الرد السوري جارٍ.. كل المعارك حلب وكل الجبهات ترسم عالماً جديداً
الجمل- بقلم: جمال رابعة
إنّ ما تفوهت به مندوبة أمريكا الدائمة نيكي هايلي هو تهديد مباشر تخالف فيه ميثاق الأمم المتحدة، وحسب ما ورد في المادة 51 من الميثاق فإن الدولة السورية يحق لها الدفاع عن نفسها بكل الوسائل القانونية،
جاء الرد السوري صاعقا بصفعة قوية على لسان الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الامم المتحدة، وفي سابقة لم تحصل في تاريخ الامم المتحدة وفي مجلس الامن منذ التأسيس وحتى تاريخه ولأول مرة، تم تهديد الادارة الامريكية ومن على منصة مجلس الامن بوصفها دولة احتلال وسنقاومها وننتصر عليها.
الرد السوري هو انتصار دبلوماسي سياسي كبير، وبالتوازي مع الانتصار الميداني الذي ينجزه الجيش العربي السوري ومحور المقاومة وحلفاءها واصدقاءها، والرد ليس انتصار سوريا فقط، والحقيقة ان الكلمة اثلجت صدور ممثلين شعوب الدولة المستضعفة والمهيمن عليها من قبل قوى الاستكبار العالمي تتقدمهم واشنطن، وعامل مهم لتشكيل حالة من اليقظة والنهوض لإزالة كافة حواجز الخوف من غطرسة الادارة الامريكية والاستعمار الغربي، واسقاط هذه الهيبة المزيفة لأمريكا وفرنسا وبريطانيا في المياه الآثنة
لذلك أقول يأتي هذا التصعيد السياسي من قبل الإدارة الأمريكية، وقد اعتدنا على ذلك في ظل الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري في سحقه لقوى الإرهاب في الغوطة الشرقية. وحفاظا من قبل الحلف المعادي على هذه القيادات الإرهابية التي تقوم بقيادة العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، وهم أمريكيون وبريطانيون وصهاينة وخليجيون، زد على ذلك أن هذا التصعيد السياسي والعسكري يأتي في إطار رفع معنويات هؤلاء الإرهابيين التكفيريين.
وهنا اشير إلى أن هناك قوات أمريكية فوق أراضي الجمهورية العربية السورية، وهي قوى احتلال، وبحسب الميثاق فإن الدولة السورية الحق في مقاومة هذا الاحتلال بكل الوسائل السياسية والعسكرية وذلك دفاعاً عن النفس، فالعدوان الأمريكي على سوريا ليس بجديد ومن حق الشعوب الحرية وتقرير المصير والحفاظ على السيادة الوطنية، كما حصل من قبل الإدارة الأمريكية بعدوانهم على بعض دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
وأؤكد أن كل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ونستثني روسيا والصين وبعض دول أمريكا اللاتينية، مصادرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومسيسة وتعتبر السياسات والتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية للغرب الأطلسي، مرهونة وتابعة لما يملى عليها من قبل الإدارة الأمريكية، وفي حقيقة الأمر هناك حالة عجز حقيقي يعاني منها مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة لجهة الهيمنة الأمريكية والخضوع التام لها سياسيا وماليا.
وأرى أنه في الحقيقة المطلقة، أنّ من أسس داعش واضح تنظيميا ودعما ماليا وعسكريا، إذ تم ذلك في أقبية المخابرات البريطانية والأمريكية وهذا جاء بأكثر من مناسبة، وباعتراف الساسة الغربيين، وآخرهم كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وما قام به عدوان التحالف الدولي تتقدمه واشنطن، على الرقة وتدميرهم واستهدافهم للبنى التحتية والمنشآت العامة، فكان الهدف الأساس تهجير السكان من بيوتهم ومناطقهم لتسهيل تنفيذ مخططهم التقسيمي بتغيير ديموغرافي، كما كانوا يحلمون، لكن إرادة الشعب السوري وانتصارات الجيش السوري لسحق قوى الإرهاب واعتماد الجيش السوري لاستراتيجيات وأولويات لتحرير كامل الجغرافيا السورية، بالأمس حلب واليوم الغوطة وغدا إدلب، إلى أن يتم تحرير كامل أراضي الجمهورية العربية السورية.
اعلان الانتصار الكبير كان من قلب المعركة التي يخوضها بواسل جيشنا العربي السوري بزيارة الرئيس الاسد الى الغوطة الشرقية غير عابئ بكل التهديدات التي تصدر من الحلف المعادي امريكا وبريطانيا وفرنسا وعنوان للإصرار والتصميم على تحرير كامل الغوطة الشرقية من الارهاب الدولي، ومن خلالها يسقط كل المسوغات والمبررات التي يدعون ويتزرعون بها افتراء وكذبا، من مسرحية السلاح الكيماوي الى الدواعي الانسانية.
إن ما يحصل في الغوطة الشرقية من "التباكي على المدنيين" الذي يدعيه المحور المعادي، يهدف في الأساس لحماية القيادات الإرهابية ومن يدعمها من أجهزة استخبارات غربية فكان في قلب المعركة والحدث ومع جماهير شعبنا في الغوطة، كما احب هنا ان اشير الى ان الرسالة كانت الى كافة قوى الاحتلال في سوريا امريكية وتركية، وان كل شبر في سوريا هو الغوطة الشرقية لكن للمعركة اولويات، والجيش العربي السوري قادم لتطهير كافة اراضي الجمهورية العربية السورية من هنا جاء كلام الرئيس الأسد بأن المعركة اكبر من سورية، وكل رصاصة أطلقت وكل متر تقدم فيه سائق دبابة كان يغير الخريطة السياسية للعالم.
أخيراً إن استراتيجية الحلف المعادي ترتكز على إطالة أمد الصراع والحرب في سوريا، والمزيد من استنزاف الدولة السورية خدمةً للمشروع الصهيوأمريكي خليجي.
وان ما تقوم به واشنطن وحلفاؤها توضح ان الحقيقة المطلقة للسياسة العدوانية والهيمنة على الشعوب المقهورة والمظلومة التي مارستها واشنطن وحلفاؤها اظهرتها بشكل جلي الحرب على الدولة السورية ،عنوان الصمود والصلابة وأما ما يتشدقون به عن تطبيق الديمقراطية التي تخفي وراءها كل الادارات الامريكية من جمهوريين وديمقراطيين ما هو الا ذريعة ومسوغات ومبررات للاعتداء على السيادة الوطنية للدول المستقلة ودعم ظروف اللاستقرار، لاستمرار اعمال العنف والاضطرابات وامتداد وتنامي الارهاب والتطرف الديني في الشرق الاوسط وشمال افريقية.
*عضو مجلس الشعب السوري
إضافة تعليق جديد