عباس يطلب دعم سورية لإنجاح الحوار الفلسطيني..
ربط الرئيس بشار الأسد خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في دمشق أمس «حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة» بـ«استعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية» على حين أعرب الرئيس عباس عن «تقديره لجهود سورية ودورها الداعم للمصالحة الوطنية الفلسطينية».
وقام عباس بزيارة رسمية إلى دمشق استمرت يومين طلب خلالها «دعم الرئيس الأسد لإنجاح جهود الحوار بين الفلسطينيين» بحسب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.
وقال عباس للصحفيين إنه بحث مع الأسد «جميع القضايا المطروحة والخاصة بالمفاوضات والوضع الداخلي الفلسطيني والمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية وغيرها من القضايا بما في ذلك الوضع العربي بشكل عام»، وأوضح أن «المباحثات تناولت أيضاً موضوع الحوار الفلسطيني الشامل ومحاولة تطبيق المبادرات العربية المعتمدة في قمة دمشق».
وبينما شدد وزير الخارجية وليد المعلم على «ضرورة الإسراع في الحوار الوطني الفلسطيني»، أشاد عريقات بـ«حرص الرئيس الأسد على إنجاح الحوار الفلسطيني وإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام».
وقال مسؤول فلسطينيإن زيارة الرئيس عباس «هدفت إلى جانب التشاور مع القيادة السورية والتنسيق، دفع اتفاق فلسطيني قبل موعد التاسع من كانون الثاني الذي تعتبره حماس موعد انتهاء الولاية الدستورية لعباس. وأضاف «إن الحوار الجاري الآن في القاهرة يهدف إلى تمكين الوصول إلى اتفاق الفصائل على تشكيل حكومة وحدة وطنية من المستقلين قبل موعد التاسع من كانون الثاني» على اعتبار أن هذا «يجنب الساحة الفلسطينية مزيدا من الانقسام»، وقال إن «الجانب الفلسطيني خلال لقائه المسؤولين السوريين شدد على ضرورة دعم سورية للحوار الجاري في القاهرة، كما لآليات تطبيق نتائجه»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «ثمة نصاً دستوراً فلسطينياً يقول بضرورة تلازم الانتخابات التشريعية والرئاسية».
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الحديث مع الجانب السوري جرى على أرضية «المبادرة اليمنية التي تحولت إلى مبادرة عربية» تقوم على أسس «تشكيل حكومة وحدة وطنية من المستقلين، تتولى التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية وإعادة النظر في تشكيلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية وليس على أسس الانتماءات».
وقال المسؤول: «إنه سيكون هنالك حاجة لدعم عربي هنا من أجل تطبيق آليات لتحقيق ذلك» موضحاً أن «سورية لها علاقات مع الأطراف الفلسطينية وهي قادرة على القيام بأدوار لا يتمكن غيرها من القيام بها».
وتتخوف سورية من أن يشكل الخلاف على مدة ولاية عباس سبباً آخر لزيادة الانقسام الفلسطيني. ووصف عباس الدور السوري في المصالحة الوطنية بين الأطراف الفلسطينية بأنه «دور تاريخي وأساسي» وأكد «الحرص على استمرار التنسيق» مع سورية. ورداً على سؤال قال إنه «لا مانع لدى سورية والأمور مسهلة» فيما يتعلق بافتتاح مكتب لحركة فتح أو سفارة فلسطينية في دمشق. وتمنى عباس أن تشكل حوارات القاهرة والحوار الشامل المرتقب بين مختلف الفصائل الفلسطينية «مدخلاً للحل، ونأمل أن تكون الأمور سالكة ويجب أن تكون سالكة» وقال: «ليس هناك من يسعده الفرقة الفلسطينية، ولن يحترمنا أحد إذا بقينا في وضع ممزق». وقال عريقات قبل لقاء الأسد وعباس إن هذا اللقاء «يدخل في إطار التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين» وأضاف: «أكدنا منذ البداية سعينا للسلام الشامل وتحرير الأرض بما فيها القدس والجولان، نقول إن التنسيق بين البلدين على أعلى مستوى ولن نسمح لأي طرف بالتلاعب». وبعد اللقاء، أشار عريقات إلى أن الرئيس عباس أجرى لقاء منفرداً مع الرئيس الأسد قبل أن يعقدا اجتماعاً موسعاً بحضور نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، ووصف اللقاء «بالإيجابي جداً».
وأعلن عريقات أن الرئيس عباس طلب مساعدة الرئيس الأسد في كل مجال ممكن لإنجاح الحوار وإنهاء الانقسام، وتابع «وجدنا لدى الرئيس الأسد كل الحرص لإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني والحرص على إنهاء حالة الانقسام الحاصل». وقال «يجب ألا يفشل الحوار ويتكرس الانقسام، ندعو كل طرف وخاصة الرئيس الأسد لدعم جهود إنجاح الحوار».
ونقل عريقات عن الرئيس الأسد قوله «إن ذلك (المصالحة الفلسطينية) مصلحة عربية عليا وغير مسموح بقاء الوضع على ما هو عليه الآن».
وقالت وكالة «سانا» إن الرئيسين الأسد وعباس بحثا «الجهود المبذولة من أجل إنهاء حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني» ونقلت سانا عن الرئيس الأسد تأكيده أن «سورية تعتبر استعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية هي الضمانة الوحيدة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ومن شأنها أن تعزز الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام». وشدد الرئيس الأسد على أن «القضية الفلسطينية كانت ولاتزال القضية المحورية بالنسبة لسورية وللعرب جميعاً وأن سورية لن تدخر جهداً في دعم الشعب الفلسطيني وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس». من جانبه، أعرب الرئيس عباس عن «تقديره لجهود سورية ودورها الداعم للمصالحة الوطنية الفلسطينية خاصة أنها طرف أساسي في المنطقة وفي عملية السلام وتترأس القمة العربية» وأضافت سانا أن «الرئيس عباس أطلع الرئيس الأسد على مستجدات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأكد الجانبان ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بينهما لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين».
وأعلن وزير الخارجية وليد المعلم أن «سورية ستقوم بالوساطة بين فتح وحماس في الوقت المناسب أما الآن فنحتاج إلى بدء الحوار » وقال إن سورية تدعم الجهد المصري للحوار بين الفلسطينيين طالما أن الهدف هو الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف المعلم في تصريحات للصحفيين خلال وداعه عباس «يجب الإسراع (في المصالحة الفلسطينية) لأن الوقت يداهمنا ومن هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس عباس والجهود المصرية بهذا الاتجاه».
وحول لقاءات عباس مع قادة الفصائل أكد عريقات أن الزيارة لسورية رسمية وجدول الأعمال هو لقاء الرئيس بشار الأسد قائلا «لا لقاءات أخرى».
لكن مصادر فلسطينية أكدت أن عباس التقى الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة حيث بحث الاثنان تطورات جهود المصالحة الفلسطينية.
وأضافت المصادر أن معظم القيادات الفلسطينية الأخرى موجودة في الدوحة للمشاركة في مؤتمر حول القدس.
راضي محسن
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد