الشرع يؤكد فشل أميركا وإسرائيل: اتفـاق الدوحـة ليـس حـلاً جـذرياً
اعتبر نائب الرئيس فاروق الشرع، أمس، أنّ اتفاق الدوحة «جاء ليجنّب لبنان المزيد من المآسي»، لكنه رأى أنّ الاتفاق «لم يقدم حلا جذرياً للمشكلة الوطنية في لبنان»، مشيرا الى ان الهم الأساسي لدمشق هو إعادة العلاقات السورية اللبنانية الى مجراها الطبيعي.
ورأى الشرع، في مقابلة مع قناة «المنار» أنّ «الجبهة اللبنانية والجبهة السورية تشكلان على الصعيد الأمني العام جبهة واحدة»، موضحا أنّ قرار وضع مزارع شبعا تحت الغطاء الدولي هو قرار لبناني، لكنه أكد ضرورة أن «يعلموا أن هؤلاء الناس (الإسرائيليين) لا يريدون إعادة هذه المزارع إلى لبنان».
وأشار الشرع الى أنّ «حرب تموز عام 2006 أعطت أملاً كبيراً للبنانيين»، لافتاً إلى أن «أميركا فشلت في المنطقة عندما قررت أن تعتدي على لبنان عبر شنها
هذه الحرب عليه». وأكد الشرع أنّ «إسرائيل وأميركا فشلتا في استعادة روح 17 أيار» لبنانياً، لافتاً إلى أنه «حتى خط (قوى) 14 آذار ليس موافقاً بأكمله على 17 أيار إذا حدث الآن».
ونفى الشرع وجود مشروع سوري ـ إيراني في لبنان، مشدداً على أنّ دمشق «تنظر إلى حزب الله باحترام، والندية تأتي نتيجة لهذا الاحترام».
وأكد الشرع أن دمشق تجاوزت مسألة المحكمة (الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري( مشيراً إلى أنّ المشكلة كانت في أنّ البعض أراد استخدامها كـ«أداة ضد سوريا». كما شدد على أهمية العلاقات بين دمشق والرياض، معتبراً أنّ «أي شرخ يحصل في هذه العلاقة، سيؤدي إلى شرخ في الأمن العربي».
ورداً على سؤال حول استئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، أوضح الشرع أنه لا يمكن وضعها في خانة المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، مشيراً إلى أنها «مفاوضات استطلاعية للتمهيد إلى إمكانية الوصول إلى مفاوضات حقيقية».
ونفى الشرع أن تكون سوريا قد قبلت بالوساطة التركية لتحجيم دور مصر كوسيط، موضحاً أنّ «سوريا لا تتعاطى بالنكايات، لأنك عندما تدخل في هذه المسألة تفقد البوصلة كلياً». وأضاف «إذا كانت مصر ترغب في المساعدة على إحلال سلام لا مساومة فيه، فإنّ سوريا سترحب بذلك».
وقال الشرع إن «لبنان هو المسؤول عن استئناف المفاوضات مع إسرائيل، لأنه شارك في مؤتمر مدريد من جهة، وسوريا أيضاً يمكنها أن تقوم بذلك من جهة أخرى».
وحول زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إسرائيل، وخطابه أمام الكنيست، أوضح نائب الرئيس السوري أن «الرئيس الفرنسي أراد أن يرضي الجميع»، مشيراً إلى أن «المصالح تلعب دوراً كبيراً في السياسة الفرنسية الجديدة».
ورأى الشرع أنّ ساركوزي سعى إلى «إرضاء الجمهور الإسرائيلي، فاستخدم كلمات ترفع من معنويات الشعب الإسرائيلي... وإذا كان فعلا يهتم بأمن الدولة العبرية فيجب عليه أيضاً الاهتمام بأمن السوريين واللبنانيين والفلسطينيين»، معتبراً أنه «إذا كان ساركوزي صادقاً، فسيتوصل إلى قواسم مشتركة تجعل من استمرار الاحتلال وغياب الدولة الفلسطينية مسؤولية على أوروبا بشكل عام وعلى فرنسا بشكل خاص».
وأضاف «هذه لغة جديدة والأميركيون لم يتعاطوا بهذه الطريقة مع الفلسطينيين والعرب والسوريين»، لكنه أوضح أن هذا التفاؤل إزاء السياسة الفرنسية «لا يخلو من الشكوك لأن الإدارة الجديدة في فرنسا لم تمتحن بما فيه الكفاية، ولا تستطيع أن تحكم على سياسة خلال أشهر، ولكن آمل أن تنحسر الشكوك تدريجياً».
وحول العلاقات مع واشنطن قال الشرع، «نحن نؤيد التغيير في الولايات المتحدة، وهذا أيضا مطلب أوساط معينة في واشنطن لا سيما أن شعار المرشح إلى البيت الأبيض باراك أوباما هو التغيير، فالسياسة الأميركية خلقت أوضاعاً غير مستقرة في دول عديدة، والإدارة القادمة ستعالج حتماً هذه الأمور».
وحول الزيارة التي قام بها وفد وكالة الطاقة الدولية إلى سوريا، أكد الشرع أنّ هؤلاء «لديهم صلاحيات في زيارة الموقع المعني فقط»، في إشارة إلى موقع دير الزور، وأضاف «نحن في سوريا نطالب بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، ولكن بشرط إدخال إسرائيل تحت الرقابة الدولية وبالتالي تجريدها من أسلحة الدمار الشامل، معتبراً أنّ السياسة الأميركية في هذا الإطار تجعل من معاهدة منع الانتشار النووي عبئاً على الدول التي تلتزم بها.
إلى ذلك، شدّد الشرع على أنّ دمشق لا تساوم على علاقاتها، سواء بإيران أو بالمقاومة، لكنه أوضح أنّه من غير الضروري أن تكون المواقف متطابقة بين طهران ودمشق في كل المسائل.
وبرّر الشرع عدم وجود مقاومة في الجولان على غرار المقاومة في لبنان، بالقول إنّ «الجيش السوري موجود وقوي ويزداد قوة ومناعة وتسليحاً وهناك اتفاق فصل القوات في الجولان وقوات (الأمم المتحدة في الجولان) «الاندوف»، وهما أمران يجعلان التفكير بالمقاومة بحاجة لإعادة نظر شاملة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد