كوشنر يعتبر جمعه أطراف لبنانية على مائدة الغداء انتصاراً
التقى بعض زعماء لبنان المتنافسين وجها لوجه للمرة الأُولى منذ أشهر خلال مأدبة غداء بالسفارة الفرنسية في بيروت يوم الأحد فيما يعتبر النتيجة الملموسة الوحيدة لجهود وساطة قام بها وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر على مدى ثلاثة أيام.
وقال كوشنر ان المأدبة التي استضافها تمثل مرحلة جديدة في مساعي فرنسا لحل أزمة لبنان السياسية المستمرة منذ ثمانية شهر وبداية لحوار بين الحكومة التي يدعمها الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله.
وقال كوشنر للصحفيين في مطار بيروت في ختام زيارته "في لبنان هذا انتصار لاننا نجحنا في جمع كل هؤلاء الأشخاص معا."
وأضاف أن الزعماء تحدثوا مع بعضهم البعض لكنه أقر بأنه لايزال هناك الكثير من العمل قبل امكان تحقق انفراجة. وقال انه قد يعود لبيروت في النصف الثاني من أغسطس.وأضاف "نأمل أن يتحقق تقدم .. هذه ليست قضية ميؤوسا منها."
وأكد كوشنر مجددا على مخاوفه من ان ينزلق لبنان مرة أُخرى في براثن حرب أهلية اذا لم يتم قريبا حسم الأزمة المعوقة من خلال المفاوضات.
وتوجه كوشنر الى القاهرة حيث سيبحث الازمة اللبنانية مع وزيري خارجية مصر والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال عشاء عمل.
وردا على سؤال حول ما الذي سيفعلونه بالنسبة للبنان قال كوشنر في القاهرة " من الضروري ممارسة ضغوط .. بحيث لا يتسني لسوريا وايران ممارسة نفوذ من شأنه ان يؤدي الى حرب. لا أعرف كيف اذ يحدوني الأمل ان نحدد ذلك هذا المساء."
وكان كوشنر قال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقب محادثات في القاهرة ان الجهود الدولية لحل الازمة اللبنانية لن تنجح الا اذا اتفق اللبنانيون فيما بينهم على ايجاد حل.
وقال عبر مترجم "أستشعر ان هناك مخاطر كبيرة في هذا البلد حاليا."فرنسا لا تستطيع بنفسها أن تحل الازمة اللبنانية... كنت مجرد مُسَهِل للحوار بين الاطراف اللبنانية."وأضاف أن هناك أزمة ثقة بين الاطراف اللبنانية كما أن تدخل دول أخرى في الازمة يفاقمها.وحضر مأدبة الغداء جميع الزعماء الكبار في ائتلاف الاغلبية الحاكم باستثناء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
ولم يحضر أيضا زعيما المعارضة الشيعية وهما رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله حسن نصر الله لكنهما بالاضافة الى السنيورة أرسلوا مندوبين.
وكان ميشيل عون زعيم المعارضة الرئيسي الذي حضر مأدبة الغداء. وقضى عون تسعينات القرن الماضي في المنفى في فرنسا.
ولم تتوقع مصادر سياسية لبنانية شيئا يذكر من زيارة كوشنر للبنان بسبب تعقيدات الازمة وصلات الاطراف المحلية بقوى مثل سوريا وايران والولايات المتحدة.
وذكر كوشنر أن مناقشاته مع الجماعات المختلفة في بيروت ركزت على قضيتين أساسيتين هما تشكيل حكومة وحدة وطنية والانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 25 سبتمبر أيلول.
وانزلق لبنان الى أزمة سياسية في نوفمبر تشرين الثاني عندما استقال جميع الوزراء الشيعة وعددهم خمسة ووزير مسيحي من حكومة السنيورة بعد أن رفضت الحكومة مطالب المعارضة بتمثيل حاسم يعطيها حق تعطيل قراراتها.
ورفض السنيورة بدعم من الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية مطالب المعارضة بتقديم استقالته.وينصب التناحر في الوقت الراهن بين الأغلبية الحاكمة ومعارضيها على جلسة للبرلمان ستعقد يوم 25 سبتمبر أيلول لاختيار رئيس جديد يحل محل الرئيس المؤيد لسوريا اميل لحود.
ويخشى كثيرون أن يسقط لبنان في براثن حرب أهلية اذا لم ينتخب رئيس جديد قبل انقضاء فترة ولاية لحود في 24 نوفمبر تشرين الثاني.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد