رغم غياب الدعم... البطاطا تحقق الأمن الغذائي للموسم
حقق مزارعو البطاطا البطولة الفعلية لهذا الموسم بتأمين كميات فائضة من إنتاج البطاطا الجيدة ما أمن الغذاء الشعبي المطلوب للناس بسعر منخفض ونافسهم على البطولة مزارعو البندورة الذين زادوا إنتاجهم بالمستوى نفسه.
مزارعو البطاطا اليوم حققوا هدفاً إستراتيجياً لسورية بتأمين حد معقول من غطاء الأمن الغذائي فمن محاسن البطاطا أنها متعددة طرق التحضير والتقديم وهي من مفاخر الطبق السوري، ومن محاسن الصدف أيضاً أن نوعيات البذار لهذا العام هي من النوعيات الجيدة سواء أكانت مستوردة عن طريق وزارة الزراعة أم عن طريق المهربين الذين غطوا فجوة البذار التي استمرت منذ عام 2003 وحتى العام الجاري وذلك منذ ازدياد الطلب على البطاطا في أسواق المنطقة بعد الاحتلال الأميركي للعراق وازدياد الطلب على البطاطا في سورية التي كانت مكتفية ذاتيا من البطاطا منذ عام 1996 وحتى عام 2004 وكان لدى سورية فائض طفيف من الإنتاج يعادل 3 % فتح له أسواق رائدة في ألمانيا وقبرص وإيطاليا إضافة إلى كميات قليلة كانت تصدر إلى أسواق الخليج العربي.
ويصل حجم صادرات سورية اليومية من البطاطا إلى العراق ما يزيد على 1500 طن يومياً.
ونظراً لطبيعة البطاطا كمنتج قابل للتخزين نسبيا فإن هذه العروة يمكنها جسر فجوة ما قبل رمضان فقد أبعدت البطاطا الرخيصة وشقيقتها البندورة الحورانية أشباح الأسعار المجنونة التي عمت أسعار السلع الأخرى منذ ثلاثة أشهر بعد رفع أسعار المازوت بنسبة 350 % دفعة واحدة.
ونظراً لتأصل دور المتفرج عند وزارة الزراعة عند الحديث عن البطاطا فإن حالة الإنتاج الطيبة التي ملأت الأسواق بمادة بطاطا جيدة يجب أن تنظر له وزارة الزراعة وغيرها من أذرعة الحكومة القادرة على التدخل في السوق وذلك بتشجيع المصدرين على فتح أسواق جديدة ثابتة نظراً لما تتمتع به سورية من ميزة نسبية في إنتاج البطاطا الموضبة والمصدرة للخارج والبطاطا غير الموضبة وعلى مستوى العروات الثلاث الربيعية والخريفية والصيفية وذلك بسبب الإنتاجية العالية لوحدة المساحة وتوافر إنتاج المحصول على مدار العام نتيجة الظروف المناخية الملائمة لزراعة ثلاث عروات والسعر العالمي المرتفع والاهتمام بتحسين نوعية البذار.
وتقول إحدى الدراسات التسويقية للبطاطا أن نظام البطاطا الربيعية الموضبة والمصدرة يتميز بربحية اجتماعية أعلى من البطاطا الخريفية المصدرة للعراق دون توضيب ويتميز أيضاً نظام البطاطا الصيفية الموضبة المصدرة بميزة نسبية أقوى من الأنظمة الخريفية والربيعية وذلك يعود للإنتاجية العالية في العروة الصيفية مقارنة مع باقي العروات.
وللاستفادة من هذه الميزات التنافسية لا بد من وضع سياسات تضمن الحد من تذبذب أسعار البطاطا لجميع العروات على مدار العام ومن ثم تحقيق ربح جيد على مستوى المزرعة ومنها تحسين التبادل التجاري للمدخلات والمنتجات الزراعية مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
والبدء بدراسة متطلبات الأسواق الخارجية من أنواع البطاطا ليصار إلى الإنتاج حسب طلب هذه الأسواق وأوقات الحاجة، على سبيل المثال التحضير لتوفير متطلبات الأسواق الأوروبية التي خصت سورية بـ35 ألف طن دون رسوم جمركية.
مصطفى السيد
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد