، قيل إن إسرائيل كانت تحاول قتل نصر الله، لكن الإجراءات الأمنية المشددة لم تكن نتيجة ذلك التهديد فقط. فقد قال لي مساعدو نصر الله إنهم يعتقدون أنه هدف رئيس لبعض العرب، وخاصة عملاء المخابرات الأردنية، إضافة إلى الجهاديين السنة المرتبطين، برأيهم، بالقاعدة. (قال المستشار الحكومي والجنرال المتقاعد إن المخابرات الأردنية، بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، كانت تحاول اختراق المجموعات الشيعية بهدف العمل ضد حزب الله. وقد حذر الملك الأردني عبد الله الثاني من أن حكومة شيعية في العراق مقربة من إيران سوف تقود إلى تشكل هلال شيعي.) هناك شيء من المفارقة في هذه المقولة: فقد جعلت معركة نصر الله مع الإسرائيليين الصيف الماضي منه – وهو الشيعي – الشخصية الأكثر شعبية ونفوذاً بين السنة والشيعة في المنطقة كلها. ولكن في الأشهر الأخيرة بدأ الكثير من السنة ينظرون إليه ليس كرمز للوحدة العربية بل كمشارك في حرب طائفية.
كان نصر الله، الذي يرتدي الزي الديني المعتاد، ينتظرني في شقة بسيطة جداً. قال أحد مستشاريه إنه لن يبيت تلك الليلة في ذلك المكان؛ فقد كان يتنقل من مكان إلى آخر منذ قراره، في شهر تموز/يوليو، بخطف جنديين إسرائيليين في عملية عبر الحدود أطلقت حرب الثلاثة وثلاثين يوماً. وقد قال نصر الله علناً منذ ذلك الوقت – وكرر ذلك لي – إنه أساء تقدير الرد الإسرائيلي. إذ قال، "أردنا فقط أن نأخذ الأسرى من أجل التبادل. لم نهدف أبداً إلى جر المنطقة إلى الحرب."
اتهم نصر الله إدارة بوش بالعمل مع إسرائيل بهدف إشعال الفتنة، وهي كلمة عربية تستخدم للدلالة على "التمرد والفرقة داخل الإسلام". قال لي، "في رأيي، هناك حملة ضخمة في الإعلام العالمي لخلق مواجهة بين الطرفين. وأعتقد أن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية هي التي تدير هذه الفتنة." (لم يقدم أي دليل محدد على ذلك.) قال إن حرب الولايات المتحدة في العراق قد أججت التوترات الطائفية، لكنه قال إن حزب الله قد حاول منع هذا التوتر من الانتشار في لبنان. (تصاعدت حدة المواجهات السنية-الشيعية، غضافة إلى أعمال العنف، خلال الأسابيع التي تلت المقابلة.)
قال نصر الله إنه يعتقد أن هدف الرئيس بوش هو "رسم خارطة جديدة للمنطقة. يريدون تقسيم العراق. العراق ليس على حافة حرب أهلية – هناك حرب أهلية قائمة. هناك تطهير إثني وطائفي. فالقتل اليومي والتهجير الذي يحصل في العراق يهدف إلى إقامة ثلاث مناطق طائفية وإثنية صافية تمهيداً لتقسيم العراق. وخلال سنة أو سنتين على الأكثر ستكون هناك مناطق سنية ومناطق شيعية ومناطق كردية كاملة. وحتى في بغداد، هناك خوف من تقسيمها إلى منطقتين، أحداهما سنية والأخرى شيعية."
وتابع قائلاً، "يمكنني القول إن الرئيس بوش يكذب عندما يقول إنه لا يريد تقسيم العراق. فجميع الوقائع التي تحصل الآن على الأرض تجعلك تقسم بأنه يجر العراق إلى التقسيم. وسوف يأتي اليوم الذي يقول فيه، ’ليس بمقدوري أن أفعل شيئاً، بما أن العراقيين يريدون تقسيم بلدهم، وأنا أحترم رغبات الشعب العراقي."
قال نصر الله إنه يعتقد أن أمريكا تريد أيضاً تقسيم لبنان وسوريا. في سوريا، كما قال، ستكون النتيجة دفع البلاد "إلى الفوضى والمعارك الداخلية كما في العراق". أما في لبنان، "ستكون هناك دولة سنية، ودولة علوية، ودولة مسيحية، ودولة درزية". ولكن، قال نصر الله، "لا أعرف إن كانت ستقوم دولة شيعية". قال لي نصر الله إنه يعتقد أن أحد أهداف القصف الإسرائيلي للبنان الصيف الفائت كان "تدمير المناطق الشيعية وتهجير الشيعة من لبنان. الفكرة هي إرغام شيعة لبنان وسوريا على الهرب إلى جنوب العراق" الذي يهيمن عليه الشيعة." قال لي، "لست متأكداً من ذلك، لكنني أشم رائحته."
قال نصر الله إن التقسيم سيجعل إسرائيل محاطة "بدويلات هادئة. واستطيع أن أؤكد لك أن المملكة السعودية ستتعرض للتقسيم أيضاً، وسوف يصل الأمر إلى دول شمال أفريقيا. ستكون هناك دويلات إثنية دينية. وبكلمات أخرى، ستكون إسرائيل الدولة الأهمَ والأقوى في المنطقة المقسمة إلى دويلات إثنية ودينية متفقة مع بعضها البعض. هذا هو الشرق الأوسط الجديد."
في الحقيقة، رفضت إدارة بوش باستمرار الحديث عن تقسيم العراق، كما أن مواقفها العلنية تشير إلى أنها تريد أن ترى لبنان في المستقبل دون أية تغييرات، مع إضعاف حزب الله بحيث يلعب دوراً سياسياً ثانوياً. كما ليس هناك أي دليل يدعم اعتقاد نصر الله القائل إن الإسرائيليين يسعون إلى تهجير الشيعة إلى جنوب العراق. ومع ذلك، فإن رؤية نصر الله لنزاع طائفي تشجع عليه الولايات المتحدة تشير إلى نتيجة محتملة لاستراتيجية البيت الأبيض الجديدة.
أثناء المقابلة أطلق نصر الله وعوداً من المرجح أن تثير شكوك خصومه. فقد قال، "إذا قالت الولايات المتحدة إن المحادثات مع أشخاص مثلنا يمكن أن تكون مفيدة ومؤثرة في تقرير السياسة الأمريكية في المنطقة، فلن تكون لدينا اعتراضات على المحادثات أو اللقاءات. ولكن إذا كان هدفهم من هذا اللقاء هو فرض سياستهم علينا، فسيكون ذلك مضيعة للوقت." قال إن ميليشيا حزب الله، إلا في حال تعرضت للهجوم، سوف تعمل داخل الحدود اللبنانية، وتعهدَ بنزع سلاحها في حال تمكن الجيش اللبناني من الوقوف على قدميه. وقال نصر الله إن لامصلحة له في إشعال حرب جديدة مع إسرائيل. لكنه أضاف إنه يتوقع ويحضر لهجوم إسرائيلي آخر لاحقاً خلال هذه السنة.
وأصر نصر الله على أن المظاهرات في بيروت ستستمر حتى سقوط حكومة السنيورة أو موافقتها على الشروط السياسية لائتلافه. فقد قال لي، "من الناحية العملية لا يمكن لهذه الحكومة أن تحكم. يمكنها أن تصدر الأوامر، لكن غالبية الشعب اللبناني لن تستجيب ولن تعترف بشرعية هذه الحكومة. يبقى السنيورة في منصبه نتيجة الدعم الدولي، لكن هذا لا يعني أن بمقدور السنيورة أن يحكم لبنان."
وقال نصر الله إن المديح المتكرر للرئيس بوش لحكومة السنيورة "هو أكبر خدمة يمكن أن يقدمها للمعارضة اللبنانية، لأن ذلك يضعف موقفهم أمام الشعب اللبناني والشعوب العربية والإسلامية. إنهم يراهنون بأننا سنتعب. لكننا لم نتعب أثناء الحرب، فكيف يمكن أن نتعب من التظاهر؟"
هناك انقسام حاد داخل إدارة بوش وخارجها حول كيفية التعاطي مع نصر الله، وإن كان بمقدوره في الحقيقة أن يكون شريكاً في تسوية سياسية. فقد قال مدير الاستخبارات القومية جون نيغروبونتي، في شهادة وداعية للجنة الاستخبارات القومية في كانون الثاني/يناير إن "حزب الله يحتل مركز استراتيجية إيران الإرهابية. ... فمن المحتمل أن يقرر شن هجمات ضد المصالح الأمريكية في حال شعر أن بقاءه أو بقاء إيران معرض للخطر. ... إن حزب الله اللبناني ينظر إلى نفسه بصفته شريك طهران".
في سنة 2002 أطلق ريتشارد آرميتاج، الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك، اسم "الفريق الأساسي" للإرهابيين على حزب الله". لكنه اعترف في مقابلة حديثة أن الموضوع قد أصبح أكثر تعقيداً. فقد قال لي آرميتاج إن نصر الله قد برز بصفته "قوة سياسية لها وزنها، بحيث يمكنه أن يلعب دوراً سياسياً في لبنان في حال قرر ذلك." ومن حيث العلاقات العامة والمناورات السياسية، على حد قول آرميتاج، فإن نصر الله "هو الرجل الأذكى في الشرق الأوسط". لكنه أضاف إن على نصر الله "أن يوضح أنه يريد أن يلعب دوراً مناسباً يليق بالمعارضة. وبالنسبة إلي، لا يزال هناك دين يجب أن يدفع" – وهي إشارة إلى العقيد الذي قتل في تفجيرات مقر المارينز.
طالما كان روبرت باير، عميل "سي آي إيه" السابق لمدة طويلة في لبنان، ناقداً شرساً لحزب الله وقد حذر من ارتباطه بالإرهاب الذي ترعاه إيران. لكنه قال لي، "الآن، لدينا عرب سنة يحضرون لنزاع عنيف، وسوف نحتاج لأحد ما لحماية المسيحيين في لبنان. عادة ما يقوم الفرنسيون والولايات المتحدة بذلك، أما الآن فسيلعب نصر الله والشيعة هذا الدور." وأضاف باير، "القصة الأهم في الشرق الأوسط هي صعود نصر الله من رجل عادي إلى قائد – من إرهابي إلى رجل دولة. الكلب الذي لم يعو هذا الصيف" – أثناء الحرب مع إسرائيل – "هو الإرهاب الشيعي." كان باير يشير إلى مخاوفه من أن يقوم نصر الله، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل واختطاف جنودها، بإطلاق موجة من الإرهاب ضد الأهداف الإسرائيلية والأمريكية حول العالم. فقد قال، "كان بمقدوره الضغط على الزناد، لكنه لم يفعل ذلك."
يقر معظم أعضاء المجتمعات الاستخبارية والدبلوماسية بروابط حزب الله مع إيران. ولكن هناك خلاف حول الدرجة التي يمكن لحسن نصر الله أن يضحي فيها بمصالح حزب الله لصالح إيران. وقد أطلق ضابط "سي آي إيه" سابق خدم في لبنان أيضاً على نصر الله اسم "الظاهرة اللبنانية"، قائلاً "نعم، إنه يتلقى العون من إيران وسوريا، لكن حزب الله قد ذهب إلى أبعدَ من ذلك." قال لي إنه كانت هناك فترة في أواخر الثمانينيات عندما كان بمقدور محطة "سي آي إيه" في بيروت أن تراقب مكالمات نصر الله بشكل سري. وقد وصف نصر الله بأنه "قائد عصابة قادر على عقد الصفقات مع عصابات أخرى. فقد كانت له علاقات مع الجميع."
إطلاع الكونغرس
إن اعتماد إدارة بوش على العمليات السرية التي لم يتم إطلاع الكونغرس عليها وتعاطيها مع الوسطاء الذين يحملون أجندات مشبوهة قد أعاد إلى أذهان البعض في واشنطن فصلاً سابقاً من التاريخ. فقبل عقدين من الزمان، حاولت إدارة ريغان تمويل قوات "الكونترا" النيكاراغوية بشكل غير شرعي، بواسطة أسلحة مشتراة بشكل سري من إيران. وكانت الأموال السعودية جزأ مما عرف لاحقاً بفضيحة "إيران – كونترا"، كما أن بعض اللاعبين في ذلك الوقت – وبشكل خاص الأمير بندر بن سلطان وإليوت إبرامز – متورطون اليوم أيضاً في هذه العمليات اليوم.
كانت قضية "إيران – كونترا" موضوع مناقشة غير رسمية حول "الدروس التي تم تعلمها" قبل سنتين بين المشاركين في تلك الفضيحة. ترأس إبرامز النقاش. وقد انطوى أحد الاستنتاجات على فكرة أنه بالرغم من انكشاف البرنامج في النهاية، فقد كان بالإمكان تنفيذه دون إخبار الكونغرس. أما بالنسبة إلى ما تعلموه من تلك التجربة، فيما يتعلق بالعمليات السرية المستقبلية، فقد توصل المشاركون إلى التالي: "أولاً، لا يمكنك الوثوق بأصدقائنا. ثانياً، يجب أن تبقى وكالة الاستخبارات المركزية خارج الموضوع. ثالثاً، لا يمكنك الوثوق بالعسكر. ورابعاً، يجب إدارة العملية من مكتب نائب الرئيس" – وهي إشارة إلى دور [ديك] تشيني، حسب ما قاله المسؤول الاستخباراتي الرفيع السابق.
وقد قال لي لاحقاً مستشاران حكوميان والمسؤول الاستخباراتي الرفيع السابق إن أصداء "إيران – كونترا" كانت أحد العوامل التي ساهمت في قرار نيغروبونتي بالاستقالة من إدارة "الأمن القومي" والقبول بموقع فرعي في البرلمان بصفة مساعد وزير الخارجية. (رفض نيغروبونتي التعليق على ذلك.)
كما قال لي المسؤول الاستخباراتي الرفيع السابق إن نيغروبونتي لم يكن يرغب بتكرار تجربته في إدارة ريغان، عندما كان سفيراً في هندوراس. "قال نيغروبونتي، ’مستحيل. لن أسلك ذلك الطريق مرة أخرى، حيث تدير هيئة الأمن القومي العمليات بشكل سري وغير قانوني، ودون أية تقارير رسمية.‘" (في حالة عمليات وكالة الاستخبارات المركزية السرية، على الرئيس إصدار تقرير مكتوب وإعلام الكونغرس.) وبقي نيغروبونتي مساعداً لوزير الخارجية، كما أضاف، لأنه "يؤمن أن بمقدوره التأثير على الحكومة بطريقة إيجابية."
قال المستشار الحكومي إن نيغروبونتي كان متفقاً مع أهداف سياسة البيت الأبيض لكنه "كان يريد تنفيذ تلك السياسة بشكل رسمي." كما قال لي مستشار البنتاغون إنه "كان هناك شعور بين المسؤولين رفيعي المستوى بأنه لم يكن مؤيداً تماماً للمبادرات السرية الجامحة." وقال، صحيح أيضاً أن نيغروبونتي كان لديه مشاكل مع سياسة روب غولدبيرغ في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط."
وأضاف مستشار البنتاغون أن إحدى الصعوبات كانت تتمثل في تبرير التمويل السري لاحقاً. فقد قال: "هناك الكثير من الأموال السوداء المبعثرة في أماكنَ عديدة ويتم استخدامها في كافة أنحاء العالم في مهمات متنوعة." إذ إن فوضى الميزانية في العراق، حيث هناك مليارات الدولارات غير المسجلة، قد ساعدت على تحويل هذه الأموال، تبعاً للمسؤول الاستخباراتي الرفيع السابق والجنرال المتقاعد.
قال لي أحد المساعدين السابقين في "هيئة الأمن القومي": "يعود ذلك إلى مرحلة إيران – كونترا. والكثير مما يفعلونه الآن يهدف غلى إبقاء الوكالة خارج الموضوع." وقال إن الكونغري لا يُحاط بمعلومات كافية عن العمليات الأمريكية – السعودية. وقال إن "وكالة الاستخبارات المركزية تتساءل، ’ماالذي يحدث؟‘ إنهم قلقون لأنهم يعتقدون أن الهواة يتحكمون بالأمور."
بدأ موضوع المراقبة والإشراف يسترعي انتباهاً أكبرَ من الكونغرس. ففي شهر تشرين الثاني/نوفمبر السابق أصدر "مكتب أبحاث الكونغرس" تقريراً حول ما وصفه بتمويه الإدارة للخط الفاصل بين نشاطات وكالة الاستخبارات المركزية والأنشطة العسكرية حصراً، والتي لا تتطلب تقارير مماثلة. كما قامت "لجنة استخبارات الكونغرس"، التي يرأسها السناتور جيه روكفيللر، بترتيب جلسة استماع، في 8 آذار/مارس، حول أنشطة وزارة الدفاع الاستخبارية.
قال لي السناتور رون وايدن، عن ولاية أوريغون، وهو ديمقراطي عضو في "لجنة الاستخبارات"، "طالما أخفقت إدارة بوش في تنفيذ واجباتها القانونية المتعلقة بإطلاع لجنة الاستخبارات بشك كامل ومتواصل. فمرة تلو الأخرى، كان الجواب ’ثقوا بنا‘". وقال وايدن: "من الصعب علي أن أثق بالإدارة."
تُرجم عن ("نيويوركر", 25 شباط/فبراير 2007)
الجمل
إضافة تعليق جديد