بيريز وعبد الله تحت سقف واحد

الحدث الجلل الذي سيحصل، اليوم، في نيويورك هو اجتماع الملك السعودي عبد الله والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز »تحت سقف واحد«. الكلام للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ما أغفله بان من تفاصيل، ذكرته صحيفة »هآرتس«، مؤكدةً أن الملك سيلتقي، على هامش مؤتمر »التسامح الديني وثقافة السلام«، الذي ينعقد اليوم وغداً، حاخامات يهوداً. هو لقاء ليس »الأول من نوعه«، بحسب الصحيفة التي ذكّرت بأن المسؤولين الإسرائيليين سبق أن أعلنوا بأنهم سيستغلون هذا الحدث، لإجراء حوار مع العديد من القادة العرب.
ويشارك في المؤتمر، الذي دعا إليه الملك السعودي والأمين العام للأمم المتحدة، ٢٥ من زعماء العالم بينهم رؤساء وملوك وأمراء من لبنان والبحرين والأردن وباكستان والكويت، ورؤساء وزراء فلسطين وقطر والمغرب ومصر (ومفتيها علي جمعة) وبريطانيا وجيبوتي، وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، وممثلون عن الفاتيكان.
إلى جانب هؤلاء، يحضر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزيرة الخارجية الإســـرائيلية تسيبي ليفـني، ومسؤولون من الدولة العبرية أعلنــوا صــراحةً، بحسب »هآرتس«، أنهم سيستغـلون المؤتمر لإجـراء حـوار مــع
العديد من القادة العرب، مضيفةً أن الملك السعودي سيلتقي على هامش المؤتمر برئيس الكونغرس اليهودي رونالد لاودر والحاخام مارك سينأور.
من جهته، سُئل بان عما إذا كان يعتزم الجمع بين القادة العرب، بمن فيهم الملك السعودي، وبيريز، فأجاب »جميع القادة سيحضرون اليوم (أمس) عشاء تكريمياً، ووجود الرجلين، وقادة عرب آخرين، في قاعة واحدة يمثل خطوة مهمة وفريدة«، لا بل »أمر مشجع وإيجابي«، آملاً »بصدق أن يتمكنوا في هذا النوع من اللقاءات الاجتــماعية والدبلوماسية من تطوير تفاهم أفضل«، مغفلاً الحــديث عن الانتــهاكات المتواصلة التي تقوم بها إسرائيل بحق الفلسطينيين، استيطاناً وتوغلاً وقتلاً وقطعاً للأرزاق في غزة.
وأرجع بان مسألة جلوس الرجلين إلى مائدة واحدة إلى »بروتوكول لا شأن لي به«، مشيداً »بالجهد الهائل الذي بذله الملك من أجل هذه المبادرة«.
والملك السعودي، الذي أثارت مبادرته استهجان منظمة »هيومان رايتس ووتش« لكونها تصدر عن بلد »يقمع الحريات«، فيما وضعها إصلاحيون سعوديون »في إطار العــلاقات العامة والخداع«، سيلتقي غداً على هامش المؤتمر بالرئيس الأميركي المغادر جورج بوش.
ونفت متحدثة باسم الأمين العام أن تكون هناك خطة من قبل المنظمين لجمع الملك عبد الله وبيريز على نفس الطاولة »ولكنهما سيكونان في القاعة ذاتها وسيتناولان نفس الطعام«.
وكان مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة قد ذكر لـ»السفير« أن الرئيس ميشال سليمان سيصل إلى نيويورك قبل نحو ساعتين من العشاء الذي يستضيفه بان كي مون، وأن هناك احتمالا كبيرا لمشاركته في ذلك العشاء مع ممثلي بقية الوفود المشاركة في المؤتمر. كما أكد بان كي مون أنه ينوي عقد جلسة مشاورات ثنائية مع الرئيس سليمان على هامش أعمال الاجتماع الذي يستمر يومين.
وكان بان كي مون قد التقى مساء أمس الأول بالملك السعودي في اجتماع استغرق نحو الساعة. وقال الأمين العام للامم المتحدة أنه أثنى خلال اللقاء بمبادرة الملك عبد الله لدعوة الجمعية العامة لاستكمال جولة الحوار بين الأديان بعد اللقاء الأول في مدريد. وأضاف أنه ناقش معه كذلك قضايا تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وتحديدا مسيرة السلام والموقف في لبنان والصومال والعراق، مشيرا الى ان الملك السعودي سيكون أول المتحدثين.
كما أشار بان كي مون إلى نيته إثارة القضايا الخاصة بلبنان في اجتماعه مع بيريز ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني. واضاف أنه سيناقش معهما التفاصيل الواردة في تقريره بشأن تنفيذ القرار ١٧٠١ والمتوقع صدوره في وقت لاحق من هذا الشهر، بما في ذلك قضية مزارع شبعا المحتلة ومطالبته بانسحاب إسرائيلي من شمال قرية الغجر.

المصدر: السفير