سينما

08-04-2008

فيلم «الهوية» السوري يفوز بجائزة مهرجان تطوان السينمائي

حققت الأفلام السورية إنجازا جديدا على صعيد المهرجانات العربية, فقد فاز فيلم الهوية السوري بالجائزة الكبرى لمهرجان تطوان الرابع عشر لسينما البحر المتوسط الذي اختتم مساء أمس الأول في تطوان المغربية , وهو من إخراج غسان شميط وإنتاج المؤسسة العامة للسينما
26-03-2008

«الخراب الثالث» فيلم وثائقي لبناني

أثار فيلم الخراب الثالث -الذي أعده تلفزيون المنار التابع لحزب الله- تساؤلات حول مغزى عرضه وسط كلام واسع عن زوال إسرائيل ردّده الأمين العام للحزب حسن نصر الله وكرره عقب اغتيال عماد مغنية أحد القادة العسكريين للحزب.

24-03-2008

هيثم حقي: أجمع غيلان الدمشقي عبر زمنين

لم يتوقف المخرج السوري هيثم حقي عن التفكير لحظة واحدة بمشروعه السينمائي الذي بدا ظاهرياً أنه مؤجل حتى إشعار آخر، فالعقود الثلاثة الماضية التي تفصله عن فيلمه الروائي الطويل «ملابسات حادثة عادية» كانت تحمل في طياتها أيضاً
21-03-2008

فيلم تسجيلي عن عصابات بغداد

يصور الفيلم التسجيلي عصابات بغداد للمخرجة العراقية عايدة شليفر الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطنون من خلال حوادث اختطاف عدد منهم على أيدي مسلحين، والآثار النفسية التي تركتها هذه العمليات على المحظوظين منهم والذين أفرج عنهم مقابل فدية.
19-03-2008

وفاة المخرج البريطاني أنطوني منغالا

رحل امس المخرج البريطاني أنطوني منغالا عن عمر لا يتجاوز الـ54 عاما. وخلال 18 عاما من عمره السينمائي كمخرج، حقق منغالا أقل من عشرة أفلام... وهو عدد قليل بالمقارنة مع شهرته الواسعة والجوائز الكثيرة التي نالها عدد لا بأس به من هذه الأفلام،
16-03-2008

«أيام الفرنكوفونية» في دمشق ... باهتة ومشتتة

تقتصر «أيام الفرنكوفونية في دمشق» لهذا العام على تظاهرة باهتة ومشتتة، مقارنة بما كان يقدم في السنوات الماضية. فالإطار الزمني للنشاطات حدد بين 10 و20 الشهر الجاري، لينتهي مع اليوم العالمي للفرنكوفونية. وعلى رغم ذلك، ثمة
12-03-2008

الدراما السورية بين الإبداع والتسويق

كثرت الأعمال التي باتت تخترق الأعراف الرقابية للمحطات والتلفزيونات العربية, لا بل تحولت الأمور إلى ما يشبه لعبة القط والفأر فيما بينهما, وقد حققت العديد من الأعمال التي صورت في سورية اختراقات لخطوط كانت توصف بأنها (خطوط حمراء)
10-03-2008

هيثم حقي: الدراما السورية بخير

يكتب مسلسلاً عن الحرب اللبنانية ويفتح على الخليج. يشرف على شركة الإنتاج التي أطلقتها «أوربت»، ويحضّر لسلسلة أفلام في دمشق والقاهرة، معلناً: السينما السورية... آتية!
03-03-2008

الحلم الأميركي ملطّخاً بالدم و«البترول»

المشهد شاسع وخلّاب، لا يخلو من إحساس بالوحشة... أرض قاسية ونباتات بريّة، منبسطات وتلال. إنّه ديكور الـ «وسترن» بامتياز. البطل بدوره يذكّر من بعيد بأبطال أفلام رعاة البقر. متوحّد ومغامر، جلف مع لحظات عابرة من الرقّة، مكافح عنيد ضد الطبيعة والبشر، لنيل ما يريده... شرس بطبيعة الحال، وحده ضدّ كل شيء. الكاميرا ثابتة واللقطات طويلة والكادر واسع وحركات الترافلينغ بطيئة.
لكنّ فيلم بول توماس أندرسون الجديد «سيسيل دم كثير» الذي يعرض حالياً على الشاشات العربية والأوروبيّة (أو «ستكون هناك دماء» حسب الترجمة الحرفيّة لـ There Will Be Blood)، ليس فيلم ويسترن. إلى بصمات سيرجيو ليوني تضاف مناخات أفلام المافيا على طريقة سكورسيزي، وهناك شيء من «المواطن كاين» لأورسون ويلز الذي تخيّم روحه على الرؤيا العامة للعمل. إنّه فيلم يعيد الصلة بتجارب أساسيّة في السينما الأميركيّة، ليتناول مرحلة مفصليّة في تاريخ الولايات المتحدة، الخارجة من الحروب الانفصاليّة وغزو الغرب البعيد ــــ عشيّة مرحلة «الحظر» prohibition ــــ إلى رأسماليّة قائمة على استغلال الأضعف، وتسخير القيم على مذبح المبادرة الحرّة ومنطق الربح. وفي هذا العالم الذي تحكمه شريعة الغاب، الغلبة دائماً للأقوى والأدهى.
تلك المرحلة التأسيسيّة في تاريخ أميركا، نستعيدها هنا من خلال مغامرة فرديّة طبعاً. يستند الفيلم إلى رواية «بترول!» لأبتون سنكلير (١٩٢٧ ــــ راجع الكادر أدناه)، بعدما عزل جانبها السياسي، وجرّدها من رؤيتها القائمة على نقد الاستغلال الطبقي وفضحه. إنّها قصّة صعود دنيال بلاينفيو (دنيال داي ــــ لويس، أوسكار أفضل ممثّل)، المنقب عن النفط الذي سيتجاوز المصاعب، ويغوص في الوحول، ويسحق الضعفاء، ليصبح ثرياً، ولو على أنهار من الوحل والدماء، وعلى حساب إنسانيته.
المَشاهد الأولى صامتة، إلا من لهاث، وأصوات أدوات معدنيّة بدائيّة، وتلك الموسيقى الحادة التي تضرب أعصاب المتفرّج، تشي بقلق عميق لن يفلت منه طوال ساعتين ونصف تمرّ بسرعة مدهشة... الـ ٢٠ دقيقة الأولى من دون كلمة. رجل يحفر في الصخر، داخل بقايا منجم، ينتهي الليل ويطلع النهار... يبحث عن فتات الذهب، أو ما بقي منه بعدما عبر موكب الباحثين عن الذهب، ودخلنا عصراً جديداً. بالغرامات القليلة التي يحظى بها بعد أن كاد يتهشّم جسده، سيشتري هذا المغامر العنيد بطاقة دخوله إلى القرن العشرين: ما يكفي من المعدات لحفر باطن الأرض بحثاً عن الذهب الأسود.
نحن في الولايات المتحدة مطلع القرن العشرين مع انطلاق الثورة الصناعيّة وانتشار آبار التنقيب عن النفط التي ستغيّر وجه الجنوب الأميركي. عامل المناجم الطموح سيمضي إلى قرية نائية فقيرة في كاليفورنيا، أرضها قاحلة لا ينبت فيها القمح. يشتري الأرض من أصحابها بأبخس الأثمان، وتبدأ طريق الاستغلال الطويل للبشر... تتعاقب الضحايا والجثث على طريق صعوده. أمام كل حادث أو عقبة أو تحدٍّ جديد سيزداد فتكاً وشراسة، يسحق الأصعف، ويستغل كل الناس بدءاً بابنه بالتبني، ولا يرتدع عن شيء لبلوغ أهدافه. وشيئاً فشيئاً يغرق في هوّة سحيقة ويروح يشبه، عند ذروة نجاحه، وحشاً بشريّاً.
هذا الاستغلالي المتسلّط، والداهية الانتهازي الذي يتلاعب بالبشر والمبادئ... هناك شخص وحيد يمكن أن يقف بوجهه في هذا العالم الذكوري البلا نساء: إنّه الداعية الأصولي إيلي سانداي (بول دانو) الذي يستغل الناس من خلال الخطاب الديني، ويمضي بهم إلى مزيد من التزمّت والاستلاب. المواجهة بين الاثنين ستكون حادة، متأرجحة بين كرّ وفرّ، وتنتهي بطريقة وحشيّة مفجعة... بعد أن يكون دنيال بلاينفيو قد بلغ أحط دركات الانحطاط، مرتمياً وحده جثّةً حيّة في قاعة البولينغ في قصره، ومن تحته تسيل أنهار من الدماء التي تلطّخ الحلم الأميركي، وتكشف الوجه الآخر للفردوس الموعود.
دنيال داي ــــ لويس، بطل «عصابات نيويورك» (سكورسيزي) مذهل في الفيلم، بأدائه وتحولات جسده وصوته وحركات وجهه ونظرته المقلقة. بول دانو كذلك، لافت في ملامح المبشّر الدجال الذي يعرف كيف يخدّر بأفيونه الجماهير... وكيف يقف في مواجهة داي ــــ لويس! الفيلم يقدّم درجة عالية من متعة المشاهدة، فهو مشغول بعناية في أدق التفاصيل، من إدارة الممثلين إلى تشكيل الكادر والضوء، كأن كل مشهد لوحة بذاتها... وحركة الكاميرا التي تنخرط في القصّة حتى تتلطّخ بوحلها (أوسكار أفضل تصوير لروبرت إلسويت). وتأتي الموسيقى الحاضرة بقوّة، لتؤدّي دوراً حاسماً في البنية الفنية للفيلم، إذ تشد أنفاس المتفرّج، وتتحكّم في أحاسيسه وانفعالاته (تأليف جوني غرينوود، عازف الغيتار في فريق Radiohead ــــ حاز إحدى جوائز الدب الفضّي في مهرجان «برلين» الأخير)...
لم يغامر بول توماس أندرسون، في الاقتراب من الراهن السياسي في العالم، من خلال مفاتيح كالنفط والدين واستغلال الأضعف. وقد تخفّف من النظرة النقديّة للرواية الأصليّة. لكنّ مخرج «بوغي نايتس» و«مانيوليا»، قدّم هنا تجربة استثنائيّة بلا شك من وجهة نظر جماليّة صرفة. «سيَسيل دم كثير» من الأفلام التي ستطبع ذاكرتنا السينمائيّة، بعدما دخلت تاريخ الفنّ السابع من بابه العريض.