رايس تبدأ حملتها الصليبية من أرض الحرمين
تفتتح وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس جولتها الشرق أوسطية اليوم، بلقاء الملك السعودي عبد الله في جدة، وذلك عشية اجتماعها الوزاري العربي في القاهرة غدا. وفي ظل الانقسام الفلسطيني وضعف الموقف السياسي للحكومة الاسرائيلية، والوضع في لبنان الذي خلقته الحرب الاسرائيلية، تبدو فرص رايس لإحداث اختراق ما في مسألة السلام في المنطقة، محدودة للغاية. ويبقى ملف ايران عندها، العنوان الأبرز للعمل ضمن تفرعاته، من أجل تعزيز التحالف ضد طهران ، وإيضاح النقاط العريضة في خطة التهويل الأميركية من الخطر الايراني .
ويعتقد بعض المحللين أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تسعى من خلال هذه الجولة، الى الظهور بمظهر المهتم بقضية السلام الشامل استرضاء لحلفائها العرب والأوروبيين، الذين تحتاج الى دعمهم في قضايا مثل الحد من طموحات إيران النووية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. لكن آخرين يرون أن فرصة القيام بأي مسعى لإحياء عملية السلام ضعيفة للغاية، بسبب الانقسامات بين الفلسطينيين والضغوط على حكومة حماس، والضعف السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي تراجعت شعبيته بسبب حربه على لبنان.
وفي أولى محطات جولتها الشرق أوسطية، تلتقي رايس في جدة مساء اليوم الملك السعودي عبد الله ووزير خارجيته سعود الفيصل. ومن المتوقع أن تبحث الوزيرة في لقاءاتها الوضع الفلسطيني المتفاقم، وانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان وانتشار قوات اليونيفيل في الجنوب، الى جانب الملف الايراني، وإعطاء دفعة لاجتماعات اللجنة السعودية الاميركية للحوار الاستراتيجي .
وتتوجه رايس الى القاهرة غدا للاجتماع بوزراء خارجية ثماني دول عربية (دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن). وقالت مصادر دبلوماسية عربية حول ما إذا كان سيتم خلال الاجتماع بحث
مبادرة خليجية مصرية أردنية لإحياء عملية السلام، ان الاجتماع سيبحث في المقام الأول تفعيل عملية السلام في المنطقة، الى جانب التركيز على الملف النووي الايراني.
وفي اسرائيل التي من المتوقع أن تصلها الخميس المقبل، ذكرت صحيفة معاريف ان رايس تعتزم خلال لقائها أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس، عرض خطة أميركية جديدة تتضمن خطوات عملية تهدف الى تعزيز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة سلطة حكومة حماس. وأضافت ان الإدارة الاميركية تنوي التركيز على خطوات مرحلية، تتجنب من خلالها الخوض في حل دائم لمشاكل المنطقة.
وذكر مصدر سياسي إسرائيلي للصحيفة أن رايس ستطالب اسرائيل بخطوات محددة تهدف الى تعزيز موقف عباس على حساب حكومة حماس عن طريق اتخاذ خطوات خلاقة ، بينها تحويل الأموال الى خزينة السلطة الفلسطينية عن طريق مكتب الرئاسة الفلسطينية، وتعزيز الحرس الرئاسي وقوات الأمن الفلسطينية التابعة لعباس، بالاضافة الى قضية المعابر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد