ما دلالة تحرك القطع البحرية الأمريكية نحو الشرق الأوسط
الجمل: يشير تحليل أداء الدبلوماسية الخارجية الأمريكية السلوكي إلى تلازم إسقاط القوة العسكرية مع القوة الدبلوماسية وبالتالي نستطيع من خلال تحليل السلوك العسكري الأمريكي أن نتعرف على مكونات وخطوط سيناريو الدبلوماسية الأمريكية وبنفس القدر نستطيع من خلال تحليل السلوك الدبلوماسي التعرف على مكونات وخطوط السيناريو العسكري الأمريكي.
* ماذا تقول المعلومات؟
برزت حالياً بعض التسريبات التي نقلتها بعض التقارير العسكرية التي تحدثت عن تحركات بعض قطع البحرية الأمريكية باتجاه منطقة الشرق الأوسط ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• بدأت بعض قطع البحرية الأمريكية في البحر الأسود الإبحار ومغادرة البحر الأسود، وبرغم أن التقارير تحدثت عن ما أطلقت عليه تسمية "رحلة العودة" فإن هذه الرحلة ستمر عبر مياه البحر المتوسط المطل على الشرق الأوسط. القطعة البحرية الرئيسية في التحرك هي المدمرة الأمريكية ستاوت (STAOT) وتقول المعلومات أنها كانت تقوم بجولة في البحر الأسود شملت جورجيا وبلغاريا ورومانيا. قائد المدمرة هو ضابط البحرية الأمريكي مارك أوبرلي ويعمل تحت إمرته على ظهر المدمرة 300 عنصر وتقول المعلومات أن المدمرة ستاوت بالإضافة إلى مهماتها المتعددة فإنها تعتبر من أبرز حاملات الصواريخ الموجهة الأمريكية.
• بدأت المدمرة الأمريكية الصاروخية بينغولد ترتيبات التحرك باتجاه التمركز غرب الباسفيكي والشرق الأوسط وتقول المعلومات أن هذه المدمرة ستصل قاعدة سان دييغو البحرية الأمريكية يوم غداً 8 أيلول وأضافت التسريبات أنها ستكون واحدة من 18 قطعة بحرية أمريكية منها ثلاث سفن صاروخية و15 مدمرة وجميعها مزودة بقدرات التعامل مع الصواريخ البالستية.
تحريك القطع البحرية الأمريكية بهذه الطريقة يحمل بين ثناياه أكثر من دلالة ومن الواضح أن الشهر القادم سيشهد تمركزاً بحرياً أمريكياً مكثفاً في البحر المتوسط، ومنطقة شمال شرق المحيط الهندي المطلة على إيران والسواحل اليمنية والصومالية.
* التوزيع الكلي للقدرات العسكرية الأمريكية:
تشير خارطة إسقاط القوة البحرية الأمريكية إلى وجود خمسة مناطق رئيسية للتمركز العسكري البحري الأمريكي وتشمل خارطة الإسقاط لهذه المناطق ما يلي:
• قيادة الأساطيل البحرية: تتكون من مراكز القيادة البحرية بما يشمل قيادة أسطول غواصات المحيط الأطلنطي وقوات الطيران البحري الأطلنطي وقوات السطح البحري الأطلنطي بالإضافة إلى الأسطول الثاني الأمريكي المسؤول عن المحيط الأطلنطي بدءاً من القطب الشمالي وحتى القطب الجنوبي.
• القوات البحرية الأمريكية في أوروبا: وتتكون بشكل أساسي من الأسطول السادس الأمريكي المسؤول عن المواجهات في البحر المتوسط والبحر الأسود إضافة إلى البحر الأحمر وبرغم وجود قيادة هذا الأسطول في مدينة نابولي الإيطالية فإن له بعض مراكز القيادة الفرعية في كل من إسبانيا وقبرص وتركيا.
• الأسطول الباسفيكي: ويتكون شكل أساسي من مجموعة من التشكيلات العسكرية من القوة البحرية والبرية والجوية الأمريكية فالقوات البرية توجد في القواعد العسكرية المنتشرة في جزر الباسفيكي إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وتايلاند واندونيسيا وماليزيا وأستراليا، ويعتبر تمركز القوة البحرية الأمريكية في الباسفيك الأكبر في العالم وعلى سبيل المثال لا الحصر نصف الغواصات النووية الأمريكية توجد في هذه المنطقة وتوجد ضمن الأسطول الباسفيكي الفرعية ومنها: الأسطول السابع الأمريكي، الأسطول الثالث الأمريكي.
• القوات البحرية التابعة للقيادة الوسطى: وتعتبر من التجمعات العسكرية البحرية الحديثة نسبياً وتتضمن هذه القوات كل من الأسطول الخامس المسؤول عن أمن الخليج العربي وجنوب شرق آسيا ويتمركز حالياً في البحرين إضافة إلى أنه توجد قوات المهام الخاصة المشتركة – 150 – 151 – 152.
• القوات البحرية التابعة للقيادة الجنوبية: تتضمن كل القواعد البحرية والقطع العسكرية المنتشرة في المناطق المحيطة بقارة أمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص مناطق الكاريبي والمناطق البحرية الأطلنطية المطلة على شرق دول أمريكا اللاتينية والمناطق البحرية الباسفيكية المطلة على غرب أمريكا اللاتينية، ويعتبر الأسطول الرابع الأمريكي بمثابة القوام الرئيسي للقوات البحرية الأمريكية الناشطة في هذه المناطق.
حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى وجود نوايا أمريكية لإشعال أي مواجهة عسكرية مرتفعة الشدة في الشرق الأوسط ولكن ما هو واضح يتمثل في أن واشنطن تسعى لاستخدام أسلوب تحريك القطع البحرية ضمن ما يطلق عليه الخبراء تسمية "حزمة الردع" التي تشبه في أحد وجوهها باقة الزهور بحيث أنه إذا كان للزهور الصفراء والحمراء والبيضاء معاني محددة فإن تحريك المدمرة الصاروخية يحمل معنى يختلف عن تحريك الغواصة النووية أو حاملة الطائرات!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد