الإضراب يفشل في معظم المدن ويشل المناطق المتوترة
تفاوتت الاستجابة للدعوة إلى الإضراب بين المدن السورية حيث شهدت أغلبية الأسواق حركة اعتيادية وطبيعية وواصلت الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والمؤسسات الخدمية عملها بشكل شبه طبيعي، في وقت استمرت الدعوات التحريضية إلى إضراب عام في البلاد، وهي دعوات لقيت استجابة في بعض المناطق التي تشهد اضطرابات وتوتراً أمنياً، في حين سجلت محاولات لفرضه بالقوة في مناطق أخرى.
ولم يتم الاستجابة للإضراب في مدن دمشق وحلب ودير الزور والحسكة والسويداء والقنيطرة وطرطوس واللاذقية والرقة، في حين كانت هناك إضرابات في بعض المدن التي تشهد توتراً مثل درعا وحماة وإدلب وحمص، وعدد من مدن ريف دمشق، وبعض مدن محافظة الحسكة مثل عامودا والقامشلي والدرباسية.
أسواق دمشق: حركة نشطة
وعكست أسواق دمشق حركة نشطة أمس، وبدأ تجار في أسواق الشعلان والحمراء والصالحية أبرز الأسواق التجارية يومهم مبكراً وقال وسيم سعد بائع الخضار «سنفتح من الساعة الثامنة والنصف صباحاً إلى الساعة الثامنة والنصف مساء... هذا هو ردنا».ووصف التجار في أسواق الحميدية والبزورية والحريقة ومدحت باشا الدعوة إلى الإضراب بالفاشلة وأكد وليد محمود بائع في محل للألبسة إن رد التجار على دعوات الإضراب كان بافتتاحهم لمحالهم قبل الوقت المعتاد وأكدوا أنها دعوات خارجية تهدف إلى تخريب اقتصاد البلد ولذلك يرفضها جميع التجار.
وفي رد صارخ على دعوات الإضراب افتتحت أسواق تجارية في دمشق وغيرها من المدن السورية التي تصادف عطلة أصحاب محلاتها يوم الأحد تعبيراً عن وعي السوريين ووحدتهم.
وفي سياق متصل قام فريق شباب دمشق التطوعي بحملة ترويج للمنتجات والصناعات الوطنية في ساحة السبع بحرات والمحاور المؤدية إليها عبر توزيع بعض المنتجات على المواطنين رداً على الدعوة من الخارج لتنفيذ إضراب.
وحمل أعضاء الفريق لافتات تعبر عن أهمية دعم الاقتصاد الوطني وعدم الانجرار وراء أي من الدعوات التي تؤثر بشكل أساسي على حياة المواطن وتخرب الاقتصاد الوطني.
حلب: سخرية من دعوات الإضراب
وعبر العديد من المواطنين الحلبيين عن سخريتهم من مثل هذه الدعوات مؤكدين أن سورية ستبقى كما كانت، ورأى محمود عقاد صاحب محل لبيع الألبسة أن دعوات الإضراب ما كانت لتنتشر لولا تواطؤ القنوات المفلسة معها بهدف الدعوة للتدخل الخارجي في حين أوضح حسين الحسن أنهم راهنوا على حلب في تنفيذ الإضراب إلا أن ذلك لم يحصل وحركة الأسواق تسير بشكل طبيعي.
رسائل واضحة تعلن رفض الإضراب
وشهدت أسواق محافظات السويداء والحسكة وطرطوس واللاذقية والقنيطرة والرقة ودير الزور نشاطاً ملحوظاً في البيع والشراء وبدأت حركة الأسواق التجارية فيهم طبيعية في عملية البيع والشراء والإقبال على التسوق من قبل المواطنين والفعاليات الاقتصادية والتجارية التي أكدت استمرارها في عملها.
وأصر بعض التجار المعروفين في مركز مدينة دير الزور على إبقاء محالهم التجارية مفتوحة منذ ليلة الأحد حتى صبيحته موجهين بذلك رسالة صريحة ومباشرة لرفض كل ما من شأنه المساس برزق المواطن وقوت يومه.
كما استقبل سوق الهال طوال ساعات الليل وساعات الصباح الأولى من يوم أمس شاحنات الخضار والفواكه القادمة من المحافظات الأخرى ليشهد هذا السوق اكتظاظاً مبكراً بالترافق مع حركة تلاميذ وطلاب المدارس وموظفي الدوائر الحكومية وشركات القطاع الخاص، على حين استقبلت الأسواق الأكثر شهرة في المدينة أبناء القرى الذين قصدوا المدينة لتأمين احتياجاتهم الأسبوعية، ولاسيما سوق التجار وسوق الحبوب وشارعي حسن الطه والعام، حيث يعرف عن أبناء الريف أنهم يقصدون أسواق المدينة بداية كل أسبوع لتأمين مستلزماتهم الريفية وعِدَدَهم الزراعية، في الوقت الذي انتعشت فيه أسواق المدينة لذات السبب، وذلك لكون أبناء الريف يقصدون المدينة بشكل يومي لتأمين احتياجاتهم اليومية.
حمص: مسلحون حاولوا فرض اعتصام إجباري
أما محافظة حمص فشهدت إضراباً نسبياً في مركز المدينة حيث كانت حركة السوق شبه مشلولة و لوحظ غياب للعاملين عن مؤسساتهم بسبب الخوف الذي ساد نفوس المواطنين داخل المدينة من المجموعات الإرهابية المسلحة التي شاع أنها ستقوم بتهديد حياة كل من يخرج خارج منزله وقيامها بعمليات قتل وخطف واستهداف المواطنين أينما صادفتهم إضافة لإطلاق نار كثيف منذ الصباح الباكر في أحياء البياضة والقصور وبابا عمرو وشارع القاهرة ووادي إيران وشارع الزير ومنطقة القصير وغيرها من الأحياء والمناطق الأمر الذي بعث الخوف في نفوس المواطنين وأرهبهم فلم يجرؤ أحد منهم على الخروج من منازلهم.
كما تمكنت الجهات المختصة من إلقاء القبض على عدد من المسلحين حاولوا فرض اعتصام إجباري وأطلقوا النار على المارة والسيارات في الشوارع.
ريف دمشق: مجهولون يمنعون دخول صناديق الاقتراع
أكد بعض المرشحين المستقلين في ريف دمشق أنه ليس لديهم أي رغبة في تكليف وكلاء على صناديق الاقتراع خوفاً من إصابتهم بأي مكروه وبالتالي يقعون تحت المحاسبة والمساءلة، علماً أن بعض الوحدات الإدارية كحرستا وكفر بطنا ودوما والزبداني ومضايا ورنكوس منعت جهات مجهولة دخول صناديق الاقتراع إليها لمنع عملية الانتخابات نهائياً وقال البعض إنه وصلت منشورات إلى منازل بعض المرشحين تتضمن مطالبتهم بعدم الخروج من منازلهم لخوض العملية الانتخابية تحت طائلة المسؤولية حتى وصلت لغة التهديد إلى القتل في ضوء الأحداث التي تشهدها المحافظة.
أما في المناطق التي لم تشهد إضرابات أو حوادث كحال جرمانا والقطيفة وصحنايا وأشرفيتها، فقد تم تشكيل لجان وفاق وطنية مؤلفة من جميع شرائح المجتمع بعد أخذ رأي الشعب الحزبية ليتم مناقشتها من فرع الحزب في الريف يوم أمس على أن تحقق رأي أغلبية شيوخ ولجان الأحياء الشعبية في هذه المناطق، وهذا ما أكده المرشح المستقل لمجلس مدينة جيرود فؤاد بنيان حيث تم تشكيل قائمة منها 12 في الفئة «أ» و8 مرشحين «ب» وجميعهم بين مستقلين وجبهة وترك باقي الأسماء للناخب يضعها حسب رؤيته ورغبته الحرة بحسب تعبيره.
درعا: إضراب شبه كامل
وشهدت محافظة درعا منذ الصباح الباكر في أغلبية مدنها وقراها إضراباً شبه كامل شمل المدارس والمحال التجارية وحركة النقل التي أثرت على دوام الموظفين في مؤسساتهم على الرغم من بداية الأسبوع الجديد يوم الأحد. وعلى الرغم من تواجد قوى الشرطة وحفظ النظام لتأمين المحلات وأصحابها إلا أن وسط مدينة درعا التجاري بدا أشبه بيوم عطلة رسمية.
وعقدت المحافظة بنفس التوقيت اجتماعاً لمديري المؤسسات والشركات العامة برئاسة أمين فرع حزب البعث حسين الرفاعي والمحافظ محمد خالد الهنوس اللذين شددا على أهمية المشاركة في يوم انتخابات مجالس الإدارة المحلية اليوم باعتباره يوم استحقاق وطنياً وهي فرصة لاختيار الشخص الأكفأ والأكثر تحمل المسؤولية.
وأكد الهنوس أن الدولة قادرة على تأمين الحماية والجو الديمقراطي وشفافية الانتخابات لكل متابع وراغب في المشاركة.
حماة: تفجير عبوات صوتية لإجبار المواطنين على الإضراب
وأغلق الحمويون محالهم أمس، لتبدو حماة مدينة بلا ناس، وخاصة بعد تفجير عشرات العبوات الناسفة في العديد من أحياء المدينة، لترويع المواطنين والموظفين من أبنائها وأبناء المناطق الأخرى الذين وصلت إليهم أنباء تلك التفجيرات، ففضلوا البقاء في منازلهم بدلاً من التوجه إلى دوائرهم الرسمية، وكذلك فعل طلاب الكليات الجامعية والمعاهد التربوية، والمدارس.
وأفاد مصدر رسمي بأن مجموعات مخربة قامت أمس، بتفجير العشرات من العبوات الصوتية في أحياء المدينة، بهدف إجبار المواطنين على تنفيذ الإضراب.
كما قامت مجموعات مسلحة بإطلاق النيران في مواقع مختلفة من المدينة لنفس الغرض، ولكن وحدات حفظ النظام لاحقت أفرادها، في الوقت الذي لم تشهد فيه المؤسسات والمديريات الخدمية في المحافظة أي نشاط.
وأفاد مصدر مطلع أنه خارج مدينة حماة، شهدت مناطق المحافظة الأخرى حركة طبيعية كالمعتاد، ولم تشهد أي بوادر لأي إضراب أو ما شابه.
حمص–نبال ابراهيم، حماة–محمد أحمد خبازي، دير الزور–وائل حميدي، ريف دمشق–أسعد المقداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد