سـوريا: منـح الجنسـية قريبـاً لمئـة ألـف كـردي وعودة المنقبات إلى سلك التعليم
توقعت مصادر سورية مطلعة أن تتم تسوية اوضاع عشرات الآلاف من الأكراد السوريين خلال ايام، وذلك قبل المهلة المحددة للجنة المكلفة بدراسة إحصاء العام 1962، وجاء ذلك اثر لقاء عقده الرئيس بشار الأسد مع وفد من الفعاليات الاجتماعية في محافظة الحسكة، ضم وجهاء عربا وأكرادا، فيما بدت ملامح توتر تظهر في ناحية كفربطنا المحاذية للعاصمة دمشق، بعد مقتل شرطيين وفق ما ذكرت وكالة «سانا»، برصاص مسلحين. وجاء هذا التطور الميداني مع تسلم محافظ درعا الجديد مهامه، وسط حداد المدينة في « يوم الشهيد» تلبية لدعوة ناشطين.
ومن المتوقع ان يصل الى دمشق اليوم وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو، في اول زيارة منذ بدء الاضطرابات في سوريا الشهر الماضي، التي تابعتها انقرة عن كثب، وحثت القيادة السورية على المضي قدما في طريق الاصلاح.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الأسد ناقش مع وفد الفعاليات الاجتماعية «الأوضاع في المحافظة»، حيث استمع «من هذه الفعاليات إلى الأحوال المعيشية لأهالي محافظة الحسكة ومتطلباتها ومشاكلها حيث تم التاكيد على أهمية تضافر جهود السلطات المحلية للمحافظة وأهاليها لحل هذه المشاكل.» ونقلت «سانا» عن هذه الفعاليات تعبيرها «عن شكرها وارتياحها لتوجيهات الرئيس الأسد بمعالجة موضوع إحصاء العام 1962 قبل الخامس عشر من نيسان الحالي». وأكدت الفعاليات «وحدة الشعب السوري بكل أطيافه ووقوفهم ضد أي محاولة للمساس بوحدة البلد وأمنه واستقراره».
كما ذكرت الوكالة أن الأسد توجه «بالتحية لأهالي محافظة الحسكة لمواقفهم الوطنية المشرفة كما توجه إليهم بالتهاني الخاصة بأعياد النيروز والتحية لدورهم الوطني الذي تثبته الأحداث يومياً».
وذكرت مصادر مطلعة أن تسوية أوضاع الأكراد السوريين من غير حملة الجنسية ستتم قبل موعدها خلال اليومين المقبلين، وذلك بتقدم غير المجنسين إلى لجنة محافظتهم بطلبات التجنيس خلال مهلة لا تتعدى الستين يوما. كما تنص التسوية على تقديم الاعتراضات للقضاء لمن لم يرد اسمه في لوائح غير المجنسين. وتتوقع مصادر محلية أن يتجاوز عدد من سيمنحون الجنسية المئة ألف شخص.
يذكر أنه سبق للرئيس الأسد أن التقى منذ فترة وجيرة وفدا من علماء الدين في سوريا، وذلك في إطار «النقاش العام» حول الأوضاع في البلد، كما من المتوقع أن يستقبل فعاليات من مناطق ومحافظات أخرى خلال الأيام المقبلة. وتحدث الشيخ محمد رمضان البوطي عن اللقاء في إحدى حلقاته التلفزيونية، مشيرا إلى أن الوفد تقدم باقتراحات وأن القيادة وعدت بتلبيتها. وفي هذا السياق، صدر أمس الأول مرسوم بتأسيس معهد الشام العالي للتدريس الشرعي والبحوث الدينية، كما أعيدت مجموعة من المعلمات المنقبات إلى العمل بموجب توجيه رئاسي وفق ما ذكر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال علي سعد أمس. وقدر عدد اللواتي أعدن لعملهن بـ 1200 معلمة. وقد شكل هذا المطلب أحد مطالب المحتجين في غالبية انحاء البلاد.
وفي السياق، ذكرت قناة «الإخبارية» السورية أن لجنة التحقيق في القتلى الذين سقطوا في أحداث درعا بدأت التحقيق مع مسؤول أمني رفيع «يحمله الأهالي في درعا ما وصلت إليه الأمور من ترد» بما سمح باندلاع الاحتجاجات منتصف آذار الماضي.
أما ميدانيا، فذكرت «سانا» أن شرطيين هما حسن معلا وحميد الخطيب قتلا امس «بإطلاق النار عليهما من قبل مسلحين مجهولين في ناحية كفربطنا في ريف دمشق بينما كانا يقومان بدورية عادية في المنطقة»
وكانت الناحية شهدت اضطرابات أمس انتهت بإحراق ممتلكات عامة.
من جهة أخرى باشر محافظ درعا الجديد محمد خالد الهنوس مهامه أمس بلقاء مع المكتب التنفيذي التابع للمحافظة، ودعا إلى «التواصل اليومي مع كافة أطياف المجتمع والوقوف على جميع تفاصيل حياتهم بما يسهم في الارتقاء بواقع المحافظة في جميع المجالات».
وتزامن وصول الهنوس مع إحياء المدينة «يوم الشهيد» الذي دعا إليه ناشطون اسوة بمدينة دوما، تضامنا مع من قتل، فأقفلت محال المدينة فيما عدا المتاجر التي تبيع مواد غذائية في إضراب عمّ المدينة.
وشهدت سوريا في الوقت ذاته تنامي المطالب الشعبية المرتبطة بقضايا حياتية، حيث ذكرت مواقع الكترونية أن وزارة النفط والثروة المعدنية وحدها استقبلت حشودا كبيرة من مواطني المحافظات الشرقية من دير الزور والحسكة والرقة والقامشلي وغيرها تقدموا بطلبات توظيف تصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص بحسب أحد موظفي الوزارة.
وقرر القضاء السوري أمس الإفراج بكفالة عن سبعة معتقلين أوقف اثنان منهم على خلفية المشاركة في اعتصام أهالي المعتقلين أمام وزارة الداخلية في دمشق في 16 آذار الماضي، بحسب ما أعلن المحامي خليل معتوق.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن رئيسة تحرير صحيفة «تشرين» الحكومية سميرة مسالمة انها «اتصلت مع بعض المثقفين المعارضين للسلطة لإقامة حوار يمكنهم من خلاله التعبير عن آرائهم حول الإصلاحات السياسية والحريات العامة لكي تأخذ السلطات علما بها».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد